من حق كل إنسان أن يقول رأيه بحرية .. وهو حر في طريقته التي يعبر بها عن رأيه، وبعكس من يعد بعض الطرق إسفافا فإن هناك من سيراها طرقا فنية .. وبالتالي فإن عدم الاتفاق يلغي حجة المعترض لانها غير يقينية وتعبر عن وجهة نظر خاصة .. ثم إن المعترضين على حرية الآخرين يعانون من ازدواجية، فيتقبلون تجريح مشاعر الملحدين بما لا يقبلونه على أنفسهم ..

وباسم الحرية، ودفاعا عن حق كل إنسان في التعبير عن رأيه، وحماية له ممن يرغبون في فرض آراءهم عليه بالقوة .. فإن موضوعا كموضوع "أم هريرة" يجب أن يبقى .. ولا اعتبار لما يحمله من أذية لمشاعر المسلمين لانه -كما يبدو- لا يتناول مقدسات "حقيقية" وحتى لو تناول المقدسات فليس ذلك بالمهم.. إذ لا قداسة إلا لشخص المحاور التي ينبغي أن تصان من الكلام المتطاول ..

...

هذه هي الرسالة التي أقرؤها من الموضوع، وللتخمين ولاشك دور في تكوين إدراكي للموضوع، لكني أحاول عرض فهمي له بشكل يزيل اللبس ويجعل الحوار أكثر عملية .. حيث يمكن الآن اكتشاف ما الذي خمنته واضفته من عندي دون أن يكون ضمن الرسالة التي يطرحها الزميل طارق القداح في موضوعه ..

قد يصعب فعلا تحديد ما الذي يؤذي مشاعر الآخرين وما هو العادي، إن الزميل طارق القداح يضع قائمة ببعض المواضيع التي رآها تهجما على الإلحاد من قبل المتدينين (والتي بالتالي تؤذي مشاعر اللادينين) والقاسم المشترك الوحيد بينها في نظري هو مخاطبة الملحدين باداة نداء! .. فمجرد مقولة "أيها الملحدون" قد تكون مؤذية للبعض! ..

الرأي الفردي لا يصنع حكما في موضوع المشاعر، إذا كنا متفقين من البداية أنه من الضروري احترام مشاعر اتباع الأديان والطوائف والمذاهب الفكرية المختلفة، فإن الاعتراض الجماعي (بطريقة التبليغ وليس بالتهجم والسب على العضو صاحب الموضوع) ينبغي احترامه والالتزام به في الحكم على مثل هذه المواضيع، أما أن نقول أننا لا نستوعب وجهة نظر الآخر وبالتالي فإن اعتراضه ليس ذا معنى فهو نفس المحذور الذي تطالبوننا بعدم اقترافه (فرض الآراء الشخصية على الآخرين بالقوة) ..

أما إذا كانت مشاعر أتباع الأديان والطوائف غير مكترث بها أصلا فإننا لا نصل إلى اتفاق ..

أضم صوتي إلى الزميل Mirage Guardian لإغلاق الموضوع باعتباره سفاهة تخلو من الموضوعية و تمس مشاعر المسلمين بشكل مباشر