انجليكان متشددون: هتلر جزء من خطة الرب
صداقة أسوأ من العداوة
كوليت افيتال
05/06/2008
الجمهور الاسرائيلي متعطش جداً للحب لدرجة انه يخرج عن اطواره عندما تقوم اطراف مسيحية بمعانقته. هذا ما يحدث عندما يتعلق الامر بالدعم السياسي وكذلك عندما يتعلق بملايين الدولارات التي تدفع بكرم لشتي الاهداف بعضها مريب وغريب. قبل عدة اسابيع عقدت قيادة الانجليكان مؤتمراً لها في البلاد وقام كبار قادتنا بالحجيج اليهم.
تأييد الاطراف الانجليكانية الامريكية لاسرائيل لا يحظي بالاهتمام المناسب. تصريح الاسقف جون هيغي الفاضح الذي يبث دعايته وافكاره من خلال محطة تلفزيونية واسعة الانتشار ولا يكتفي بالخطب من كنيسته في تكساس ـ هو نموذج للمواقف المتطرفة التي يغض المهللون للتأييد الانجليكاني لاسرائيل بصرهم عنها.
هيغي هو مؤسسة لوبي مسيحيون من اجل اسرائيل وحصل علي مباركة اللوبي اليهودي ايباك من جراء ذلك في مؤتمره السنوي الماضي. هيغي يدعي ان هتلر والكارثة النازية كانا جزءا من خطة الهية لطرد اليهود من اوروبا وجلبهم الي ارض اسرائيل. هذه الكلمات كتبت وتم التنبؤ فيها في التوراة والانجيل. كيف سيعيد الله اليهود الي بلادهم؟ سأل هيغي ورد قائلا: من خلال الصيادين في البر والبحر. الصياد هو من يأتي مع بندقية ويجبرك علي ما يريده. هتلر كان صيادا .
باعتباري مطلعة علي افكار وعقيدة الانجليكان لم أفاجأ من هذه العبارات التي تتسبب بشعوري بالارتياح لأن الحقيقة تخرج الي النور. هذه لم تكن زلة لسان في هذه المرة والامر موثق في موقع الكنيسة. فهل توجد حاجة للتذكير بأن يسوع يستطيع العودة بعد حرب ياجوج وماجوج فقط ومن الافضل ان يواصل شعب اسرائيل العيش علي أسنة الحراب. إلا أن تأييد هيغي واللوبي الذي يترأسه ليس خاليا من الاهداف المغرضة. هذا دعم لأحزاب وقادة بعينهم من الذين يحصلون علي دعمه السخي. انجليكان هيغي يرفضون حل الدولتين لشعبين، المقبول اليوم لدي اغلبية واسعة من الجمهور الاسرائيلي وبذلك يوجهون اموالهم ومساعداتهم لدعم اجندة سياسية واضحة في اسرائيل.
في مقابلة اجرتها معه صحيفة هآرتس قبل عامين قال هيغي انه لن يواصل مساعدة اسرائيل ان قررت اعادة مناطق وربما سيقوم بارسال المساعدات للمستشفيات ودور الايتام في هذه الحالة. هذا الاحتمال ليس حقيقيا في نظر من يعرفون هيغي جيدا.
هيغي صديق بارز لاسرائيل وينظر مطالباً بعدم التنازل عن اي شبر من الارض وقد اعلن عن دعمه للسناتور جون ماكين الا ان تصريحاته وعلي رأسها آخر تصريح احرجت ماكين لدرجة انه اقدم علي التصريح بأنه يتنصل من دعم الاسقف له.
اليس من المناسب ان نتوقع الآن قيام اولمرت وليفني باطلاق تصريح واضح بانهما هما ايضا يقطعان صلتهما بهيغي وثلته؟ ذلك لأن عناق الدب هذا مغرض وذو اهداف واضحة للعيان.
هآرتس 2008 / 06 / 03