Array
الزميل خالد (f)

لنكن واقعيين

اذا كانت التجمعات البشرية قد صنفت على هذا الاساس , اقصد ماكتبته في ردي السابق , فهل سنبقى نعيش في الاماني ؟

ياحبذا لو كان الانسان كما تريده انت غير منعزل اقليميا

ولامنعزل قوميا

ولامنعزل عموما

ولكن هل هذا هو الواقع الذي تعيشه المنطقة في القرن الواحد والعشرين ؟؟

لن يكون هناك اتحاد عن طريق القوة او عن طريق الاماني

خذ عندك تجربة اتحاد شطري اليمن .. اليمن الجنوبي يعتبر اكثر حداثة من اليمن الشمالي واتحاد الشطرين جاء على حساب تنازل الجزء الاكثر حداثة ليكون هناك تلائم وانسجام بين التطور وبين البداءة .. ولكن هل الاكثر حداثة سعداء بهذا الاتحاد ؟
الاختلاف في القيم وفي درجات النضج الفكري تعوق اي اتحاد
لذا هناك امل ان تتقارب الامم في النظرة العامة للامور

البداوة أقتربت من التحضر
واذا كان هناك توزيع عادل للثروات , او تكافل بين دول المنطقة بحيث الدول التي تعاني من البداوة ولكنها تملك الثروة تساهم في التنمية للدول الزراعية الفقيرة

هناك اكثر من عامل مشترك للاتحاد الدين والعرق ونمط وطبيعة الحياة
ولكن هذه العوامل ليست ذات قدرة عاليةولا كافية لدفع هذه التجمعات البشرية
للاتحاد والعيش كوحدة واحدة بتجانس ومن دون منغصات او مشاكل ( او من دون حقد او كراهية )
فهناك اختلافات كثيرة تتفاوت شدتها صعودا ونزولا حسب الانغلاق العقلي والانفتاح الفكري

لو كانت المنطقة تعيش ذاك الانسجام لما استطاع كيان كأسرائيل التغلغل والعيش على ماتفرزه الاختلافات الحاصلة بين
دول المنطقة !!
[/quote]

عزيزي طيف، لسنا بالأماني نعيش، بل نحاول تشخيص المرض والدواء وطريقة العلاج، وحين يرفض المريض كل ذلك نكون قد أبرأنا ذمتنا ولا شيء علينا.

الإنسان كائن عاقل، لا ينتسب إلى الأرض بل له الأرض تنسب، ذلك أن سلوك الإنسان لا يتعلق بمكان عيشه، بل يتعلق ابتداء بمفاهيمه عن الحياة ومحتواه الثقافي. وهذا الذي عليه المعول، وهو المشكل للحضارة.

حين ينحط الإنسان إلى مستوى أن يكون سلوكه رد فعل غريزي، يتفاوت من إنسان إلى إنسان حسب تفاوت الغرائز قوة وضعفا، حينذاك يرتبط الإنسان بالأرض التي يعيش عليها بدل أن يربطها به، فيتخيل أنها قارة من القارات الخمس، وإن رأى غريبا فيها تثور غريزة البقاء عنده كالدجاج سواء بسواء حين يدخل قنهن دجاج غريب، فيسعى إلى اضطهاد الغريب الضعيف، وقتال الغريب القوي. وحين يضيق مستوى تفكير الإنسان، فيحسب أن قومه خير من الناس لأنهم قومه، وأن أسرته خير من الأسر لأنها أسرته، وأنه خير من أسرته لأنه هو، وأن المني الذي أنسله مقدس، والذي أنسل الغرباء مدنس، حينذاك نعيش ما ترى يا طيف، كنا دولة عريقة تصارع العالم، فأتى الأتراك بالقومية الطورانية فدكوها وانقسمت عربا وأتراكا، ثم لم يتعظ العرب بمصير الترك فسعوا في نفس الطريق ملغين غيرهم، ساعين إلى تعريب الشعوب الساكنة وسطهم لاعتبارهم أن العرب أفضل لأنهم عرب، مما أدى إلى نفس ما صنع العرب مع الترك حين أرادوا تتريكهم، فصار الكردي والأمازيغي ينظر بعضهم إلى العرب نظرة عداء، والسبب هو الاستعداء القومي الغير مبني على فضل إلا بمني الآباء.

بدل أن يسعى العرب والترك والفرس والكرد والأمازيغ، وغيرهم من الشعوب المتعايشة في المشرق والمغرب، أن تنظر إلى كيفية معالجاتهم لمشاكل الحياة المتجددة، وأنها تنبع من أصل ثقافي واحد، وأن الزاوية التي ينظر إليها هؤلاء الأقوام إلى العالم واحدة، حينذاك يكون هناك أمل بالعمل معا.