عزيزي kimo14th:

نعم، القديس أثناسيوس تعرض للنفي والهجوم والاضطهاد. ما تقوله صحيح. لكن ماذا حدث بداخل هذه المجامع في تعاملهم مع المختلف في الرأي؟ سبق أن أمسك أحدهم بخطاب أريوس ومزقه إرباً وفتات صغيرة وداس عليه بقدميه صارخاً: هرطقة، هرطقة! بقدر ما تعرضوا للهجوم كانوا أيضا يتعرضون للآخر بالإقصاء والنبذ. في رأيك ما الذي جعل الإسلام ينتشر في جزيرة العرب وكل معلوماته عن المسيحية كانت مشوهة؟ السبب يا أخي العزيز هو أن أصحاب الرأي المستقيم والعقيدة القويمة "الأرثوذكس" كانوا يقومون بنفي الهرطقات إلى حيث لا يدرون فكانت بالتالي جزيرة العرب القاحلة في ذلك الوقت منفى "المغضوب عليهم" ( بالمناسبة، سمعت ذات مرة في منزل أقباط في فيرجينيا من أسقف البحر الأحمر أنه يتباهى أن "سيدنا البابا" يقوم بنفي "المغضوب عليهم" إلى بقعة نائية بالقرب من السودان!). فكرة نفي أصحاب الهرطقات هي السبب في انتشار مسيحية مشوهة مبتورة في جزيرة العرب وبالتالي عندما جاء محمد وهاجمها هو كان بالحق يهاجم مسيحية مارقة عن الإيمان القويم المتعارف عليه بالإجماع وقتئذ. ماذا كان يحدث لو أنهم لم يقوموا بنفي أصحاب الهرطقات لجزيرة العرب وتركوا جزيرة العرب تحتوي على المسيحية الأصلية؟ أترى كان محمد يتعرض لها بالنقد؟ أشك في ذلك. في أحد المجامع أيام أثناسيوس كما أذكر .. في ذلك الوقت كان أحد الكهنة أو الأساقفة يناله "بوكس" في وجهه لقاء اختلافه وعدم وقوفه في صف "الحق". في مرة من المرات اتصلت بشماس من الكنيسة السريانية وطلبت منه كتب أو ميامر لمار أفرام وأني أنوي شراءها فاسترسل وحكى لي عن غرامه مع مار أفرام ذلك الرجل الذي كان لا يخشى في الحق لومة لائم وعندما سار ورأى مجموعة من الهراطقة في الطريق "ضربهم" وبكل بساطة. التاريخ الكنسي يا عزيزي حافل بإرهاب الأباء والبطاركة منذ تأسيس الكنيسة وحتى يومنا هذا وليس هذا ما أقوله أنا بل هذا تاريخ وتحويه كتب التاريخ الموثوق منها والمعول عليها. المسيح شيء ومن قاموا على نشر المسيحية فيما بعد شيء آخر ولم يكونوا ملائكة بالمرة بل لهم سقطاتهم وإقصائاتهم والتي يجب أن تجعل المسيحي الحقيقي صاحب الضمير الحيّ اليقظ أن يفكر مليون مرة قبل أن يذكر العيوب لدى الآخرين ويسرع بإلقاء الحجر عليهم وبيته من زجاج أساساً.


مودتي القلبية.