حدث هذا لى بالفعل منذ عدة ايام وكنت مترددا بين السرد والسكوت ولكنى آثرت ان أفرحكم فى وأجعلكم تشمتون في قليلا

بدأ الموضوع فى شارع عادى متسع وعلى جوانبه يجلس بعض الباعة ببضاعتهم وفواكههم على امتداد الشارع الطويل بينما تمر السيارات فى وسطه والمارة كذلك وعندما قررت ان اشترى لأولادى بعض الفاكهة توجهت الى احدى البائعات التى يبدو عليها الرقة والتسامح لأنه ممن الممكن ان تنتهى مثل هذه العملية بزبون (أنا ) وبوجهه شرطة بمشرط 8 غرز وهذا امر يعرفه كل مصرى

ليس من عادتى المفاصلة والمهاترة فى الشراء ومن الممكن ان تصفنى بـ ( متسامح ) فى الشراء المهم اخرجت من جيبى 50جنيها من بين مجموعة من الأوراق ذات المائة وأعطيتها للبائعة واعطتنى الباقى وبينما انا آمد يدى لآخذ الباقى وفى يدى الأخرى أكياس الفاكهة جاء أحد الشباب ذى السمت الحسن شيك فى ملبسة أنيق فى كلماته حليق الذقن واللحية ولكن بطريقة شبابية أى يترك من شعر شاربة حوالى 3مليمتر بارتفاع ثابت والغريبة اننى تأملت فى منظره وللآن احفظ شكله جيدا ويحمل فى يده شنطه سمسونايت تشبه تماما اللابتوب ويضع برفانا يشبه one man show ولكنه بارفانا آخر لم أعرفه جاء ووقف بجوارى وسأل البائعة عن سعر الفاكهة ثم انصرفت انا ووقف هو ولاحظت فى كلامه ترددا وعند انصرافى تلاقت عيناى مع عينيه بطريقة أستغربها انا للآن وقلت له سلام عليكم ورد السلام بأحسن منه وأعتقد ان هذه كانت اللحظة التى شق فيها جيبى بطريقة انيقة ونظيفة حيث شقه دون ان اشعر ودون ان تقع من الجيب المفاتيح أو حتى بعض الأوراق ولكن فقط سقطت منه عدة ورقات من ذوات المائة جنيها كما أن الشق لم يصل لنهاية الجيب وإلا وقعت المفاتيح ولكنه بدأ من اسفل حافة الجيب بحوالى 2سم وانتهى قبل نهايتة بحوالى 3سم

وبينما ابحث بمجرد انصرافى عن شىء ما فى جيبى حتى وجدت يدى تستقبل هواء من الخارج وهى فى داخل جيبى وفوجئت بما حدث وهو ان جيبى قد شق وسرق منى مبلغ ليس بالكبير ولكنى لأول مرة فى حياتى اخوض هذه التجربة وكنت اظن نفسى محصنا ضد السرقة فكم حملت بالآلاف دون خوف فقلت فى نفسى لعل هذه الحادثة تجعلنى اعيد تقييم نفسى واللصوص أيضا وأنا اشهد لهم بالكفاءة وليس فى هذا نعرة قبلية ولا مصرية ولكن بالفعل اعتقد ان اللصوص المصريين يعملون فى ظروف قاسية ومع شعب مستعد لأكل اللص حيا لو مسكه ورغم هذا عندهم مهارات ممتازة

لم احزن .. نعم فعلا لم احزن وربما لم اتضايق مطلقا ولكنى تأملت فى الموقف وفى كفاءة اللص وفى ذكاءة فى لبسه وشعره وطريقته فى الكلام وخفة يده كل هذا التفكير شغلنى عن ضيقى وكنت اتمنى ان احادثة وتربصت له بنهاية الشارع وللآن اعرفه جيدا وعندما امسكه لن اذهب به للشرطه فقط سأسأله اين تعلم هذا المهارات بمثل هذه الدقة وفقط وسأسامحه فى النقود وانا بالفعل سامحته فالأحوال لا تترك للجائع مخرجا ولو كان لصا ... كنت ولازلت مندهشا أكثر منى غاضبا رغم اننى سأعيد جدولة المصاريف مرة ثانية بسبب العجز المفاجىء فى الميزانية

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني