(3)
أدولف هتلر ...
أيها الرايخ العظيم يا من أقسمت يوماً أنك ستمحو هذا الشعب عن وجه الأرض ، يا من أقسمت أنك ستجعله مكروهاً من جميع الأمم وستدمره وتسحقه وتحطم إرادته ، وارتكبت جريمتك الكبرى حاولت إبادة هذا الشعب العظيم، ربما نجحت في قتل الملايين لكنك لم تستطع أن تجعل هذا الشعب يركع لم تستطع أن تحطم إرادته رغم كل محارقك وأفرانك والغازات السامة التي قتلت به الملايين لم تنجح أيها الرايخ ، لم تنجح يا من ظنت نفسك ستحكم العالم ، انظر إلى عالم اليوم يا هتلر انتظر الغد 27 كانون الثاني لترى كل الدول الحرة والديمقراطية حول العالم ستحيي وتخلد ذكرى ضحايا محارقك ، في هذا اليوم ستقف أمم كثيرة بصمت أما هول الكارثة التي وقعت بأمرك وبإشرافك ، ستعرف يا هتلر أن هذه الأمة لم تنكسر ولم تذل ولن يستطيع أحد أن يذلها أو يحطم إرادتها ، في الغد سيعرف ملايين البشر ويتذكرون ما مر في معتقلات الموت ، تلاميذ مدارس و طلاب جامعات و أناس عاديون سيقرءون ويشاهدون و يسمعون و وتنطلق ذاكراتهم لتخيل أحداث لم يشاهدوها ولم يعيشوها لكنهم سمعوا عنها وصدمهم هولها وبشاعتها ...
هل ترى أيها الرايخ العظيم هاهو الشعب الذي أردت إلغائه هاهو العالم سيقف غداً في 27 يناير إجلالاً و احتراماً لمعاناته في اليوم العالمي لتخليد ذكرى ضحايا الهولوكست ...
لم تستطع أن تقف .. لم تستطع أن تواجه أيها الرايخ لقد خفت وأنت جبان كبير خفت من كل شيء ولجأت إلى قبو متواضع ذليل وأطلقت النار على نفسك في أوضع ميتة يعرفها المحارب ، المحارب والجندي لا ينتحر يا هتلر المقاتل والفارس لا ينتحر بسلاحه مهما حصل ، لكنك لست جندي ولست محارب ولست فارس بل أنت مجرد مجرم جبان قتلت ملايين الأبرياء دون حق بل لإشباع رغبة مريضة في نفسك ، قتلت المرضى والمعاقين وكبار السن دون رحمة ، لكنك لقيت المصير الذي تستحقه وحيث أنت الآن انتظر اليوم الحقيقي الذي ستدفع فيه ثمناً غالياً لكل روح بريئة أزهقتها ...
__________
يقرّ خالد محاميد وهو من البدو، بأن متحفه الذي يقع في الناصرة شمال إسرائيل، صغير الحجم، لكنه يعتبره فريدا ومميّزاً .
يقول الإسرائيليون أن ستة ملايين يهودي قضوا على يد النازيين خلال الهولوكست
وبحسب محاميد فإن متحفه هو المركز العربي الأول والوحيد الذي يهدف إلى دراسة المحرقة اليهودية أو "الهولوكست".
ويحتوي المتحف على مجموعة من 60 صورة فقط تصوّر التطهير الجماعي مع تعليقات باللغة العربية تشرح كل مشهد.
وقد اشترى محاميد الصور من المتحف الوطني الإسرائيلي للهولوكست (ياد فاشيم ) .
ويؤمن محاميد بأنه فقط عبر فهم الحقيقة بشأن نشوء دولة إسرائيل سيتمكن العرب من فهم اليهود، وهو ما قد يساهم في حل الصراع بينهما.
ويعتقد الكثير من العرب أن إسرائيل تستغل تعاطف المجتمع الدولي مع معاناة اليهود أثناء الهولوكست خلال الحرب العالمية الثانية لاستجداء الدعم من الغرب، بحسب محاميد.
ويضيف: " يعتبر الزعماء العرب أنهم بإقرارهم بحدوث الهولوكست قد يعطون شرعية لتصرفات الإسرائيليين بحق الفلسطينيين. إلا أنه حين يدرك الفلسطينيون حقيقة الهولوكست، فإنهم قد يتفهمون الشعب اليهودي بشكل أفضل وقد يبدءون بتطوير تاريخ مشترك".
ويقول محاميد الذي يبلغ 43 عاماً ، إن حوالي 2000 زائر قصدوا المتحف منذ افتتاحه في مارس/ آذار 2005.
غير أن رغبة محاميد في نشر قضية الهولوكست تثير جدلاً كبيراً بين الفلسطينيين والعرب في إسرائيل وحتى داخل أسرته الخاصة.
ففي حفل زواج حضره مؤخرا لم يُكلّمه أحد وشتمه جيرانه أمام الجميع، حسب ما قال، كذلك وبّخه العديد من زائري المتحف بسبب تقرّبه من اليهود والإسرائيليين.
ويقول د. حاييم غرتنر، مدير مركز التدريب في المدرسة الدولية لدراسات الهولوكست في ياد فاشيم إن تقبل الفلسطينيين وانفتاحهم على مسألة ( الهولوكست ) مرتبط بالوضع الأمني وبتطور حالة العنف على الأرض".
وبالرغم من صعوبة نشر ما يعتبره محاميد ( رسالة ) فهو يؤمن بأنه يُحدث تقدما في المجتمع.
كما أنه يأمل في التخاطب مع المسلحين من حماس ومن الجهاد الإسلامي لإعطائهم معلومات أكبر عن "الهولوكست".
ويحظى محاميد في مشروعه هذا بدعم من العديد من الإسرائيليين بمن فيهم متحف( ياد فاشيم ) نفسه.
نقلاً عن موقع BBC
_____________
مختارات من كتاب ( أنت يهودية )
إينغي دويتشكرون .
وفي صباح يوم الغد, العاشر من نوفمبر, تعاقبت الأنباء بسرعة. وأصبحت شوارع برلين جحيماً. وفي ليلة الأمس حطَّم رجال الـ" إس. أي. " واجهات المحال التجارية التي رُسمت عليها علامات تدل على أنها تعود ليهود, مستخدمين الفؤوس, البلطات والهراوات وأحدثوا دماراً لا يوصف.
وأصبحت دمى عرض الأزياء مبعثرة على امتداد شارع كورفيرستندام بين شظايا الزجاج. وتطايرت قطع القماش الممزقة مع الريح من الواجهات المحطّمة والفارغة. وانضم الناهبون إلى مظاهر الدمار والعنف. وفي داخل المحال التجارية تبعثرت الأدراج التي اقتلعت من أماكنها, قطع الطوب التي ألقي بها إلى جميع الجهات, الأثاث المحطمة, قطع الخزف المكسّرة, القبعات التي داستها الأقدام. وتصاعدت أعمدة الدخان وغطت السماء في شارع فازانينشتراسيه, وهو الشارع الذي كان الكنيس اليهودي موجوداً فيه.
وأشارت التقارير إلى أن " غضب الشعب التلقائي" أخذ مظهراً أكثر خطورة في المدن الألمانية الأخرى, حيث امتد ليشمل دور السكن التابعة لليهود أيضاً. ولم تكن موجة العنف سوى استهلالاً لما أطلق عليه اسم " الثأر على عملية القتل السافلة" التي استهدفت الدبلوماسي ارنست فون رات من قبل الشاب اليهودي هرشل غرينشبان في السفارة الألمانية في باريس.
وكان اليهود أيضاً يأملون في ألا يموت فون رات, خشية منهم, وكانوا على حق من ذلك, بأن النازيين سينتهزون حادث الاعتداء هذا لخدمة أهدافهم. وتوفي فون رات في التاسع من نوفمبر خلال ساعات بعد الظهر. وبعد مرور بضع ساعات اتصل بنا صديق وأبلغنا منفعلاً بأن أحد أعمامي, وهو رجل أعمال غني, اعتقل في داره من قبل الجيستابو وربما أرسل إلى أحد معسكرات الاعتقال. ولم يكن هذا الرجل على علم بأي تفاصيل, إذ إن أفراد الجيستابو رفضوا كشف النقاب عن سبب الاعتقال. وبعد مرور دقائق معدودة وصلنا إبلاغ مماثل : لقد تم اعتقال صديق حميم لوالديّ, وهو طبيب أخصائي في أمراض النساء من سكان أحد أحياء برلين الشمالية. ورن جرس التلفون مرة بعد مرة طوال نفس اليوم, حيث أبلغنا شخص بأنباء مروعة بعبارات مقتضبة وبصوت منفعل. وبدأ والدَيّ يتصلون هاتفياً بالأصدقاء الذين لم يسمعوا أي أنباء عنهم حتى ذلك الحين. وفي بعض الأماكن التي اتصلوا بها لم يلاقوا أي رد, ولكنه في بعض المرات رفعت امرأة السماعة وقالت بصوت حزين إن زوجها اعتقل لتوه من قبل الجيستابو. وكان معظم المعتقلين من المثقفين أو من أصحاب الأموال. وفي نفس اليوم تم اعتقال ما بين عشرين وثلاثين ألف يهودي. وكان والدي يتحدثان بين الفينة والأخرى عن إمكانية الهجرة. وسمعتهما يقولان إنه يجب مراسلة الأقارب, ولكن هذا الأمر تأجل حتى عودتنا إلى دارنا. وكانت لأبي ابنة عم في انكلترا, التي هاجر إليها والدها وولدت هناك. وكانت العلاقة فيما بيننا وبينها وأفراد عائلتها تقتصر حتى ذلك الحين على تبادل التمنيات مرة كل سنة, بمناسبة حلول رأس السنة الجديدة. ولكن الأوضاع تغيرت الآن. وقمنا بموافاتهم, بين الفينة والأخرى بأنباء عن مجريات الأمور في ألمانيا, وذلك بواسطة أصدقاء كانوا يتوجهون إلى الخارج وأخذوا الرسائل معهم, من أجل إرسالها هناك بالبريد. وللمرة الأولى أصبحنا معجبين بفكرة سفر أبي إلى إنكلترا. وبعد مرور أسبوعين , عندما كنا معاً مرة أخرى وكان يبدو لنا أن الجيستابو أوقف ولو مؤقتاً حملاته ضد اليهود, علمنا أن إنكلترا أصبحت مستعدة لاستيعاب أناس كانوا قد أُرسلوا إلى معسكرات الاعتقال خلال نفس الفترة من شهر نوفمبر. وعندما سمع ذلك, قال أبي بشيئ من المرارة : " يجب إذاً الوصول أولاً إلى معسكر الاعتقال ليكون من الممكن النجاة فيما بعد!".
وفعلاً تم الإفراج عن عدد من الناس من معسكر الاعتقال, وذلك بعد أن كان بإمكانهم, حسب ما قالوه, الإثبات أنهم كانوا قد قدموا طلبات بالهجرة قبل اعتقالهم. وكان منظرهم مروعاً حقاً! لقد كانوا حليقي الرأس وفقد العديد منهم الكثير من وزن جسمهم. وكانت أجسامهم معوجة تماماً نتيجة الضرب المبرح الذي تعرّضوا له. وكان معظمهم يبدون مختلين عقلياً, ولم يتحدث أي منهم بالكاد عن تجاربه, وذلك ليس فقط لأنه أرغم على التوقيع, قبيل الإفراج عنه, على وثيقة جاء فيها أنه لاقى معاملة حسنة. ولكن أنباء انتشرت سراً عن حالات عديدة من الموت, وليس فقط في صفوف المعتقلين المسنين والمرضى.
وفي أعقاب الاعتداءات الجسدية ضد اليهود جاءت الآن القوانين والعقوبات. وأرغم أفراد الجالية اليهودية في ألمانيا على دفع فدية مقدارها مليار رايخسمارك تعويضاً عن مقتل الدبلوماسي فون رات. واتخذت حكومة الرايخ قراراً في الحادي عشر من نوفمبر عام 1938 مفاده أنه يجب على اليهود تسديد هذا المبلغ على أربعة أقساط. وألزم اليهود كذلك بتحمّل نفقات تصليح الأضرار التي لحقت بالمحال التجارية وبدور السكن التابعة لهم خلال أحداث ليلة البلور, وتم الإيعاز بإجراء التصليحات حالاً. وتمت تبرئة ذمة شركات التأمين من التزاماتها بتعويض المؤمَنين اليهود عن الأضرار التي لحقت بهم. وجاء في أحد الإعلانات أن الأضرار هي بمثابة نتيجة مباشرة ل" تذمر الشعب الألماني تجاه دعاية الحركة اليهودية العالمية ضد ألمانيا النازية, في الثامن و التاسع والعاشر من نوفمبر".
وحُظر على اليهود فيما بعد زيارة المتاحف, الحدائق وقاعات الحفلات الموسيقية. وفي تاريخ 23 نوفمبر أعلنت صحيفة " فولكيشيربيوباختير", لسان حال الحزب النازي, في مقال افتتاحي لها أن الشعب الألماني " ينهض لإنجاز الحل النهائي للمشكلة اليهودية" الذي لا مناص منه وبصورة لا هوادة فيها". وأصبح يهود ألمانيا يدركون رويداً رويداً حقيقة الواقع. وكان الأمر متأخراً بالنسبة للعديد منهم, إذ أن فرص الهجرة تضاءلت باستمرار. وازداد عدد الدول التي أغلقت أبوابها أمامهم, أو وضعت شروطاً كان من المستحيل الوفاء بها - بما في ذلك تسديد مبالغ طائلة من المال أو الإثبات بوجود أقارب من الدرجة الأولى يكونون من رعايا هذه الدول ويستعدون للتكفل بهم. وقليلاً كان عدد اليهود الألمان الذين بقيت بحوزتهم إمكانيات مالية حرة أو أقارب في الخارج كان بإمكانهم التكفل بهم.
إن صوت تحطيم الزجاج في التاسع من نوفمبر لم يدفع بدول العالم إلى تغيير سياستها في مجال الهجرة. إن أحداث التاسع من نوفمبر كانت بمثابة إشارة إنذار بالخطر بالنسبة لليهود في ألمانيا, وحتى أولئك منهم الذين كانوا من أشد مؤيدي ألمانيا تحمساً. وكان بينهم من اعتقد بأن ساعة الشدّة قد أصبحت وشيكة, ولكن الأمور كانت متأخرة فعلاً بالنسبة لغالبيتهم.
يتبع ...