{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
قبيل الطوفان.
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #6
قبيل الطوفان.
Array
قد يكون هذا حقيقي
الا أنه غير واقعي
كيف ؟؟
[/quote]

هناك فرق بين مفهومين أراهما اختلطا ، الأول خاص بتأثير الإسلام السني على أتباعه ، و الثاني خاص بهيكل القيادة و السيطرة داخل المؤسسة الدينية السنية
أما كون الإسلام السني مؤثرا ، فأعتقد أنه ربما يكون الأكثر تأثيرا على أتباعه ، ولولا ذلك ما كتبت نصف ما أكتبه ضد الأصولية السنية تحديدا ، بما في ذلك هذا الشريط ، فلو كنت أنكر مثل هذا التأثير فلم أحذر منه كهوية وحيدة و حصرية ، الإسلام السني بالقطع لا يتحدث بنفسه بل خلال رموز شديدة التنوع ، لها درجات متفاوتة من التأثير ، وهذا يؤكد القضية الأخرى وهي أن الإسلام السني ( لا مركزي ) و ليس له قيادة واحدة حصرية ، و هذا يفسر الفوضى الفقهية الضاربة في أجزائه ، فهناك عديدون يتحدثون باسمه ، معظمهم من خارج المؤسسة الدينية كلية ، و هم أيضا بلا أي تاهيل فقهي نظامي ، فأشهر رموز الإسلام السني و أكثرهم شعبية في العصر الحديث غير فقهاء ، و لدينا قائمة هائلة من حسن البنا إلى كل مرشدي الإخوان ( حرفيا ) بما في ذلك مهدي عاكف ، مرورا بالدعاة المشهورين أمثال عمرو خالد و محمد جبريل ، و ليس إنتهاء بأمراء الجهاد مثل أسامة بن لادن و الزرقاوي و أيمن الظواهري و غيرهم ، كي نفهم هذه الفرعية بشكل واضح ، أعود إلى ما نشرته سابقا في شريط ( عودة المقدس ) حول التنوعات في هياكل القيادات الدينية بين الأديان و المذاهب المختلفة ، وهو أساس لدراسة يمكن أن تكون متميزة لو تناولها أكاديمي له اطلاع واسع على العقائد الدينية و علوم الإدارة معا .
وطالما وصلنا لهذه الفرعية فلا أريد أن اغادرها قبل إيضاح مبسط .
لو نظرنا إلى الكنيسة الكاثوليكية الرومانية ، سنجد أنها بحكم تاريخها تمتلك هياكلا تنظيمية فعالة بالإضافة إلى شبكة قوية للإذاعة التي تصل إلى كل مكان في العالم ،كما يخدمها عدد كبير من الدبلوماسيين الأكفاء وواحدة من أفضل الأجهزة الاستخبارية في العالم ،و كنيسة الفاتيكان مركزية شمولية تدور حول البابا و تتجاوز منطق الدولة القومية ، وهناك عدد ضخم من (المنظمات الدولية الكاثوليكية) و بالأخص شبكة كثيفة للغاية من المؤتمرات الأسقفية ، و لكثير من المنظمات الكاثوليكية صلات دولية متشعبة ، بعضها شهير مثل منظمة أوبوس داي Opus dei التي تقع قيادتها المركزية في روما ،و باكس كريستي pax Christi ، و اللجنة الكاثوليكية للتنمية و مكافحة الجوع ( CCFD) ، وهذه المنظمات تخضع لمتابعة لصيقة من قبل الفاتيكان التي تقوم بتعين قادتها .
