{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
سيرة ذاتية
oskar غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 183
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #6
سيرة ذاتية


موتي البستان


هذه علامةُ الموت

الجنود يعلقون بنادقهم فوق حائط الأحلام ،

في الخنادق المقصوفة كنت أمشي بين أنياب موت وحشي

وألبد وسطَ أدغال آلامي ،

من ذكريات عزيزة ثكلى وطفولة يضمدها السراب

حفرتُ قبراً وانثنيت ، علقت شاهدة على بابي

جاءت آلاف العصافير مكسوةً بالدم ،

هل أصعد هاوية تحضن مصيري ؟

يا موتي البستان

متى تنضج ثمارك ؟



في الساعة الثانية بعد منتصف ليلة 13 / 5 / 1986 بدأت لحظة الانفجار العظيم .أتذكرون خليل حاوي في قصيدته سدوم :

{ ودوت جلجلة الرعد

فشقت سحباً حمراءَ حرى

أمطرتْ جمراً وكبريتاً وملحاً وسموم

وجرى السيل براكين الجحيم } ..؟

فتحت مئات المدافع بعيدة المدى أشداقها وراحت تطلق قذائفها الثقيلة صوب مواضع القوات الايرانية في العمق والخطوط الأمامية ، ودمرت الراجمات والطائرات السمتية والطيران الحربي السواتر والخنادق والملاجئ المحصنة والربايا وطرق المواصلات ، وبدأ هجومنا على كل قاطع { حاج عمران } وقامت ألوية المشاة 33 و 98 و604 تساندها سرايا مرتبة وأفواج من الجيش الشعبي ، هجومها على جبل { كرده كو } فإكتسحت مواضع القوات الايرانية المتحصنة فيها منذ عام 1983 وقد تكبدت هذه الألوية والوحدات المتجحفلة معها خسائر كبيرة جداً في الأرواح والتجهيزات والمعدات بسبب شراسة ودفاع القوات الايرانية من جهة ، والقصف المدفعي المعادي الكثيف الذي كاد أن يوقف زحفها من جهة ثانية ، أما وحدتي لواء المغاوير الأول في الفيلق الخامس فقد كلفت بشن هجوم على جبل { كرده مند } بمعية لواء المغاوير الثاني في الفيلق الثاني ، ولواء مشاة آخر من الفيلق السابع ، دام هجومنا عدة ساعات واستطعنا في النهاية طرد القوات الايرانية وإستعادة الجبل الذي التهم الآلاف من الجنود والضباط منذ لحظة احتلاله في عام 1983. كانت نقطة إنطلاق وحدتي قد بدأت بالتقدم نحو الهدف من أسفل الجبل ، بمحاذاة الشارع العام القديم . إستمر تسلقنا فترة من الوقت تحت قصف كثيف من أسلحة مختلفة عراقية وايرانية . أبدت القوات الايرانية بسالة عالية ودافعت عن الهدف دفاعاً مستميتاً ، لكنها ما أن عبرت وحدتنا والوحدات المهاجمة معنا السواتر الأمامية وإخترقنا خطوط دفاعاتها حتى تركت الهدف وفرت هاربة ، مخلفة وراءها مئات القتلى والجرحى والأسرى ، كانت الأوامر التي صدرت إلينا تلزمنا بإحتلال القمة الصخرية للجبل أولا ومن ثم التوغل نحو العمق بإتجاه الحدود الايرانية ثانياً. شاهدنا في القمة شيئا لن يخطر على بال إنسان أبداً ، ولا في الأحلام والهلوسات : مجموعة من الجنود الايرانيين ملتصقة أجسادهم الدامية و المتفحمة على أحد الجدران العالية للقمة الصخرية ، ويبدو أن شدة عصف القذائف الثقيلة قد رفعتهم من الأرض وعلقتهم هناك ، ولا يمكن التعرف عليهم بسبب التشوه الكامل ، حيث إختلطت الوجوه بالظهور بالأمعاء بالأفخاذ . بعد إحتلال الهدف تقدمنا مباشرة إلى الأمام واخترقنا الخنادق و الدفاعات الخلفية للقوات الايرانية ، وقبل أن نتمكن من حفر الخنادق البديلة وإنشاء التحصينات اللازمة - وكان زخم هجوم وحدتنا قد ضعف بسبب الخسائر في الأرواح وحالات إيذاء النفس الكثيرة التي قام بها بعض الجنود ، وحالات التسرب من المعركة وترك المواضع الدفاعية - قامت قوات المغاوير الايرانية الإحتياطية بشن هجوم كبير مقابل علينا ، ولم نستطع الصمود ولا دقيقة واحدة ، تبعثرنا شذر مذر وهربنا إلى الخلف بإتجاه السنون الصخرية والملاجئ المحصنة التي تركتها القوات الايرانية بجبل { كرده مند } ، حيث أنشأنا تحصيناتنا القوية تحت قصف جهنمي لا ينقطع . في هذا الهجوم الذي شنته وحدات المغاوير المعادية ضدنا ، كانت خسائرنا في الأرواح كثيرة جداً ، ولقد ظلت جثة آمر فوجنا { الفوج الأول} الرائد سردار أحمد هادي وجثث الكثير من المراتب قرب مواضع القوات الايرانية ولم نستطع أن نخليهم بسبب شدة القصف وزخم الهجوم الايراني الكبير. بالنسبة لي ، فقد اختبأت مع صديقي الجندي جبار عسل في سن صخري ضيق يشرف على أحد الوديان الواقعة في { حاج عمران } وعندما كانت القذائف تعبر من فوق رؤوسنا ، كنت أتجمد من الرعب وأموت ألف ميتة. حفر بعض الجنود حفائر صغيرة لهم تحت السن لتقيهم قصف مدافع الهاون 120 ملم المرعبة ، وتكاثر عددهم في الأيام التي تلت ، مما جعلهم طعماً سائغاً للقصف . تركنا السن الصخري وزحفنا عبر شقوق مكشوفة صوب الملاجئ . في اليوم الثاني تم تعويض وحدتنا بجنود جدد من مواليد 1967 ، جيء بهم من معسكرات التدريب لم يعرفوا الحرب من قبل ولم يسمعوا صوت أية قذيفة ولم يطلقوا إطلاقة واحدة من بندقية . وصلوا منهكين وخائفين ، تم توزيعهم على السرايا لسد النقص ، وطلبوا منهم أن يتحصنوا في الخنادق والملاجئ مع الجنود القدامى. لكن البعض منهم كان عندما يشتد القصف المدفعي المعادي ، يترك بسبب الخوف العظيم الملجأ أو الخندق ويذهب للاختباء تحت الدبابات التي ترمي صوب المواضع الايرانية ظنا منهم أن الدبابة ثقيلة وتستطيع حمايتهم من القذائف ، ولم يدروا أن الدبابات هي صيد ثمين و مستهدف من قبل الطائرات السمتية ومدافع 106 ملم ، وصواريخ الدبابات الايرانية التي تذيب الحديد والحجر. في اليوم الثاني كلفتْ وحدتي بمسك موضع دفاعي يطل على أحد الوديان ، خشية من تسلل قد يقوم به الجيش الايراني . شيدنا الملاجئ وحفرنا الخنادق والشقوق وانشأنا التحصينات بمساعدة وحدة هندسية ، والقصف الايراني الشديد ما يزال مستمراً منذ اللحظة الأولى لهجومنا وحتى الآن . في المساء أثناء السياقات الايرانية في القصف المدفعي على سريتي، قتلت أحدى قائف الهاون 82 ملم 4 من الجنود في ملجأ ، أحدهما ابن عمة صديقي الشاعر سلام كاظم ، وفي اليوم نفسه قتلت قذيفة أخرى مجموعة من الجنود في وحدة مجاورة ، وكان من بينهم ابن الكاتب عبد عون الروضان ، ما العمل الآن ؟ يبدو أن وحدتي لن تسلم الموضع الدفاعي إلى وحدة مشاة في القريب العاجل . هل سنبقى فوق جبل { كرده مند } إلى ما لانهاية ؟ لم يتبق إلا الهروب من ساحة المعركة وترك الموضع الدفاعي . انسللت في الليل خلسة وسلكت أحد الطرق النيسمية باتجاه فتحة { ناونده } حيث نقاط المثابة ، لكن لجان متابعة المتسربين { لجان الإعدامات المكونة من الحزبيين وعناصر الإستخبارات في الفيلق الخامس } كانت تقف متيقظة على طول الطريق . عدت مرة أخرى وصعدت الجبل إلى حيث مواضع وحدتي. اقترح عليَّ صديقي جبار عسل أن نتسلل عبر الشارع العام وأخبرني أنه مرصود بالكامل ، لكن على الرغم من هذا فإننا نستطيع التسلل إذا توقف القنص و سياقات القصف