Array هل تسمع بشيء اسمه أطفال الشوارع ؟؟ووصل رقمهم الى أي حد ؟؟
وهل تسمع أن هناك في مصر قانون أظن صدر قريبا أو ما زال تحت البحث عن اعطاء هؤلاء الأطفال
القادمين من نتيجة علاقات هرب الذكر من تحمل المسؤلية وتركها للأنثى بأن يتسموا بأسماء الأم
لأن الأب مجهول ؟؟ [/quote]

وجود أطفال في الشوارع هو أزمة ومأساة ولكنه لا يجعل منهم "لقطاء" بهذا التعبير القاسي. ووجود هؤلاء الأطفال ليس هو المشكل الوحيد في مصر أو أي بلد آخر. في أميركا حيث هي القوة العظمى في العالم بأسره توجد كمية رهبية وكبيرة من المتسولين. هل هذا يعني أن هؤلاء المتسولين لقطاء يا نسمة؟ بإمكان أي واحد فينا يا نسمة أن يكون في مطرح أي واحد من هؤلاء المتسولين في هذا الزمن الرأسمالي والذي لا يرحم والذي فيه الناس إما سمك قرش أو سمك صغير يلتهمه الأشرار. نعم يا نسمة هناك مأساة تشرد وهناك مأساة تسول وهي ليست حكر على مصر ولكنها موجودة في كل بلاد العالم. بسبب ما رأيت من حالات التسول في أميركا أخذت عهد على نفسي بأن أجمع الخبز المتبقي من المطاعم في يوم ارتضوا فيه أن أذهب لإحضاره وأقوم بتوزيعه في اليوم التالي. المتسولون هم نحن يا نسمة. اللقطاء هم أنا وأنت. هؤلاء هم البشرية المتألمة ويجب أن نبكي ألمها لا أن نتشفى فيها. يجب أن نصبح نحن أيضا متسولون ونتسول ونأخذ الخبز ونعطيه للجياع لا أن نضحك على الجياع ونسخر منهم ونشير بإصبعنا عليهم من بعيد.. يجب أن نحضن تلك الفتاة المراهقة التي حملت قبل المعاد وتورطت ونؤكد لها حبنا وولائنا لا أن نرميها في الشارع ونسميها لقيطة أو هذه الأسماء المستفزة. هذه البنت الحامل في سن المراهقة قد تكون بنتي أو بنتك أو حفيدتي أو حفيدتك إلخ والمطلوب هنا الشفقة والحس الإنساني ولو بقدر قليل. مأساة الإنسانية ليست في الأديان ولا في أميركا ولا في الصهاينة يا نسمة ولكن مأساة الإنسانية الكبرى هي في أن يصبح الإنسان أولاً وأخيراً وقبل كل شيء "إنسان". ربما لا يعجبك كلامي ولا أتوقع أنك تصفقي له تصفيق حار ولكن وجب علي أن أقول لك كأخ لكِ أننا لا يجب تحت أي ظرف من الظروف أن نتشفى في المجروحين لأي سبب من الأسباب ونكيل لهم المسميات. نعم... عندما قلتِ اللقطاء كنت تتحدثين عني أنا إبراهيم عرفات مباشرة.. هؤلاء الناس هم أنا.. لحم من لحمي وعظم من عظامي.