أما الكنائس البروتستانتية فهي تتبنى نموذجا لا مركزيا مختلفا يتيح إقامة كنائس قومية الطابع ذات هياكل كنسية بسيطة ،والكنائس البروتستانتية بشكل ما هي تجمعات مدنية للمؤمنين فهي عكس الكنيسة الرومانية لا تقوم بدور الوسيط بين الفرد و الرب ، و بالرغم أن هذا النموذج يقلل من القوة الدولية للكنائس البروتستانتية إلا أنه من جانب آخر يضفي عليها قدرا عاليا من المرونة ، و يبرز في الفضاء البروتستانتي ظاهرة الحركات السلمية المرتبطة بالكنائس و اللجان التي لا حصر لها و المعنية بالتنمية الإقتصادية ،و الشبكة الكثيفة للغاية من المدارس و المستشفيات و المراكز الثقافية التي أنشئت في أقطار العالم الثالث و خاصة في إفريقيا السوداء .
أما الكنائس الأرثوذكسية فالسمة المميزة لها أنها كنائس وطنية ، و توجد مراكزها الهامة في روسيا و بلغاريا و اليونان وصربيا و الكنيسة المصرية المرقصية واحدة من أقدم كنائس العالم ، و تفتقد تلك الكنائس المركزية و التنسيق و غياب المؤتمرات و الخطاب الديني الموحد.
أما النموذج السني . فيقدم الإسلام خاصة في نماذجه السنية صورة مختلفة كلية عن الكنائس الرومانية و البروتستانتية نتيجة غياب المركزية و التنسيق في الحركات الإسلامية ، و إذا نظرنا من المنظور التاريخي سنجد أن كل المحاولات لتأسيس تلك السلطة قد فشلت ، بل ليس من المبالغة القول أن هناك استحالة ثقافية لتكوين سلطة دينية عليا للإسلام السني ، هذه السيولة التنظيمية تتيح الفرصة للدعاة المستقلين وصغار البرجوازيين تثبيث أقدامهم و التوسع على حساب الفقهاء الرسميين ، و يتميز الإسلام السني بخلوه من القيود التنظيمية و عدم وجود سياسات مركزية أو سلطة كهنوتية و أسرار مقدسة ، و بهذا يحتوى على تنوعات كبيرة من التقاليد الثقافية و المطالب الإجتماعية التي كثيرا ما يتعارض بعضها البعض ،بهذه الخاصية يمكن للإسلام أن يستوعب مختلف الحركات الإجتماعية ، وبهذه السيولة التنظيمية كان يمكن دائما للحيز الديني الإستحواذ السريع على القوى المتباينة التي انطلقت من عقالها مع تعثر مشروع الدولة القومية في المجتمعات الإسلامية ، إن تغليب العامل الديني في الفضاء السني لا يعكس إستعادة قوة الدين بشكل مدبر وبواسطة نخب دينية منظمة سلفا ،و لكن ذلك يتم بواسطة مجموعات مرتجلة تقف في منطقة وسطى بين الدين و السياسة و تشكل شبكات عبر القومية .
يشكل المقدس الإسلامي رصيدا سياسيا مضمونا يبحث عن لاعب ماهر ،وهذا ما تفعله الأنظمة الدينية الشمولية في إيران و السعودية وهذا أيضا ما حاوله معمر القذافي و متأخرا صدام حسين في صراعهما مع الغرب و أمريكا . كما يمكننا أن نلاحظ أن الإدارة اليومية للمقدس هي أحد أهم المؤثرات المؤكدة في العمل السياسي ، وهذا يبدوا واضحا في الدور المتزايد لقادة الدين الإسلامي السني كلاعبين دوليين على حساب الدبلوماسية الخاصة بأوطناهم ، مثال ذلك دور القرضاوي وهيئة علماء المسلمين .
تربط الحركات الإسلامية بشكل وثيق بين المعارضة الداخلية العنيفة و الممانعة الخارجية ،وهي في طبيعتها ثقافية تبحث عن هياكل تنظيمية ،و تنطلق من الداخل إلى الخارج ، هذه الحركات هي حركات مراجعة تعيد قراءة العلاقات الدولية قراءة إسلامية ، و ترفض في مجملها العناصر الأساسية لتلك العلاقات و التي يمكن بلورتها في الدولة ، الأمة ، الحدود ، القانون ، كما ترفض بصفة خاصة كل دعامات النظام الدولي بدءا من ثقافته الغربية وصولا إلى رفض فكرة التعايش السلمي و مواثيق حقوق الإنسان و الحريات الثقافية .
