(5)
هذا المقتطفات من موقع مؤسسة ياد فاشيم Yadvashem مركز تخليد ذكرى الكارثة الهولوكست ...
" يوم 27 يناير/ كانون ثاني 1945، دخلت قوات سوفياتية معسكر الإبادة أوشفيتس – بركناو وهو آخر معسكر كان ما زال فاعلاً . وقد وجدت القوات فيه 7 آلاف شخص بقوا على قيد الحياة من بين أكثر من مليون لقوا حتفهم هناك ، وقبل بضعة أيام من ذلك التاريخ ، ساقت هيئة موظفي المعسكر النازية أكثر من 50 ألف سجين في مسيرة موت لكي لا يقعوا في أيدي الحلفاء . وقد قتل معظم هؤلاء أيضاً. وكان أكثر من 90 بالمائة من هؤلاء الضحايا الذين قتلوا والذين نجوا من اليهود. كان أوشفيتس – بيركناو أكبر معسكر إبادة أقامه النازيون. وقد أصبح رمزا للكارثة ولأكبر شر راديكالي متعمد في زماننا.
هزّت الكارثة أسس الحضارة العصرية ذاتها، وألقت بظلال من الشك على فهمنا للإنسانية نفسها، فقد تبين أن الأمم المتحدة كانت مقصرة في أحسن حالاتها، وقاتلة في أسوأ الحالات. ولأول مرة في التاريخ الحديث سعت أمة إلى قتل أمة بأكملها، دون أن تترك وراءها استثناء واحداً. لم يكن هناك مجال لأي تحول أو استيعاب أو شفقة على المسنين، ولا رحمة للأطفال.
كان قتل جميع اليهود يعني قتل الحضارة الحديثة، لتحل محلها بالعالم رؤيا نازية عنصرية لا سامية استبدادية ووحشية. وفي الوقت الذي كان فيه ملايين بني البشر الذين كان يخطط لإبادتهم لمجرد كونهم من خلفية يهودية، كان هناك العديد من الناس غير المرغوب فيهم في نظر النازيين تم اضطهادهم واسترقاقهم أو قتلهم.
إن يقظة الأمم المتحدة لإحياء ذكرى الكارثة، هي خطوة هامة نحو زيادة الوعي بالكارثة و أثرها المدمر على العالم. وبعد مرور أكثر من ستين سنة على الكارثة، فإننا ما زلنا نتساءل ما الذي تعلمه العالم منها ؟
ويمكننا القول هذه السنة بأن العالم ربما قد تعلم أن " يتذكر" وفي تذكر حدث معين – وهو قتل اليهود – يمكننا مجابهة المضامين الكونية التي شكلها التحدي للحضارة العصرية. فمن خلال التذكر وحده والاستفادة من دروس الماضي يمكننا أن نأمل في تأمين مستقبلنا. "
________________
تبنى المؤتمر العام لليونيسكو ( UNESCO ) (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة) والمنعقد حالياً في العاصمة الفرنسية باريس يوم الثلاثاء الماضي قراراً تاريخياً يدعو إلى نشر وعي ذكرى المحرقة النازية الهولوكست من خلال التربية والتعليم ومكافحة جميع أشكال إنكار المحرقة حول العالم .
وقد قامت وزارة الخارجية الإسرائيلية بصياغة هذا القرار الذي قدمته إلى المؤتمر مجموعة من الدول بما فيها إسرائيل, والولايات المتحدة, وروسيا, وأستراليا, وكندا, ونالت فكرة و طرح القرار دعم ومساندة 72 دولة أخرى ، و كانت هناك محاولة من قبل العرب والفرس والباكستانيين لعرقلة الحركة وإجهاض المشروع بحجج واهية ومحاولة إبعاده عن الغرض المطروح لأجله وهو المحرقة النازية ، إلا أن الدول الحرة أوقفت جميع تلك المحاولات وساهمت في تبني القرار .....
ويجدر بالذكر أن من بين الدول الأخرى التي ساندت طرح القرار على المؤتمر هي :
بريطانيا، إيطاليا، ألمانيا ، فرنسا ، النمسا، بلجيكا، السويد ، الدانمرك ، النرويج ، سويسرا ، بولندا ، اليونان ، إسبانيا ، هولندا ، البرازيل، تشيلي، كولومبيا، قبرص، أوروجواي، نيجيريا، تركيا ، ألبانيا .....
ومن بين ما ورد في بنود القرار :
" إن المؤتمر إذ لا يغيب عن باله أن الهولوكست التي أدت إلى مقتل ثلث الشعب اليهودي و معه عدد لا يحصى من أفراد الأقليات الأخرى ستظل إلى الأبد إنذاراً لجميع الشعوب بأخطار الكراهية والتعصب والعنصرية والتحيز, ويطلب من المدير العام التشاور مع الأمين العام للأمم المتحدة بشأن برنامج توعية بغرض الوقوف على الدور الذي يمكن لليونسكو أن تؤديه في تعزيز الوعي بذكرى المحرقة عن طريق التعليم، وفي مكافحة جميع أشكال إنكار الكارثة ".
واتخذت اليونيسكو هذا القرار في ضوء القرارين اللذين كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اتخذتها في عام 2005 حول تخليد ذكرى الكارثة ، وفي 2007 حول إنكار الكارثة. ويمكّن القرار الحالي اليونيسكو في نطاق المشروع الذي تبنته سكرتارية الأمم المتحدة في نيويورك, من إعداد ونشر مشروع تربوي يتناول ذكرى المحرقة, وتشجيع إدراج موضوع المحرقة في المناهج التعليمية في جميع أنحاء العالم, وبالإضافة إلى ذلك تشجيع إجراء الدراسات وعقد المؤتمرات حول المحرقة.
ويعتبر هذا القرار إنجازاً آخر للجهود المتواصلة التي تبذلها وزارة الخارجية الإسرائيلية والتي تسعى إلى ترسيخ ذكرى الهولوكست حول العالم . ومن ضمن هذه الإنجازات اتخاذ القرارين المذكورين سابقاً من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة, وعرض معرض "ياد فاشيم" في مقري الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف .....
وقد رحبت القائمة بأعمال رئيس الحكومة ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني بالقرار الذي اتخذه مؤتمر يونسكو العام وشكرت مدير عام اليونيسكو على مساهمته في اتخاذ القرار قائلة:
"يعتبر قرار اليونيسكو ذا أهمية قصوى من الناحية السياسية والأخلاقية, وهو يؤكد الالتزام الأخلاقي لأمم العالم بتكريس ذكرى المحرقة وبمكافحة إنكارها ، هذا هو التزامنا التاريخي والأخلاقي تجاه ضحايا المحرقة وتجاه الناجين منها, وهو يشكل تحذيرًا واضحًا لكل مجتمع للوفاء بالعهد القائل : ليس مرة أخرى (Never again ) .
_________________
منح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وسام جوقة الشرف برتبة فارس للسيد آفنر شاليف ( Avner Shalev ) المدير العام لمؤسسة ياد فاشيم ( متحف تخليد ذكرى الكارثة الهولوكست المقام في العاصمة أورشليم ) وذلك لجهوده ومثابرته من خلال ياد فاشيم والأنشطة المختلفة التي يقوم بها لترسيخ ذكرى الهولوكست حول العالم و نشر الوعي لدى الأجيال الشابة من مختلف الجنسيات والثقافات والخلفيات وتثقيفها وزيادة معرفتها بهذه المأساة ...
وقد منح الرئيس الفرنسي شخصياً وسام الشرف لمدير ياد فاشيم وذلك في قاعة الشرف في قصر الرئاسة الفرنسية الاليزيه الخميس الماضي 25 أكتوبر وتصافح الرجلان وتعانقا بحرارة ، وهذه ليست المرة الأولى التي يلتقيان فيها بل التقيا من قبل في باريس ومرة أخرى قبل عدة سنوات وتحديداً 2004 في أورشليم وفي متحف ياد فاشيم قبل انتخاب ساركوزي رئيساً للجمهورية الفرنسية حينما زار متحف ياد فاشيم وصرح بأن هذه الزيارة قد غيرت حياته وأعطته صورة أشمل حول ما تعرض له ضحايا الهولوكست ، و وصف بحس مرهف زيارته لصالة الأسماء حيث رأى صور وأسماء لأطفال صغار في السنين الأولى من عمرهم ووصف مشاهدته بأنها همس حزين لتلك الأرواح البريئة الطاهرة ، وتحدث حول ما يمكن أن تفعله السياسة وجنون القادة والبشر ...
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هو من أصول يهودية وتعود جذور عائلته إلى المجر (هنغاريا ) وهو يعتز بأصله وجذوره كما عبر في مناسبات عدة ، وقد عبر عن دعمه القوي لإسرائيل والشعب اليهودي في اللقاء الأخير مع رئيس الوزراء أولمرت في باريس وقال في حديث صحفي بأن محبته الكبيرة لإسرائيل تعود لأن جذوره يهودية وأجداده كانوا من اليهود وهذا أمر شخصي وخاص غير مرتبط بكونه رئيس لفرنسا كما صرح ، لكنه أكد أن إسرائيل وشعبها هم معجزة بحد ذاتها نظراً لما حل بهم أثناء الهولوكست و نهوضهم من جديد وبنائهم لصرح ومنارة من الديمقراطية والحرية والتنوع في الشرق الأوسط ...
يتبع ...