دعينا نكن أكثر دقة . أنا قلت " قد " يظهر فكر متشدد وهذا طبيعي نظراً لصعود المدّ الديني ، لكن هذه الفكرة لن تتطور إلى درجة تنظيم مرتبط بالقاعدة أو مشابه له ، لأن حماس - الإسلامية التي قد تبدو للوهلة الأولى مشجعة لهكذا تنظيم - ستمنعه لنفس الأسباب التي تجعلك تتساءلين عن احتكار الدين أو التجارة به ، هم - مجدداً - لن يسمحوا بظهور منافس ديني . أنظري مثلاً لمنافستهم مع الجهاد الإسلامي التي تطورت في إحدى المراحل إلى مواجهة مسلحة ، أسبابها - أي المنافسة - تعود لأسلوب الدعوة ، فالجهاد تتجه مباشرة نحو القتال ، بينما حماس تلعب لعبة السياسة وتؤكد على تأسيس قاعدة لها ثم بدء القتال ، وذكر تأسيس قاعدة لها سيعيدني إلى معلومة خاطئة ذكرتها في ردك السابق حول رشق حماس المسيحيات بماء النار . غزة في السبعينيات والثمانينيات كما سنوات سابقة كانت تمتلئ بالـ " سينمايات " والثقافة واللباس السائد آنذاك كان " الميني جوب " أي التنورة القصيرة أو المسماة شعبياً " شبر ونص " ، عام 73 إن لم تخني الذاكرة ظهر ما يسمى " المجمع الإسلامي " في غزة وكانت له أفعال مشينة - أسرد المعلومات بناء على ما سمعته ممن رأوا - كرشق الفتيات وليس فقط المسيحيات ممن يلبس التنانير بماء النار ، حرق السينمايات ، الادعاء بأن شهداء اليسار وفتح في النار وليسوا في الجنة . اصطلح على هؤلاء تسمية " الاخوان المسلمين " وقد وصلت الأمور قبيل الانتفاضة الأولى بعدة سنوات إلى مواجهات مسلحة في الضفة وغزة بين اليسار والاخوان - شاركت فيها فتح لاحقاً إلى جانب اليسار - ومن ثم في عام 87 ظهرت من تحت عباءة المجمع " حركة حماس " التي كانت جاهزة كتنظيم واستغلت حدث الانتفاضة .
وفتح تستغل ذلك في دعايتها ضد حماس وتقول أن اسرائيل تغاضت عن " المجمع الاسلامي " لأنه لم يكن يقوم بأعمال عدائية ضدها .

لست أدافع عن حماس بالطبع ، لكن لم توجد حماس بعد آنذاك . اليوم بعد أن اختلف التفكير المجتمعي سواء في غزة أو الضفة حيث اختفى ذلك اللباس السائد ، تبقى هناك مناطق في غزة ينتشر فيها الجينز الضيّق مثلاً وكشف الشعر خاصة في أحياء " الأغنياء " كحيّ الرمال ، وهذا ينفي كون حماس هددت غير المتحجبات .

بالمناسبة ، وما دمنا نفتح ملفات حتى حماس وفتح عبروها لماذا لا نتكلم عن " وساختنا " في لبنان مثلاً ؟ أليست اغتصابات الحرب الأهلية اللبنانية هي قذارة لقضيتنا " النقية " ؟


مودتي