{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #148
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
متحف الكتب

[صورة: 838122fh7b5syq08.gif]


قالت لبنى الصغيرة الجميلة: اريد حكاية يا جدى.
-تعالى ..
أجلس الجد لبنى إليه، و ضمها لصدره، و قبل خدها ، و لثم على شعرها، و قال..
-كان ياما كان ، فى سالف العصر و الأوان ...
انزلقت لبنى من بين ذراعى جدها، و قالت:
-لماذا كل الحكايات تبدأ هكذا؟ و لماذا فى سابق العصر و الأوان ؟ لماذا لا تحدث اليوم؟ فتح الجد عينيه ، و فمه فى دهشة تصل إلى حدّ الذهول .. كان يريد أن يستدعى حكاية عن اليونانى إيسوب، قبل 2500 عام، و ربما من كليلة و دمنة، او من ألف ليلة و ليلة، لكن هاهى الصغيرة لا تقبل حكاية من هذا القبيل..
و ها هى تقف أمامه ، رافعة راسها ، مقطبة جبينها، تطالب بحقها فى أن تسمع حكاية، قد تحدث غداً..
لم تطل حيرة الجد، فقد كان صاحب خبرة، كما أنه قرأ آلاف القصص من أوروبا و استراليا، غير أنها جميعها ليست مما يحدث غداً، و إنما تبدأ بالفعل الماضى: كان .. و هو لا يريد أن ينقل إليها حكاية من عنده، سألها ليعطى لنفسه فرصة، لعله يلتقط منها فكرة:
- ما الحكاية ، او موضوع الحكاية التى تريدينها؟
-حكاية عن زمن آت
-تعالى..عودى إلى مكانك.
عادت الصغيرة إلى حضن جدها و هى تقول:
-و اريدها طويلة .. طويلة.. طويلة
راح الجد يفكر بسرعة قبل أن تورطه فى موضوع لا يستطيع أن يؤلف حوله حكاية محبوكة .. قال:
- فى عام 2080 كانت الجدة لبنى تسير فى الطريق ، ممسكة بيد حفيدها يوسف.
ضحكت لبنى ، و فهمت أنه يحكى لها حكاية عنها، عندما تصبح عجوزاً.. و سالت:
- هل كانت تتوكأ على عصا؟
- لا لا.. لقد استطاع العلماء ، أن يصلوا إلى الجينات التى تسببت فى ضعف الساقين و الاقدام وعالجوها.. تعرفين الجينات؟
-طبعاً..
استطاع الجد أن يمسك بزمام أفكاره،و التقط خيطاً ، أو بداية خيط، يمكن أن يمضى معه..
سأل يوسف جدته..
-هل عشت أيام الملك مينا؟
قهقهت الجدة و أجابت:
-الملك مينا عاش قبل 5 آلاف عام.
-هل زرت بغداد فى عهد هارون الرشيد؟
و من جديد راحت تضحك..
- و لا فى عصر بوش؟.. دعك من زمان ، و أيام زمان..
- انا احب حكاياتها..
و فجأة عثرت قدم يوسف فى شىء لم يره ، كان مستنداً للرصيف، فابعده عن مكانه ، و سقط أمامه على بعد متر ، مال عليه، و التقطه.. و راح يحدق فيه بدهشة كبيره، و هو يقلبه بين يديه سائلاً جدته..
-أى شىء هذا؟
-ألم تر كتاباً من قبل؟
-لا .. ما هو الكتاب؟
-هذا الذى فى يدك..
- ما هذه المادة المصنوع منها؟
-اسمها الورق.. و الغلاف سميك و مقوى من أجل أن يحافظ عليه،و يبقيه سليماً..
-إن فيه كلمات كالتى نطالعها على الشاشة ، و صوراً ملونة مثل التى نشاهدها .. من اختراعه؟ إديسون؟
- لا لا ..وجد نوع منه ايام جدودك فى مصر القديمة قبل إديسون بآلاف السنين..
-ماذا كانوا يفعلون؟!
يقرءونه.. يدرسونه.. يستذكرونه، بالذات فى المدرسة..
-المدرسة ؟ و ما هى المدرسة؟
-بناء فيه فناء، حوله حجرات ، يجلس فيها من هم فى سنك يتلقون العلم على أيدى المعلمين.
-ماذا ؟ الم يكن كل منهم يشترى لنفسه معلماً؟!
- لا لا .. المعلمون كانوا بشراً..
- معلم مثلنا، و ليس كمبيوتر؟
-أى نعم..
احتجت لبنى و قالت:
- يوسف هذا ثرثار.. لا يكف عن الأسئلة.. اريد أن تسرد لى الحكاية .. اين كانت الجدة ذاهبة و معها يوسف؟
-كانا فى طريقهما لشراء أجنده للقرن الثانى و العشرين..
-هل احتفظ يوسف بهذا الذى اسمه الكتاب، ام سلمه للشرطة؟
- انت اصبحت ثرثارة مثل يوسف.. دعينى احك لك الحكاية.. لم يعد الناس فى حاجة إلى الشرطة، و اقسامها، و الغى هذا النظام تماماً، كل ما هنالك أن اصبحت هناك عشرات الكاميرات فى كل مكان ، يرقب منها رجال الامن و هم فى بيوتهم ما يجرى، و يبلغون السيارات المنطلقة التى تجوب الشوارع..
و قد أصبح من الصعوبة بمكان على اللصوص مثلاً أن يسرقوا أو ينشلوا ، و ساد لون من الأمان و الاطمئنان و السلام بين المواطنين.. القانون حاسم و قاس على من تسوّل له نفسه مخالفته..
قالت لبنى:
- أريد أن يمتد بى العمر لهذا الزمن..
-ربما.. قد تعيشين كما عاش نوح.. المهم:
اشترى يوسف و جدته أجندة للقرن الثانى و العشرين..
- اجندة لقرن و ليس لسنة مثل الان؟
- نعم ، كانت قرصاً صغيراً، فى حجم عقلة الأصبع..
- ماذا؟
-أنا غير قادر على أن اواصل الحكاية ، لأنك تقاطعيننى.
- آسفة.. لن أفتح فمى بكلمة..
- لم تكن الأجندة للايام و الاسابيع و الشهور و السنين؛لأن الناس لم يعودوا يستخدمون الثانية و الدقيقة و الساعة لقياس الزمن..
- هل من مقياس آخر؟
نعم ، اتخذوا عدد دقات القلب لقياس الوقت.. بمعنى أن العلماء قد توصلوا إلى أن قلب الإنسان يدق على مدى حياته حوالى 800 إلى 900 مليون دقة!
- ماذا؟
-هى عدد دقات قلب - كل ما - نسميها ثدييات.. قلب الفأر يدق نفس العدد..
- ماذا؟
-أنت تعرفين أن فقرات عنق الفار، عنق الزرافة : سبع فقرات.
-و ماذا فعل يوسف و جدته فى الكتاب؟ هل أخذوهإلى المكتبة؟!
- لا لا .. لم تعد هناك مكتبات .. قرص الليزر الصغير عليه خمسة آلاف كتاب، ما حاجتنا إلى بناء مكتبات؟! .. اخذوا الكتاب إلى المتحف..
- كيف هو هذا المتحف لنزوره؟
- لم يعد الناس يذهبون إلى المتاحف، بل إن المتاحف تذهب إليهم فى بيوتهم من خلال كاميرات.

[صورة: 1228285sk2mof2k3l.gif][صورة: 1228285sk2mof2k3l.gif][صورة: 1228285sk2mof2k3l.gif][صورة: 1228285sk2mof2k3l.gif][صورة: 1228285sk2mof2k3l.gif]
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 06-25-2008, 08:25 PM بواسطة -ليلى-.)
06-25-2008, 08:03 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما - بواسطة -ليلى- - 06-25-2008, 08:03 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  النفق (قصة قصيرة) رائد قاسم 0 795 12-24-2013, 03:49 PM
آخر رد: رائد قاسم
  اشباح النهار ( قصة قصيرة) رائد قاسم 0 819 12-11-2013, 11:23 AM
آخر رد: رائد قاسم
  شقشقه ( قصة قصيرة) رائد قاسم 0 764 11-14-2013, 11:34 PM
آخر رد: رائد قاسم
  الرؤيا (قصة قصيرة) رائد قاسم 0 833 03-28-2013, 02:48 PM
آخر رد: رائد قاسم
  قصاص قصة قصيرة حمادي بلخشين 0 1,085 12-02-2012, 01:42 PM
آخر رد: حمادي بلخشين

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS