{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مقتل الصحفي اللبناني سمير قصير بانفجار سيارة
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #23
مقتل الصحفي اللبناني سمير قصير بانفجار سيارة
3 سنوات مرت ولا يزال سمير قصير مذهلاً

GMT 17:00:00 2008 الثلائاء 3 يونيو

إيلي الحاج



--------------------------------------------------------------------------------


إيلي الحاج من بيروت: انتزع فيلم بثته محطتا "المستقبل" و"اللبنانية للإرسال" عن الكاتب الصحافي سمير قصير مساء الإثنين في الذكرى الثالثة لاغتياله دموعاً ودهشة ممزوجة بحزن وإعجاب في لبنان وخارجه. لاحق معد فيلم " اليوم الأخير" ومخرجه يحيى جابر قتلة سمير مثلما لاحقوا الكاتب الصحافي الثائر.

في ساعة كان الفيلم المؤثر العاطفي الروائي الذي نجح في التقاط الأعين والأنفاس، وفي ساعة على كرسي مقهى رصيف وسط بيروت علل جابر في حديث متشعب إلى "إيلاف" انشداده إلى المفكر الشاب، الوسيم والمحرض . قال إنه أولا من جيله ولدا في السنة نفسها تقريباً . "علاقتنا تعود إلى أيام عملي في جريدة "الناقد " مع رياض نجيب الريّس مطلع التسعينيات وكان سمير يكتب في "النهار". وعندما أصدر المجلة الفرنسية ""لوريان أكسبرس" نشر مقالاً عن العلامات الثقافية في شارع الحمرا ضمّنه خريطة. كان مولعاً بالخرائط وحدد مكاننا ، صديقي يوسف بزي وأنا في مقهى "الويمبي" (مقهى يحمل دلالة رمزية إذ شهد أول عملية مقاومة لإسرائيل بعيد اجتياحها لبيروت الغربية عام 1982).



الكاتب الصحافي سمير قصير ، وفي الإطار المخرج يحيى جابر
ولم تكن العلاقة بيننا حميمة إلى درجة الصداقة، إذ كنت على رصيف العمل السياسي أو هامشه عندما لفتتني كتاباته في جريدة "النهار". ولكن في لحظة "إنتفاضة الإستقلال" يوم 14 شباط / فبراير 2005 إنخرطت في المجموعة التي كان محركها سمير قصير، فصرنا رفيقين في حركة "اليسار الديمقراطي". كان الامر تلقائياً فاقتناعاتي جعلتني أقف في ساحة "إنتفاضة الإستقلال" كما سماها سمير، إنما مع من أقف في التظاهرات ؟ حزب الكتائب والحزب التقدمي الإشتراكي وبقية الأحزاب ذات الصبغة الطائفية الطاغية لا تمثلني . رأيت سمير واقفاً هناك مع مجموعة من الشباب وإننا ننتمي إلى الأصول اليسارية نفسها، علمانيون اقتنعوا بالسير نحو لبنان وطنا حرا مستقلاً تحت شعار "لبنان أولاً". من هناك ، ساحة البرج أو ساحة الحرية بدأت العلاقة. كتبت مقالأً في تلك المرحلة بعنوان :"لماذا اليسار الديمقراطي".

أصبحت العلاقة بيننا شبه يومية بعد ذلك، ولكن تعرفت إلى سمير قصير أكثر بعد رحيله القسري، يمكنني القول إن صداقة قوية نشأت بيننا من طرف واحد طبعاً، وبالأحرى أصبح لي قضية شخصية. أتماهى معه في كل العناوين الكبرى فلسطينياً وسورياً ولبنانياً وفي عشقه لبيروت . أذهلني بحثه في تاريخ هذه المدينة بعمقه والجهد الذي بذله مؤرخاً أكاديمياً. قرأته بعد اغتيال سمير وكنت قبلاً أتابع مقالاته في "النهار"، وهي من علامات بيروت . أنا أساساً مثله بيروتي بامتياز سواء كنت في قريتي الجنوبية وادي جيلو أو باريس. هويتي العميقة بيروت التعدد والتنوع والهوامش المفتوحة على كل الإحتمالات، وقبول الآخر المختلف والإعتراف به. سمير كان عندما يذهب فكرياً إلى القدس وكل العواصم العربية يبقى بيروتياً ويحاول أن يجعلها بيروت. هو يختلف عن بقية الشيوعيين بسلوكه البورجوازي النبيل . لم يكن مطابقاً لنموذج الشيوعي السوفياتي بل يصف عروبته بأنها "بيضاء" متأثراً بالتنويريين في عصر النهضة مثل أحمد فارس الشدياق واليازجيين والبساتنة.

وفوق ذلك عشقه لبيروت. وكانت تعني له كثيراً العمارة فيها . تروي زوجته جيزيل خوري في الفيلم أنه كان يحب سماع أصوات هذه المدينة وتمتماتها في الليل.

أليس تدخلاً في شؤون بلد آخر شعاره لن تنتصر الديمقراطية في لبنان إلا متى سادت الديمقراطية في سورية ؟

ليس في سورية وحدها بل في كل بلدان العالم العربي. وشخصياً أعتقد أنه يستحيل إنتصار قوى 14 آذار/ مارس في لبنان أو القوى المناوئة لها 8 آذار/ مارس، لسبب بسيط هو أن انتصار الفريق الأول يعني إمكان قيام الديمقراطية وإسقاط الحكومات والأنظمة بقوة تحرك الشعب، وانتصار الفريق الآخر يعني إمكان إنتزاع فريق من الشعب قرار الحرب والسلم مع إسرائيل من الدولة. هل يعقل أن تقبل الأنظمة بإسقاط الحكومات في تظاهرة مدنية سلمية تحمل شالات وورداً وشموعاً؟ لذلك كان يجب حصر "إنتفاضة "الإستقلال" الللبنانية. وهل يعقل أن تقبل الأنظمة حزباُ يريد قيادة العالم العربي إلى حرب مع إسرائيل على الطريقة الفييتنامية؟ على اللبنانيين التنبه إلى أن هناك حدوداً . لكن ذلك لا يمنع أي كاتب أو مثقف حر من التعبير عن وجهة نظره، حتى لو كلفته حياته.

نعود إلى سمير قصير، كان أخطر من أن يكون مجرد كاتب على الصفحة الأولى في صحيفة مهمة . كان منشطاً مناضلاً "على الأرض" ينظم تظاهرات ويعقد إجتماعات لوضع شعارات ورموز. وأحياناً يطرح فكرة خطرة، مثل إقامة مخيّم والإعتصام فيه حتى سقوط الحكومة ثم وضع ساعة تعلن العد العكسي حتى إجراء الإنتخابات النيابية. وفي الوقت نفسه كان يعمل في مجال الإعلانات ويبحث عن فرص عمل فهو لم يكن مكتفياً مالياً والتزاماته العائلية كبيرة.

عبر أي طرف كان يؤثر في العملية السياسية؟ حركة "اليسار الديمقراطي" التي شكل اغتيال سمير ضربة مفصلية لها. بعده تضعضعت الفكرة في ذاتها وتفرق الرفاق، ومنهم لأسباب أمنية. كان هو القائد الفعلي لهذه الحركة.

إعتبر أنه كان أيضاً "روح" قوى 14 آذار. في اليوم السابق 13 آذار / مارس شارك في كل التحضيرات للتظاهرة الحاسمة حتى الفجر . وعندما رأى مشهد الجماهير من على المنصة بكى كطفل . لم يكن مصدقاً أن التحرك الشعبي الذي حلم به سينجح إلى ذاك الحد. هناك في تلك اللحظات انتصر الرجل الذي كان مطارداً خمس سنوات على مضطهديه لأن الناس حملوا الفكرة التي نادى بها ونزلوا بها إلى الشارع.


المخرج يحيى جابر: "سكنني سمير" ( خاص "إيلاف")
في فيلم "اليوم الأخير" عن حياة سمير قصير أروي ما حصل من العاشرة والنصف قبل ظهر الإثنين أول حزيران/ يونيو 2005 وأمشي معه خطوة خطوة ، أرافقه في لقاءاته ويتحدث من قابلوه عنه وعن الساعات الأخيرة التي أمضوها معه من وجهات نظر متعددة . اشتغلت على قصة الحب التي دامت عشر سنوات بينه وبين زوجته جيزيل خوري، كيف تحابّا سراً وكانا مطاردين من الأجهزة الأمنية لأسباب سياسية . كأنه فيلم بوليسي بكل المعاني، من الهواتف المراقبة إلى التهديدات بالبريد العادي والإلكتروني والهواتف، إلى ملاحقته بالسيارات والدراجات النارية ولقاءاتهما تحت مبنى جريدة "النهار" ومنزل أهله ومنزل جيزيل وفي المقاهي والشوارع . لم تكن حياته في تلك الحقبة سهلة إطلاقاً، بل كانت في مرحلة ما قبل اغتيال الرئيس رفيق الحريري تبعث على الرعب إلى درجة أن بعض أصدقاء سمير أخذ يتحاشاه.

اكتشفت فيه خلال صنعي الفيلم شخصاً متوثباً محرضاً مستفزاً بشجاعته الفائقة في الكتابة والفعل معاً لم يكن أحداً . لم يكن أحد يجرؤ تلك الأيام على تحدي مدير الأمن العام اللواء جميل السيّد . سمير كسر هذا التابو. في النهاية أحدهما استشهد والآخر اقتيد إلى السجن.

واكتشفت أيضاً الكاتب السياسي الحريص على نضارة الفكرة بعمله على اللغة، وكانت مطواعة بين يديه. ليس في مقالاته شتيمة رغم الحدة، ومفرداتها غنية أنيقة تذهب إلى أهدافها رأساً، ربما لأنه كان يفكر بالفرنسية ويكتب بالعربية. كشف لي النائب غسان تويني، عميد "النهار" أنه كان يحلم ويخطط لتعيين سمير قصير رئيساً للتحرير في الصحيفة التي توصف في العالم العربي بأنها يمينية، والحاملة في الواقع أفكاراً طليعية للعالم العربي.

كان سهلاً على القتلة أن يرتكبوا جريمتهم بسمير قصير ، وكان مدركاً يراوده شعور بذلك، وعند استقالة اللواء السيّد من منصبه قال سمير لزوجته جيزيل : "خي ارتحت" وعاد يتحرك متحررا متهادياً في شوارع بيروت. ولكن الريبة عاودته قبل يومين من اغتياله. كان معتاداً المطاردة المكشوفة والظاهرة، وفي يومه الأخير على ما روى طلابه رسم على اللوح خريطة سماها "مثلث القتل" في بيروت، ومن ضمنه المكان الذي قتلوه فيه بعد ساعات، قرب منزله في الأشرفية. علمت أنه في أيامه الأخيرة بدأ يقرأ على غير عادته روايات بوليسية وينصح لطلابه بقراءتها ليدركوا كيف يفكر المجرمون.

في رأيي سكن الموت تلك الأيام. تجاوزه فأصبح خلفه. واطمأن في الوقت نفسه فلم يعد هناك ما يخشاه.

هل كان له دور في تحريض مثقفين سوريين على القيام بثورة سلمية في بلادهم على غرار "ثورة الأرز"؟ لم يخف سمير أبدا دعوته إلى "ربيع دمشق"، ولا أبحث هنا في أسباب قتله، فهناك عشرات الذرائع لاغتياله. في المقابل هناك عشرات الأسباب للقول على غرار المطران جورج خضر في مراسم وداعه الدينية إن سمير "جرح التنين".

هو ليس دولة ولا زعيما بل حامل فكرة تقول إن السلطة لا تقدر على الإنسان الحر. قتلته حريته. الفرق بينه وبين الآخرين المؤمنين بفكرة الديمقراطية أنه كان مناضلاً في سبيلها، ناشطاً لنقلها إلى العالم العربي. الأكيد أن هاجسه كان قضية فلسطين وشكلت محور تفكيره الرئيس. إلا أن لبنانيته كانت طاغية أيضاً.

هل أراد "تصدير الثورة اللبنانية" ؟ كتب بهذا المعنى "ربيع دمشق من ربيع بيروت" ولم يخف اقتناعه بالأمر. ولم تكن الفكرة تحتاج إلى تصدير فهي تلقائياً عندما تنجح تعدي وتنبت في أمكنة متعددة . نحن في بيروت أفدنا من تجربة الثورة الأوكرانية السلمية مثلاً، والتجربة الجيورجية في إسقاط الحكومات بوسائل مدنية.

ثم أن صداقات سمير مع المثقفين السوريين عميقة وحميمة. لا تنس أن أمه سورية ووالده فلسطيني من أصل لبناني. وسمير لبناني- فرنسي امتزجت فيه هذه الهويات وشخص مثله حتماً لن تكون نظرته ضيقة تكتفي بشارع ضيق وحزب صغير "على قد الحال". هو شاب ملعبه العالم العربي كله.


عازف البيانو العالمي وليد حوراني يؤدي في "حديقة سمير قصير"
في رأيي كان يحمل صفتين كفيلتين بالتسبب بقتله: كان منشطاً وفي الوقت نفسه كاتباً ومؤرخاً. يشبه إلى حد عند الفريق الآخر( رئيس تحرير جريدة "الأخبار" البيروتية الراحل) جوزف سماحة. بين جوزف الذي مات بسكتة قلبية وسمير الذي قتلوه بعبوة ناسفة تحت سيارته، أقول إن كلا منهما اختار طريقة رحيله. في رأيي أيضاً كان ظلماً كبيرا قول جوزف سماحة إن سمير كان مغامراً، مع احترامي ومحبتي لذكراهما معاً. كلام جوزف يمنع جرأة الحالمين مثل سمير .

نعم هناك يساريون يحملون بشدة على "اليسار الديمقراطي" ، يقولون إنهم التحقوا بـ ( الرئيس الراحل) رفيق الحريري. سمير قصير وكتاب ملحق "النهار الثقافي" و( النائب الصحافي الراحل) جبران تويني جيل كنت من ضمنه ناقشنا فكرة الرئيس الحريري ومشروعه ولم نكن ضده.

طرحنا السؤال "ماذا تفعل وفريقك بالبلاد"؟ لاحقاً على مستواي الشخصي اكتشفت إني تجنيت على الرجل. إن المصنع هو الذي يؤدي إلى وجود عمال . يجب أن ينشأ المصنع أولاً لنشكل نقابة. كيف نعمل نقابة وليس هناك عمل؟ وكيف نهاجم الرأسمال عندما لا يكون هناك رأسمال؟ بالذهاب إلى الأقصى في الأفكار "اليساروية" المقلوبة هذه، أقصى المستطاع هو إطلاق ثورة وتحطيم شوارع المدينة كما رأينا في الحوادث الأخيرة في بيروت تحت عناوين "مقاومة" و"ثورة" تقتل أول ما تقتل الإنسان في حركته اليومية . إذا كانت "اليساروية" مبنية على الهدم والتخريب والتلطي وراء شعارات ديماغوجية مثل المقاومة وتحرير الأرض وتأجيل كل شيء تحت شعار "لا صوت يعلو صوت المعركة" فأنا لا أؤمن بها . "عمرها ما تكون"... ثم، قبل "المقاومة" الحالية كانت "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية". في ما بعد قتلت المقاومة تلك المقاومة.

وأخيراً نعم . أنا كاتب وشاعر ومسرحي وسينمائي. في الأساس درست المسرح وتخرجت في معهد الفنون والفيلم الأخير أنجزته ل"مؤسسة سمير قصير" وفاجأ بعضهم لا أدري لماذا . ربما لا يعرفونني معداً مخرجا، أو يعتقدونني متسكعاً في المقاهي لا غير. في الواقع أعمل كثيراً وأحيانا 24 ساعة في اليوم وأمضيت ستة أشهر أحضّر فيلم "اليوم الأخير". وحلمي اليوم أن أصنع فيلما روائياً عن حكاية سمير قصير، حكاية تحوي دراميات لا تصدّق ولا تنتهي .

06-04-2008, 09:25 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
مقتل الصحفي اللبناني سمير قصير بانفجار سيارة - بواسطة بسام الخوري - 06-04-2008, 09:25 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  رأي بحزب الله اللبناني Awarfie 44 11,568 04-17-2012, 10:25 AM
آخر رد: ابن حمص
  شو رايكم :الدولار يرتفع أمام العملات الرئيسية بعد إعلان مقتل بن لادن Dr.xXxXx 0 937 05-02-2011, 06:39 PM
آخر رد: Dr.xXxXx
  الخطأ بعد الخطأ ...سمير قصير بسام الخوري 6 1,772 04-05-2011, 02:28 AM
آخر رد: بسام الخوري
  سيارة خليجية ابن نجد 16 4,847 06-19-2010, 12:33 PM
آخر رد: The Holy Man
  احذر مما يكتبه الصحفي العربي loay 7 1,813 05-18-2010, 04:14 PM
آخر رد: loay

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS