أمسية ويك اند مملة تبحث فيها عن شئ فى التلفزيون,لاتجد شئ بالمحطات الغربية فنذهب الى المحطات العربية,توقفت عند قناة الحياة المصرية لما لمحت الكاتب الاصلاحى جمال البنا(شقيق حسن البنا مؤسس كابوس الأخوان المسلمين),فتوقفت لأتابع قليلا الحوار,مناظرة البنا كانت واحدة من الواعظات الشعبيات ,مذيعتان أرخم من الرخامة وأضحل من كدة مفيش,لا ادرى من اين اتت القناة بهما ربما من كافتيريا كلية الاداب او الاعلام ماعلينا,كان الحوار سلسلة مرعبة او محرقة اعلامية لجمال البنا ,الواعظة الشعبية البدينة كانت تصرخ بأعلى صوتها مطالبة بالحجر على جمال البنا(نزع حقوقه المدنية بأعتباره فاقد الأهلية)السبب أراء البنا الدينية الاصلاحية فى قضايا الحجاب وحرية العقيدة,المذيعتان التافهتان حولتا البرنامج الى برنامج فضائحى تافه على نمط برامج فيصل القاسم الاتجاه المعاكس,ففتحتا خط الهاتف للمشاهدين(او هكذا زعمتا) لينهال سيلا من المكالمات.
بالطبع غالبية المكالمات كانت ضد جمال البنا ومدحا فى واعظة الموالد,شيخ ازهرى يتصل سابا لاعنا مطالبا باعتقال جمال البنا محامى يطالب بحبسه فى قفص أخر يطالب بمحاكمته رابع يعتبرم مرتدا أخرى تبكى على التليفون مطالبة اياه ان يتقى الله فى اولادنا؟!أخر يطالب بتقديمه لطيب نفسى,واعظة الموالد تجلس منشرحة الفؤاد ابتسامة عريضة مسطورة على وجهها السمين,منتشية بالهستيريا الجماهيرية التى تساندها كم هائل من السب والشتيمة ينهال على راس البنا,يذكرك بقصص العصور الوسطى التقليدية حينما تتجمهر الجموع منتشية بقتل احد الخارجين عن سلطة الكنيسة المقدسة الجامعة الرسولية,او الاستمتاع بقتله حرقا.
لايقدر البنا على انهاء عبارة فكل كلمة تقاطع اما من الواعظة او المذيعات لايستطيع ان يكمل شرح كلمة فمكالمات الجماهير الهائجة الغاضبة لها الاولوية,سبابها له الاسبقية,وحجة المذيعة الصايعة الله انت موش بتكتب للناس ده راى الناس فى كلامك,الرجل المسن الذى يبلغ من العمر ثمانون عاما يجلس هادئا مستسلما لجلاديه,المذيعات فى حالة نشوى غريبة ربما اقوى من اى ارجزم تمتعن به,ربما يثرن من هذا الهوس والهلوسة من يدرى.
مكالمة بسيطة تنتصف للبنا تعقب عليها الواعظة البدينة بكم هائل من الغضب واحتقان الوجه,صارخة يعنى أيه حرية فكر اللى بتقولوا عليها؟موش كل علم وليه مرجع موش الطب ليه مرجع؟اه ياحاجة الطب علم له اولويات واصول فيزيقية,لكن حكاية ان الدين علم فواسعة شوية اوى,فلايوجد علم مؤسس على الغير مرأى او محسوس او تجريبى,ربما يكون الدين حقلا للدراسة الاجتماعية او التاريخية او النفسية,لكن اى علم هذا المؤسس على ماورائى لم يراه احدا والغير تجريبى,ماعلينا الحاجة تصرخ بهستيريا معززة بعقلية جماعية تؤله المنقول وتنتصر لها بالسب والشتيمة.
طبعا تم نقل الوسخ العام الشعبى الى شاشة التليفزيون,لترى جماعات مهلوسة مخدرة,خاضعة بشكل مرعب لعقل جماعى مؤسس على تقديس الماضى تأليه المنقول,مرعوب ان يفكر او يأخد قرارات فردية,لم يخسر جمال البنا شيئا,فقالها صريحة المسلمون كالقرود يقلدون وغير قادرون على مواجهة العالم المعاصر,لترد عليه المراة البدينة بقضية الردة وحكم الردة فى تلميح بشع لما ربما ينتظره,أبتسم البنا كانه يقول ما اناعارف.
من وجهة نظرى خرج البنا منتصرا وخرج الاعلام المدجن بدعاته البدناء وجماهيره المنحوسة المنكوسة بكارثة العقل الجماعى مهزوما ولمن شاء فليقرا توقيعى اسفل فكل الوقائع تشير اليه.