المدفعي بعد الساعة العاشرة ليلاً. انسللت وصديقي جبار وهالنا مشهد مئات الجثث لجنود وضباط من الوحدات العراقية وعشرات العجلات المحترقة والمحطمة ومئات البغال التي قتلها القصف . ورأينا الكثير من البغال الأخرى محملة بالعتاد والأطعمة تسير صوب القمة من دون أن يقودها أحد . ويبدو أن الجنود الذين كلفوا بها كانوا يخشون القصف فتركوها تصعد وحدها . أثناء التسلل وجدنا ضابطاً برتبة { ملازم ثان } جريحاً ويئن من شدة الألم جراء إصابة لحقته في فخذه الأيمن . طلب مساعدتنا وقال أن المفارز المكلفة بإخلاء الجرحى قد اختفت بسبب شدة القصف المدفعي . رفعناه وأوصلناه إلى عربة إسعاف . بعد أسابيع من نهاية المعارك هذه وكنت هارباً من الخدمة العسكرية ، تعرفت إلى هذا الضابط في مبنى كلية الفنون الجميلة ، كان يعرج وبيده العكاز ، سألته عن وضعه الصحي وكيفية إصابته فوق جبل { كرده مند } ليلة 13 / 5 ودهش ، كيف أعرف أن إصابته حدثت هناك ، عرفت حينها أنه الفنان عبد الخالق مختار وكان يؤدي خدمته العسكرية الإلزامية . واصلنا سيرنا ، ثم ، ويا للهول ، وجدنا في أحد ممرات الطريق نائب الضابط الحربي { رتبة بين نائب الضابط والملازم الثاني تعطى للحزبيين } نبراس آمر الفصيل الثاني في سريتنا ممزق البطن وفاقد الوعي ومصارينه مرمية على الأرض . ما الذي جاء به إلى هنا ؟ لا ندري ، لم نرد إخلاءه في البداية لأنه كان مكروهاً في السرية ويشتمنا دائماً بسبب أو من دون سبب ، كان ذا طباع وحشية ومنحطة . اقترح جبار مساعدته . لففناه ببطانية وانتظرنا عجلة إسعاف ، جاءت العجلة ، حضنه جبار ليتلطخ بدمه ويصعد معه بعد تظاهره بالإصابة المميتة وليجد نفسه في مستشفى الميدان بناحية { ديانا } بعيداً عن عيون لجان عناصر الحزب والإستخبارات في نقطة المثابة ، وليهرب من الخدمة العسكرية حتى نهاية الحرب مع ايران . بعد ذهاب جبار ، جاءت مجموعة من الجنود من فوجي ومن أفواج أخرى ، تحاول الهروب مثلي من هذا الجححيم . سلكنا أحد الطرق النيسمية الطويلة ووصلنا إلى المقرات المتقدمة ، في { قصري } حيث المقر المتقدم لوحدتي أخبرت الحراس بأنني ومجموعة من الجنود قد تم تكليفنا من قبل آمر الفوج بنقل أعتدة وبنادق ايرانية نوع G C إلى مقر قيادة الفرقة ،{ كان الجيش الايراني يستخدم هذه البنادق الأمريكية بينما هي لا تستخدم في الجيش العراقي ، ذلك أن الجيش العراقي يستخدم بنادق كلاشنكوف الروسية . } وأخبرتهم أيضا إنني سأعود إلى الموضع الدفاعي مع عجلات الأرزاق ليلاً . في المساء أشفق عليَّ مسؤول حانوت الفوج ، العريف نعمة وكان يحب الشعرالشعبي ويكتب الأبوذية والدارمي ، وكنت أعيره بعض الكتب ، وقال لي : { إذا تأخرت هنا وشاهدك أحد عناصر حضيرة الإستخبارات ، سيسلخون جلدك } قلت له ما العمل ؟ قال : { اذهب الآن وانتظرعجلة الحانوت خارج مقر الفوج ، سأذهب إلى أربيل للتسوق وآخذك معي } عبرنا سيطرة { كلاله } فسيطرة { دار السلام } فسيطرة { جنديان } فسيطرة { كلي علي بك } فسيطرة { خليفان } فسيطرة { عين كاوه } ولما وصلنا أربيل ودعت نعمة وشكرته على مساعدته ، فتمنى لي أن أصل بغداد بسلام وشدد على أن لا أسلك طريق بغداد – كركوك ، بل طريق الموصل – التاجي لأن سيطراته أقل تفتيشاً من الطريق الأول . وهنا تحضرني الآن قصيدة حسن النواب { سيطرات } التي شرح فيها معاناته مع السيطرات أثناء هروباته المتكررة من الخدمة العسكرية . سلمت بندقيتي إلى مأمور المشجب بموقع أربيل العسكري وأخبرته إنني سأهرب من الخدمة العسكرية ، حدثني وهو يقدم لي كوب الشاي بأسى عن عشرات الجنود الذين ألحقوا بأنفسهم الأذى ، وقال : { إن استخبارات الفيلق ستقوم بعد معالجتهم بإيداعهم السجون ومن ثم تحيلهم إلى المحاكم العسكرية الخاصة . وعرفت منه أن حالات إيذاء النفس في هذه المعارك كانت متشابهة ومكشوفة في مستشفى أربيل العسكري ، قلت له كيف ؟ فراح يشرح لي أن الجندي المصاب يتفق مع جندي آخرعلى أن يطلق النار على يده أو على ساقه من مسافة قريبة ومن ثم يخلي نفسه إلى طبابة الميدان ويدعي أنه أصيب بالموضع الدفاعي من قبل الجانب الايراني ، وبما أن هذه الحالات كانت متشابهة ، فقد قام آمر مستشفى أربيل العسكري بكتابة تقرير إلى قيادة الفيلق أوضح فيه أن الأطباء بعد أن قاموا بفحص الإصابات ، وجدوا آثار بارود في الأعضاء المصابة وهذا يعني أن عملية إطلاق النار كانت من مسافة قريبة جداً } ، وحين هممت أن أنهض قال لي مأمور المشجب كمن يذيع علي سراً : { المفروض إذا تمت عملية إطلاق النار من مسافة قريبة ، أن يلف الجندي يده أو ساقه بكيس من القنب ، حتى لا تظهر آثار البارود ، بس هذوله قشامر ربما سيشنقون } ، وهنا أود أن أسأل ، هل عالجت المجلدات الضخمة المسماة { قصص تحت لهيب النار} والروايات والمجموعات القصصية وودواوين المعركة في{ قادسية صدام } المشؤومة هذه الحالات ؟ كم من الجنود تم شنقهم خلال سنوات الحرب بسبب حالات إيذاء النفس ورفضهم للحرب ؟ لا أحد كتب عن هذه الحالات أبداً ، كان أغلب الكتاب والشعراء ممن كتبوا عن الحرب ومجدوها ، يصورون الجندي العراقي أقوى من سوبرمان ، لا يشعر بالخوف ولا بالضعف ولا تستطيع مجابهته كل صناديد العالم . وكانوا يكتبون و يمجدون الحرب وفق المواصفات المطلوبة التي يحددها مكتب الثقافة والإعلام القومي التابع لحزب البعث ، وتوجيهات وزير الثقافة والإعلام لطيف نصيف جاسم الذي كان عام 1979 وزيرالزراعة وله كراس بعنوان { مسائل في العمل الزراعي } .وكانت مواصفات العرض والطلب تتم على هذا النحو : عند إعلان مسابقة ما وما أكثرالمسابقات خلال سنوات الحرب ، تعطى للذين يفوزون المبالغ المالية الضخمة والسيارات والشقق الفاخرة والمسدسات والمنح الدراسية خارج العراق كما حصل مع ضياء خضير الذي فازت قصته { نسر بين الجبال } بجائزة عام 1983 فاستحق من اجلها مبلغ 3000 دينار وسيارة تويوتا يابانية ومنحة دراسية مجانية في احدى الجامعات الباريسية حيث عاد إلى العراق يحمل شهادة دكتوراه ، وكان قبل فوزه بهذه الجائزة يكتب الشعر العمودي . واستحق جمال حسين علي الذي كان يشترك في كل مسابقات القصة أن يسرح من الجيش حيث كان يؤدي خدمته العسكرية في دائرة التوجيه السياسي ، ويحصل على منحة دراسية مجانية أيضاً في موسكو. واشترك كثير من الكتاب المعروفين والكتاب الجدد في مسابقات قادسية صدام المتكررة للقصة القصيرة ، ثم تنوعت المسابقات لتشمل مسابقة قادسية صدام للشعر ومسابقة قادسية صدام للكتابة الحربية السردية التعبوية (مذكرات ، يوميات) وقد فاز فيها شعراء وكتاب مختلفون(يستطيع القارىء الكريم أن يطلع على أسمائهم في كتب قادسية صدام التي طبعتْ في بغداد أو في كتاب الكاتب سلام عبود المعنون : ثقافة العنف). والذي لا يحالفه الحظ بالفوز في هذه المسابقات ، تقوم دائرة الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة والإعلام بطبع بضع آلاف نسخة من كتابه وتمنحه المكافأة المالية المقرَّرة. ولم يبتعد عن هذا الارتزاق والاشتراك في حفلات مسابقات بيع الضمير إلا أدباء العراق الحقيقيون (بأجيالهم المختلفة) ممن آثروا صعوبة الحياة وشرف الأدب على الجاه والمال. وكنت أنا والكثير من الشعراء والكتاب الشباب لا يسمح لنا بدخول مبنى وبار اتحاد الأدباء والكتاب إلا بمعية عضو يمتلك بطاقة الانتساب للاتحاد ، وأن نسجل أسماءنا كل يوم في سجل الضيوف . فلكي نكون أعضاء ، يتحتم علينا أن ندفع مبلغاً معيناً من المال وأن نقدم مع طلب الانتساب ، كتابا مطبوعاً . لكن من أين نأتي بالكتاب المطبوع وكتبنا غير صالحة للنشرعند دائرة الشؤون الثقافية ؟ وحتى لو أردنا أن نطبعها على حسابنا الخاص ، فستقوم دائرة الرقابة في وزارة الثقافة والإعلام بإحالتها إلى رقباء وخبراء من الذين لا يرحبون بإبداعنا . وقد أحالت دائرة الرقابة المجموعة الأولى لصديقي الشاعر والفنان ناصر مؤنس إلى جبرا ابراهيم جبرا ، حيث كتب في معرض تقييمه لها إنها تشوه الخط العربي . وكان ناصر قد كتب مجموعته بطريقة تشكيلية عرف فيها فيما بعد . وامتنع الخبير عن إعطاء رأي بخصوص إجازتها لتطبع . ويتذكر الكثير منا معاناتنا اليومية الشديدة مع موظف استعلامات اتحاد الأدباء المدعو أبو قتيبة ، السائق السابق لرئيس مخابرات صدام ووزير داخليته المجرم سعدون شاكر، فقد كان يصردائماً على أن نبقى في الانتظار لحين قدوم عضو ، حتى يسمح لنا بالدخول ضيوفا عليه . وحتى الآن لست أدري من الذي جاء بهذا الشرطي ليشغل وظيفة موظف استعلامات في إتحاد الأدباء ؟ وعلى ذكر الرقابة ووظيفة الرقيب الذي كان يسمى جزافا { الخبير } فأود أن أوضح هنا بعض الأمور التي كانت تحكم عمل هذه الدائرة البائسة . عند وصول مطبوع يصدر خارج العراق ، ترسل الدار التي أصدرته نسخة منه إلى هذه الدائرة للبت في صلاحية إجازته ، لكن النتيجة غالبا ما تكون في غير صالح الكتاب . مثلا ، أحالت دائرة الرقابة { أناشيد مالدورو } للوتريامون عام 1982 إلى رزاق ابراهيم حسن الشاعر العمودي ومؤلف أكثر من 7 كتب عن النقابات العمالية في العراق . مُنِعَ الكتاب من النزول إلى المكتبات بحجة أن لوتريامون يتغزل بالرياضيات والقملة في نشيدين منه . وعندما أعارتنا الشاعرة دنيا ميخائيل نسخة منه وقمنا بتصويرها عام 1992 ، طلب هذا الخبير بعد 10 سنوات من منع الكتاب نسخة منه ، بعد أن ألغى صدام حسين بقانون سوريالي مفهوم الطبقة العاملة في العراق ، ليصبح رزاق ابراهيم حسن ناقدا أدبياً ويتخلى عن كتابة الشعر العمودي ، وادعى بعد ذلك أنه لم يمنع الكتاب قطّ . ولك أن تقيس على هذه الشاكلة ، كم من مطبوع تم منعه بهذه الحجة أو سواها ، أما إذا أجازت دائرة الرقابة هذه كتاباً للطبع فإنها تأمر بصرف كمية من الورق تصل إلى بضع آلاف نسخة مجاناً للمؤلف فيتفق مع أحد المطابع الخاصة على أن يطبع 2000 نسخة منه ويبيع كمية الورق المتبقية إلى الناشر ليقوم هذا بدوره بطبع كتب الطهي والأبراج وماشابه . هل سمعتم بكتاب صدر بهذه الطريقة في مجلدين في الثمانينيات لشاعر ومدير تلفزيون البصرة وحمل عنوان { قوة البلاغة في أحاديث السيد الرئيس صدام حسين } ؟ ولست أدري هل كان هذا الشاعر { يقشمر } دائرة الرقابة أم { يقشمر } نفسه ؟




يتبع :


02-13-2005, 08:46 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-02-2005, 03:51 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-02-2005, 03:54 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-04-2005, 12:13 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-06-2005, 04:58 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-11-2005, 12:11 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-13-2005, 08:46 PM
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-18-2005, 01:05 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-21-2005, 02:55 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-24-2005, 01:59 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-27-2005, 02:23 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 03-06-2005, 01:43 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 03-11-2005, 01:51 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 03-15-2005, 11:42 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة ضيف - 03-16-2005, 01:02 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 03-18-2005, 03:05 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة ضيف - 03-22-2005, 08:11 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 03-25-2005, 02:46 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 04-02-2005, 01:19 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 04-06-2005, 09:51 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 04-14-2005, 10:07 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 04-23-2005, 01:54 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 05-01-2005, 08:04 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 05-07-2005, 12:31 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 05-17-2005, 10:40 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 06-03-2005, 12:58 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 06-03-2005, 12:59 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 06-03-2005, 12:59 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 06-03-2005, 01:15 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 06-19-2005, 04:19 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 08-01-2005, 11:39 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 08-17-2005, 05:09 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  سيرة الحب السيد مهدي 2 827 02-17-2013, 10:29 PM
آخر رد: السيد مهدي
  سيرة أبي نواس بين عبث الرواة ومكائد الورّاقين يجعله عامر 3 1,144 07-02-2008, 09:46 PM
آخر رد: مظفر
  عالية في سيرة عن أنثى جديدة سيناتور 1 722 06-11-2007, 04:52 PM
آخر رد: سيناتور
  سيرة ذاتة لكاتم صوت محارب النور 2 888 04-27-2007, 05:39 AM
آخر رد: السيّاب
  الوليد بن يزيد , سيرة خليفة متهتك eyad 65 3 885 04-21-2006, 07:43 PM
آخر رد: مونيكا

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS