Arrayكيف يستقيم عملك التبشرى واهدافه مع عدم اهتمامك بالاسلام ؟[/quote]

الإسلام عقيدة. الإسلام هـُوية. لا يمكن أن تعرض أفكار معينة وبسهولة تقوم أنت كمبشر بانتزاع هذه الـ هـُوية.

ما هو التبشير؟

هو عرض المسيح كما هو في الأناجيل.

هل عرضه يقتضي التجريح في عقائد الآخرين؟

عندها يكون مسيح مزيف. مسيح دجال.

لو عرضت عليك المسيح سأعرضه كما هو بأقواله وأفعاله والتي هي في جملتها يتم الاصطلاح على تسميتها بعبارة "إنجيل". هذا لا يمت من قريب أو بعيد بعقائد الآخرين. لو أنا مبشر ناجح وأردت حقاً تبشيرك فالذكاء يقتضي عدم التعرض بالمرة للإسلام بأي شكل سلبي ولكن بالتركيز فقط على المسيح وأنت تصل لما أريد لك أن تعرفه عن الإسلام من خلال القراءات والمطالعات. لكن لو أنا كمبشر مسيحي قلت أي شيء سلبي فأنا هكذا أضع نفسي في وضع المهاجم وأفسد خطتي التبشيرية والهجوم يقفل الأبواب ويوصدها تماماً.

ولكني لا آتي إلى نادي الفكر كـ مبشر. آتي هنا لأسمح لعقلي أن يتنفس قليلاً فللتبشير أماكنه ومناسباته والعملية في التبشير تشبه الهداية في الإسلام. في الإسلام نعرف أنه "إنك لا تهدي من أحببت" وفي المسيحية "لايقدر أحد أن يأتي إلى الآب إلا بنعمة من الروح القدس". لابد في التنصير من اجتذاب الآب لقلب الخاطيء وليست العملية حتى مجرد عرض قناعات عن المسيحية ومن بريقها يتوهم البعض أنها كفيلة بجذب الناس للمسيحية.

لا أقدر أن أقنعك كمبشر بإنجيل المسيح بالمسيحية. لا أملك هذه المقدرة ولا أحاول. عمل الإقناع هو مرتبط بعمل روح الله الذي هو المسئول الأول والأخير في هذا الأمر. وبما أن الأمر كذلك ما عساني أعمل ما هو عمل الله وأتدخل في عمل الله؟ لو سألني أحد عن الإنجيل سأجاوب. ولكن لو لم يسألني وأنا في نادي الفكر فأفضل أن أتكلم معهم في الأمور الفكرية والتي تنشط عقلي وتجعلني إنسان متطور ذهنياً وفكرياً ومن جاور السعيد يسعد.

عندما تكلمت في الإسلام هنا لم أتكلم أبداً بصفتي ممثل المسيحية أو حتى كمسيحي ولكني تكلمت بصفة "عقل" يقرأ ويحاول أن يفهم. لو أنا انتقدت الإسلام وقمت بالتجريح وعرضت المسيحية كالبديل العقلي فأنا بهذا أجعل من نفسي أضحوكة الأضاحيك وعندئذ يكون هذا قمة السخف العقلي. لذلك قلت لا مقارنة بين الإسلام والمسيحية وأيضا لا حديث للعقل عند الكلام في الأديان قاطبة. في الأديان عامة ولو شئنا الصدق العقلي والصدق مع الضمير لا توجد أي مساحة لما يزعمونه بـ "براهين وأدلة" بل هذا إذذاك السخف بعينه.


من جهة احترام مقدساتك فأنت بالذات محل احترام وتقدير شديد من جانبي لك ولكل ما تحمل من مقدسات وما ينطوي عليه كيانك ككل.

مودتي.