ميدانيا هناك العديد من التنظيمات المتشعبة إسلامية الخطاب ، و بالرغم من صعوبة فصل الجهادي عن الدعوي في المقدس الإسلامي ،و لكن فقط للتوضيح و لأغراض الدراسة يمكن أن نقسم التنظيمات الإسلامية إلى تنظيمات سياسية الطابع و أخرى التنظيمات الجهادية التي تنتهج سياسة الإرهاب ضد مجتمعاتها بشكل أساسي وهي التي تقود الحركة الإسلامية منذ سنوات طويلة ، بينما تقف جماعة الإخوان المسلمين في منطقة وسطى بين العنف الإرهابي و السياسة الديماجوجية . ربما أشهر التنظيمات السلمية هي منظمة المؤتمر الإسلامي 1962 م ، و جماعة الإخوان المسلمين ( في جانب منها ) و رابطة العالم الإسلامي التي تسيطر عليها السعودية و تتخذها أداة سياسية لها و جماعة التبليغ و الدعوة الباكستانية ، أما الجماعات المسلحة الراديكالية فهي عديدة و منتشرة في كل مكان و أشهرها القاعدة و حماس و الجهاد و الجماعة الإسلامية و الجماعات المغاربية المرتبطة بالقاعدة ، أسس حسن البنا حركة الإخوان المسلمين عام 1928 كحركة دولية تهدف إلى إعادة أسلمة المجتمع ،و تأسيس دولا بديلة ،ووضع أجهزة كاملة تنغرس بقوة داخل المجتمع ، و هذه الجماعة استولت بالفعل على مفاصل هامة داخل بعض الدول العربية كمصر و الأردن ، ففي مصر نجحت الحركة في الإستيلاء على كثير من النقابات المهنية و جزءا هاما من تجارة التجزئة ، أما في فلسطين فقد نجحت الحركة خلال تمرد عسكري في السيطرة على قطاع غزة و أسست فيه كيانا سياسيا أصوليا مفتقد الهوية .
النموذج الشيعي .
ربما يكون النموذج الشيعي أكثر صيغ الإحياء الديني راديكالية حيث تندمج الدولة مع العقيدة في كيان سياسي قداسي واحد ، تاريخيا ظلت المؤسسات الدينية الشيعية الرئيسية في النجف وقم و جبل عامل تقوم بدور سياسي مؤثر داخل التجمعات الشيعية ، و يعود هذا أساسا إلى استقلال تلك المؤسسات إقتصاديا خلال ممارسة التخميس ، حيث يقوم الأتباع المخلصين بتسليم خمس أرباحهم السنوية إلى المرجعيات الدينية للصرف منها على النشاطات المختلفة و منها أنشطة ذات طابع دعوي و سياسي ، كان عام 1979 نقطة فاصلة في تاريخ المقدس الشيعي ففي ذلك العام نجح الخميني في قيادة ثورة شعبية أطاحت بالشاه محمد رضا بهلوي و نظام حكمه ، و مع بداية حكم الجمهورية الإيرانية تم اعتماد نظرية الخميني في ولاية الفقيه كأساس لنظام الحكم وممارساته ، كما تم تحييد النظريات السياسية الأخرى ،ولا يمكن فهم الدور السياسي للمقدس الشيعي دون فهم نظرية ولاية الفقيه ، فهي الخصوصية التي تميز النظام السياسي الإيراني و الذي يمتد ليشمل بظله الشيعة كلهم مهما اختلفت قومياتهم ، فالشيعة يدينون في معظمهم الأعم بالمرجعية العليا للسيد خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية .
تهدف فكرة ولاية الفقيه إلى تفعيل أمر أساسي مفاده أن العلماء و الفقهاء هم ورثة الأنبياء و الأئمة المعصومين من آل البيت ،و بناء على ذلك تذهب النظرية إلى أن كل ما كان للأنبياء و الأئمة من ولاية لابد أن يؤول إلى الفقهاء ، تجسد ولاية الفقيه حسب مؤيديها الثأرالتاريخي للشيعة – أتباع نهج آل البيت - من مضطهديهم ووصولهم لإقامة دولة الشيعة الإمامية لأول مرة في التاريخ ، و حسب قول الإمام الخميني (ولاية الفقيه هي هدية الله تبارك و تعالى إلى المسلمين ) ، وهي بذلك أول نظرية سياسية يخترعها الله و يلهمها لفقيه ، فهذه النظرية و إن كانت معروفة من قبل عندما ظهرت إرهاصات الفكرة على يد محمد بن مكي الجزيني عام 1472م مستندا على نيابة الفقهاء العامة ، و هو الذي ابتكر لقب ( نائب الإمام ) الذي أطلق على الخميني ، أما تعبير ولاية الفقيه فقد ظهر على يد الشيخ أحمد نراقي كاشاني عام 1867م ، إلا أن النظرية لم تكن قائدة يوما للفكر الشيعي قبل إقرار الخميني بها ، و يعتقد مؤيدو النظرية أن المرشد له حق قيادة كل المجتمعات الإسلامية ،و نجد في الجذور أن القائد هو ( رهبر وارث بيغمبر ) أي القائد ووارث الرسول ،و أن الأمة الإسلامية بحكم الجسد الواحد لابد أن يكون لها مركزا واحدا للإرادة، ينبغي تعينه من قبل الله و هو الولي في اعتقاد الشيعة .
ربما لا يوجد مجتمع في العالم يتداخل فيه المقدس مع السياسي و المطلق مع النسبي مثل إيران ، حيث يشبه نظام الحكم فيها حكم بابوات روما في العصور الوسطى ، ومع المغامرة الحمقاء لجورج بوش في الشرق الأوسط تتفرد إيران حاليا كقوة إقليمية كاسحة ، بعد اسقاط نظام طالبان المعادي و حكم صدام حسين الذي كان القوة الوحيدة القادرة على التصدي للمشروع الإيراني، إن مستقبل الشرق الأوسط أصبح مرتهنا بمغامرة إلهية نووية إيرانية لا يعلم أحد حدودها أو أهدافها النهائية ربما بما في ذلك حكام طهران أنفسهم .
06-26-2008, 12:45 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
قبيل الطوفان. - بواسطة بهجت - 06-24-2008, 10:57 PM,
قبيل الطوفان. - بواسطة تيم المطر - 06-25-2008, 01:45 AM,
قبيل الطوفان. - بواسطة بهجت - 06-25-2008, 02:01 AM,
قبيل الطوفان. - بواسطة بهجت - 06-25-2008, 03:02 AM,
قبيل الطوفان. - بواسطة نسمه عطرة - 06-25-2008, 11:17 AM,
قبيل الطوفان. - بواسطة بهجت - 06-26-2008, 12:45 AM
قبيل الطوفان. - بواسطة Waleed - 06-26-2008, 12:27 PM,
قبيل الطوفان. - بواسطة بهجت - 06-27-2008, 12:28 AM,
قبيل الطوفان. - بواسطة Awarfie - 06-27-2008, 12:35 AM,
قبيل الطوفان. - بواسطة بهجت - 06-27-2008, 10:44 PM,
قبيل الطوفان. - بواسطة ابن نجد - 07-09-2008, 06:28 PM,
قبيل الطوفان. - بواسطة بهجت - 07-11-2008, 05:18 PM,
قبيل الطوفان. - بواسطة fares - 07-15-2008, 04:22 AM,
قبيل الطوفان. - بواسطة إبراهيم - 07-15-2008, 06:19 AM,
قبيل الطوفان. - بواسطة بهجت - 07-17-2008, 12:11 AM,
قبيل الطوفان. - بواسطة fares - 07-17-2008, 02:09 AM,
قبيل الطوفان. - بواسطة بهجت - 07-17-2008, 02:22 AM,

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS