"الذب" كلمة تعرفت عليها في حوارات النت, بيننا والإسلاميين. و هم يقولون جهادا أنهم يذبون عن الدين الحنيف ضد أولاد ال...., و المقصود نحن بني علمان أحفاد القردة و الخنازير..

لكن أنا لا أعتقد أن هناك عاقل يذب عن "فكره". فإذا كان المرء على يقين في ما اختاره عقله, فلا أحد في الكون يستطيع تغييره إلا إذا وجد أن ما هو جديد قد يكون أفضل مما يعتنقه. و لكن الذب بالطريقة الجهادية التي كان الإسلاميين يقومون بها, ولا يزالون تحتاج إلى لحظات طويلة من التأمل..

الشاهد, أنه قد وصلني عبر الايميل دعوة خاصة للتسجيل في منتدى التوحيد. و من اسم المنتدى أيقنت أنه منتدى لبنو وهب (الوهابيين), ووجودي هناك كالأهلاوي الذي يجلس في مدرج الزمالكاوية. الا أنني فتحت الموقع ووجدت في نموذج االتسجيل عدة خيارات للنهج و الأيدلوجية التي يتبناها المشترك. فهو يخيرك اذا كنت مسلم, ملحد, شيوعي, ناصري..الخ. طبعا سجلت ملحد. ثم وجدت موضوعات تستحق الرد فشاركت ب 3 مشاركات. وبعد 12 ثانية الغى المراقب رقم 2 مشاركتين وأبقى مشاركة واحدة. رغم أن المشاركة التي أبقاها رعاه الله كانت الحادية بجانب أنها قدح في الحاكم. فأكلوا الطحينة و تقيؤا اللحمة..!!

الا أنني في اليوم التالي دخلت بموضوع مستقل عنوانه "انا ملحد عدمي فهل تقبلوني" و كان الموضوع فحواه أنكم قبلتموني كملحد ثم قمتم بشطب مشاركاتي, فهل استمر أم أمضي ل..كارول صديقتي السويدية؟. و في خلا نصف ساعة وصل عدد المشاركات 42 . منها 41 مشاركة اسأل فيها لماذا الحدث. و آيات من القرآن و أحاديث لا حصر لها. وكيف ساقابل سي ألله يوم الحشر العظيم, وهل اتحمل ضربة من الشجاع الأقرع (و أعتقد أن المقصود بالشجاع الأقرع هو قضيب الحمار), و كيف ساتحمل الآنق وهو يصب في أذني (و الآنق هو مني الحمار الذي يسكب من قضيبه)..

الا انني فوجئت في خلال ال 24 ساعة أنني قد كسبت عداوات جديدة و تهديد عبر الايميل و تحدي بالذب عن الدين السمح, وأنني لا أملك سوى حجج عبثية و قد قاموا سابقا بتلطيش كل الملحدين لدرجة أن أحد الملحدين ارتد عن الحاده و عاد الى الدين السمح. كل ذلك بسبب الذب..

أنا لست قادرا على فهم كلمة "الذب" هم يقولون أنهم يدافعون عن الدين السمح وهو الاسلام. ولكن اعتقد أنهم يخشون على عقولهم من الانسياق نحو الحقيقة. انهم يخشون الحقيقة بشكل هيستيري لا حل له, لذا نجد أن الاسلامي لا يكره شيئا سوى حديث العقل, بل هو يبتعد فورا من أي نقاش يلامس عقله, ويقترب بنفس العنف نحو المواضيع التي تلامس شغف قلبه. تماما كالطفل الذي يمل فورا من الحديث العقلاني و يهرع نحو البساطة في الحديث. انه يرفض أن تفسد عليه سكينته الدينية (الأفيونية).

و النصيحة التي أقدمها لإخوتي الإسلاميين, أن يستمعوا و يقرئوا ما يقوله الملحدين, ثم يقارعوا الفكر بفكر, وليس بالشتم و التشنج و النحيب كما هو سائد. فالكلمات التي يطلقها الملحد هو ما تم "تعقله" و ليس ما تم "نقله". و الفرق بين النقل و العقل لا يحتاج الى مقارنة..

تحياتي

حسام راغب..