لو رجعت إلى نفسك عزيزي بابلي لوجدت الانفعال قد سيطر على عقلك ...راجع ردودك وستجدني في ذلك محقا... والنتيجة .... النتيجة أنك حكمت من غير دراية بأحكام الإسلام التي سار عليها عمر خليفة رسول الله..

أقول: لو جيء بسارق وقاتل يعرفه كل الناس ويعرفون إجرامه، ثم جاء القاضي فنقب وبحث عن دلائل لكنه ما وجدها .... وجد قلما .... وجد أثرا .... وجد ووجد .... لكنه لم يجد دليلا قاطعا ... فهل بربك يحكم بإعدامه؟؟؟

ستقول هناك ثلاثة شهدوا عليه وضده....

أقول: إن عمر بن الخطاب قد سار على قانون الإسلام الذي جاء حافظا للدماء ... فليس كل من أتى واتهم غيره بزنى رجمناه....

فإذ لم يشهد الرابع فلا دليل ثابت....

ولعلك اطلعت على القضايا التي يخرج المجرم فيها سليما معافى كالشعرة من العجين... والقاضي يعرف إجرامه لكنه لا يدينه لعدم وجود دليل....

وعلى هذا فإن كان المغيرة قد فعل هذا فأمره إلى الله، وأما في الدنيا فليس لنا إلا الظاهر.. ولا يحاسب القانون الإسلامي على ما كان في السرائر... ولهذا لم يعاقب محمد بن عبد الله أحدا من المنافقين مع كل الطغيان والكفر الذي كان منهم.. ومع إطلاع الله نبيه عليهم ... لم يعاقبهم أبدا لأن قانون الإسلام يعاقب في الدنيا على الظاهر وأما الباطن فأمره إلى الله يوم القيامة... يعاقب من يشاء ويعفو عمن يشاء...