خالد يوسف قال لـ القدس العربي ان حالة الاستاذ اصبحت غير مستقرة .. والمستشفي الباريسي يتكتم علي اخباره
يوسف شاهين يصارع في غيبوبته المصير الذي سيفشل ايضا في اسكاته

17/06/2008

لندن ـ القدس العربي ـ من خالد الشامي:
بعد صراعاته المشهودة التي بدأت قبل اكثر من خمسين عاما في بابا امين و باب الحديد و ابن النيل و صراع في الوادي ، مرورا بـ الناصر صلاح الدين و الارض و الاختيار و العصفور و عودة الابن الضال و اسكندريه ليه و حدوته مصرية و اسكندرية كمان وكمان و وداعا بونابرت وصولا الي المصير و الآخر و هي فوضي ، يخوض الاستاذ كما يدعوه مريدوه، او جو كما يدعوه اصدقاؤه، او يحيي كما يسمي نفسه في افلامه، او يوسف شاهين كما يعرفه جمهوره في مصر والعالم، صراعا مختلفا اليوم، ساحته قسم العناية الفائقة بالمستشفي الامريكي في باريس. صراع مع غياب لن يغيب معه ابداعه. وكان شاهين نقل الي باريس وهو في حالة اغماء عميقة اثر اصابته بنزيف وصف بانه شديد في المخ بالقاهرة امس الاول.
وقال تلميذه خالد يوسف لـ القدس العربي ان الاستاذ كان في حالة مستقرة حتي صباح امس (الثلاثاء) الا انها تغيرت في وقت لاحق، ونفي حدوث تدهور قائلا: لقد اصبحت حالته غير مستقرة.
الناطقة باسم المستشفي الامريكي في باريس رفضت اعطاء اي معلومات عن حالة المريض شاهين مشيرة الي ان القوانين الفرنسية تمنع الادلاء باي معلومات الا للأقارب من الدرجة الاولي.
وهكذا اختار الاستاذ ان يكون صراعه هذه المرة صامتا مع غياب لن يقدر علي تغييب ابداعاته التي اسهمت في تشكيل الوعي الفني لأجيال والذاكرة السياسية لأمة باكملها. ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن موظف في السفارة المصرية في باريس ان الاستاذ في وضع حرج للغاية وانه ما زال يتنفس بمساعدة (جهاز تنفس) ولم يتخذ اطباؤه الفرنسيون حتي ظهر امس اي قرار بشأن اللجوء للجراحة.
اما ماريان خوري ابنة شقيقة شاهين التي رافقته علي الطائرة الخاصة الي باريس فقالت ان حالته حرجة لكن مستقرة ، واستبعدت ان يتخذ الاطباء اي قرار حول اللجوء للجراحة قبل صباح الجمعة.
وحسب موقعه الالكتروني فان المستشفي الامريكي في باريس هو مستشفي خاص يضم 197 سريرا ويضم اعلي الخبرات الفرنسية والامريكية لتقديم افضل الخدمات الصحية للمرضي . واصدر الرئيس مبارك قرارا بعلاج شاهين علي نفقة الدولة الا ان عائلته كانت قررت بالفعل استئجار طائرة طبية خاصة لنقله لباريس.
وكان شاهين عهد الي تلميذه خالد يوسف باكمال احدث افلامه هي فوضي بعد ان ساءت حالته الصحية، وشارك الفيلم في عدة مهرجانات العام الماضي بينها مهرجان لندن. ويعرض الفيلم لرجل شرطة فاسد يقوم بتحصيل الأتاوات من جيرانه لـ تخليص مصالحهم ثم يقوم بخطف جارته واغتصابها بعد ان رفضت الارتباط به وفضلت عليه وكيل النيابة الشاب الذي يعمل علي كشف فساد رجل الشرطة، كما يكشف عن وجود غرف احتجاز سرية في قسم الشرطة وينتهي الفيلم بثورة شعبية للدفاع عن الفتاة المغتصبة. وهو المشهد الذي اصرت الرقابة في مصر علي حذفه، اذ اعتبرت انه يحرض علي اندلاع ثورة في مصر (....).
وجاء هي فوضي ليتوج صراعا سياسيا خاضه شاهين مع النظام في مصر خلال الاعوام القليلة الماضية، اذ شارك في العديد من مظاهرات حركة كفاية وقال ذات مرة انه كاد يموت مختنقا بفعل القنابل المسيلة للدموع التي القتها قوات الامن علي المتظاهرين لولا ان مرافقيه حملوه بعيدا عن المظاهرة . وكان شاهين ينتج افلامه بعيدا عن اي دعم من الدولة منذ تحميله الفساد الاداري في الدولة مسؤولية الهزيمة عام 1967.
وحرمته علاقته الصعبة مع الدولة من التكريم الذي يستحقه، خاصة بعد ان منحه مهرجان (كان) في العام 1997 جائزة خاصة عن ابداعه السينمائي.
واخيرا فانه وان بدا صامتا الآن في باريس، فان الاستاذ سيواصل حتما الهام اجيال من المبدعين واحراج من فشلوا دائما في اسكاته.