الغالبية تتدخل بمطاحنات ماراثونية من اجل اثبات ان حادثة جرت قبل 1400 سنة ليست صحيحة او صحيحة، في محاولة لتبرير وتلميع التاريخ المقدس. العديدين يدخلون ملاحم لاتنتهي لادانة سلوك اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية ولسان حالهم يقول ماتفعله الامبريالية والصهيونية بعيد جدا عن اخلاقياتنا... ولكنهم يلزمون صمت القبور عن جرائم الانظمة والحركات الاسلامية، لمجرد انها تقدم نفسها على انها اسلامية ووتقوم بجرائمها تحت راية الاسلام.

في ايران والسعودية وافغانستان وباكستان وبنغلاديش واندونيسيا وغزة ولبنان والسودان ونيجيريا، تجري جرائم من مختلف الاشكال والمستويات. في بلادنا لانسمع عنها شئ، ويسمح لها ان تجري بصمت.

جرائم النظام الاسلامي في السودان وصل الى مستويات فلكية. احراق القرى، وسياسة الارض المحروقة. اغتصاب النساء وبيع الاطفال. حرق النساء احياء. الاغارة على القرى وقتل ذكورها بالجملة. تسليح عصابات القبائل العربية لابادة الافارقة. اجبار الافارقة على الهجرة وترك قراهم. قصف القرى من الجو. الاغارة على معسكرات اللاجئين وسرقة قطعانهم والنساء... تعيين المسؤول عن المذابح في دارفور وزيرا لحقوق الانسان.... كل هذه الوحشية تفوقت الى حد بعيد عن العقوبات الجماعية لاسرائيل ضد الشعب الفلسطيني او ممارسات امريكا في سجن ابو غريب التي فضحتها امريكا بنفسها...
في السودان يجري تعيين المسؤول عن هذه المذابح وزيرا لشؤون حقوق الانسان...

ومع ان الانظمة العربية تخصصت في العويل والصراخ والعلاك، نجد ان صوتها في مثل هذه القضية مفقود، بل ويقوم بالتبرير الخجول والنفي لما يحدث، مع ان معسكرات اللاجئين اصبحت تحتوي على الملايين.

لماذا نصمت هنا؟ هل ان القضية لاتهمنا طالما ان القائمين بالجريمة هم عرب مسلمين، ام لان الجريمة ضد غير العرب.. حتى لو كانوا مسلمين، هذا اذا تغاضينا عن جرائم النظام السوداني ضد جنوب السودان الغير مسلم؟؟