السلام للجميع :

بالامس كنت قد شاهدت وثائقيا على قناة ناشيونال جيوغرافيك يتناول الوضع داخل كوريا الشمالية .....

كان الوثائقى يتابع رحلة لبعثة طبية يقودها طبيب عيون ... يحاول عبر هذه الرحلة معالجة كوريين شماليين مصابين بادواء شتى فى ابصارهم ....هذا ما يبدو ظاهريا غير ان ادواء البصيرة كانت اشد فجاعة ومأساوية من كل داء جسدي ....

ياللعار ان يكون هنالك نظام حكم مثل الذى يوجد داخل كوريا الشمالية او مانيمار .....

يالعار ان يموت نتيجة تطرف هذا الحكم البائس وسياساته المريضة اكثر من 3 ملايين مواطن خانع ....نعم خانع قانع بالعبودية بل ومستلذ بها ... فهل يعقل ان يموت الشعور فى الانسان او تصل به درجة التماوت الى هذا الحد ... عبادة مطلقة وخضوع تام

تقول معلقة فى الفيلم .. ( انها لا تدري اذا كانت عبارة الشكر الصادرة من هؤلاء المرضى اتجاه قائدهم المقدس كيم جونع ايل هى نتاج الخوف ام الايمان ... ولكها لم تلبث ان اكتشفت ان لافرق بين الخوف والايمان لديهم فقد امتزج الاثنان وصار واحدا نظرا لاجيال متعاقبة من القهر والذل والطغيان )

1000 مريض عالجتهم هذه البعثة خلال فترة 10 ايام اجريت خلالها مئات العمليات الجراحية وضمن امكانية محدودة وقد جلب الفريق الطبي معه كل ادواتهم بما فيه مولد كهربائي نظرا لانقطاع التيار المستمر .... اعاد للمئات منهم ابصارهم وبمجرد ان يزيل عنهم الضمادات ويكتشفوا ان يستطيعون الرؤية حتى يتوجهون الى صورة لكيم معلقة امامهم فى القاعة ويلهجوا بعبارات الشكر والتفخيم والتقديس ... احداهن قالت وهى تسجد للصورة .. ساظل اعمل اكثر فى مناجم الملح لكي انتج ملحا اكثر ولكى تكون سعيدا_ اننى امجدك ثم يصيح الاخرون بذات العبارة ( اننا نمجدك ) وبالطبع مترافق هذا مع التصفيق الشديد ..

منتهى الاذلال ... منتهى الانسحاق ....... منتهى المهانة ... وجوه كالحة ... مباني كئيبة ... نظرات تعيسة وبائسة وخائفة ...

في كل لقاء مهما صغر شأن موضوع اللقاء او كبر .. لابد ان يكون الثناء على كيم جونغ جزء لا يتجز منه ... الانحناء اليومي امام تمثال ايل سونغ صانع هذه المأساة ايضا جزء لا يتجزء من ثقافة هذا البلد ....

مكتبة كاملة فى مقر سكنى البعثة الطبية لا تحتوى سوى على كتابات واقياءات ايل سونغ وكيم جونع مترجمة الى مختلف اللغات ...

بلد لا يرزخ تحت نير الفقر فحسب ...بل الجهل والمهانة والذل والخوف ....

اترككم ايضا مع هذا التقرير والذى لا يختلف كثيرا عما شاهدته وعما نقلته الكاميرا رغم محاولات المرافقين هنالك تجميل الوضع او اخفاءه

" يبدو أن مستوى المعيشة يرتفع في كوريا الشمالية، ولكن هل الأمور حقا كما تبدو؟

لم أرد أن أحدق في الناس غير أنني أردت حقا التأكد مما إذا كان أي من المتسوقين يشتري السلع فعلا.

كنا في متجر للسلع بعنوان المتجر رقم واحد بالعاصمة بيونجيانج. وكان هناك ازدحام عن الدفع، حيث كان يتم الدفع بزجاجات على السير.

وكانت حقيبة يد إحدى السيدات مفتوحة لدفع ثمن المشتريات، غير أن المشهد الدرامي الجاري أمامنا نحن الزوار بدا قد توقف فجأة، أو على الأقل وصل إلى ذروته، إذ لم يظهر أي مال في يد المرأة القريبة من حقيبتها.

أما الرجل مقابلها فقد أخذ يحرك الزجاجات ويعيد ترتيبها على سير البيع، ولكنه لم يلتقطها أو يضعها في شنطة.

وأدركت أنهم ينظرون إلي وأنا أنظر إليهم.

كما بدت ابتساماتهم أيضا مثبتة على وجوههم وبدا فيها شيء أقرب إلى اليأس، وبدا لسان حالهم يطلب مني أن أحول عيني بعيدا وأكف عن المتابعة.

أكاد أكون متأكدا أنه لم تكن ثمة تخفيضات في المتجر، كما لم يكن المتجر بصدد التبرع بأي من سلعه الثمينة مجانا.

ولو كانت السلع هنا مجرد قطع تستخدم في حبكة مسرحية سياسية متقنة - لإقناعنا بأن الأخبار التي تتحدث عن نقص حاد في كوريا الشمالية غير صحيحة - فإن هذا الإتقان ربما لم يتوقع أن نكون مشاهدين على هذا القدر من اليقظة للتفاصيل.

وكان ما حدث إشارة كافية لأحد الذين أوكلت إليهم مهمة مرافقتنا لتحويل انتباهي، ودفعي بأدب ورفق بعيدا عن المكان

"مزرعة الماعز"

وسواء كانت هناك تخفيضات أو لم تكن، إذ من الصعب حقا أن أجزم، فقد أبلغني أحد الدبلوماسيين الذين كانوا معنا بعدة أمور شيقة.

أولا، صحيح أن الأرفف عليها من السلع أكثر مما كان قبل عام - إذ ثمة المزيد من الحاويات البلاستيكية البسيطة، وعدد أكثر بعض الشيء من علب السمك التي تم رصها بعناية أسفل أرفف زجاجية.

ثانيا، تمت إضاءة المكان بشكل أفضل خاصة لزيارة سكرتير الخارجية البريطانية بيل راميل.

فقد أبلغت أن هذا المتجر، وهو أمر نادر في حد ذاته، يكون منخفض الإضاءة، فالكهرباء قليلة في كوريا الشمالية ويتم تقنينها بعناية.

وفي اليوم السابق اصطحبنا إلى مزرعة ماعز لم نرى فيها أي ماعز، وكانت المعزة الوحيدة التي شاهدناها رسما على إحدى البوابات المؤدية إلى مبنى بالمزرعة.

وقيل لنا إن الماعز قد اصطحب للداخل في مكان آخر بالمزرعة، لحمايتها من الأمطار الغزيرة.

ولا شك أن الأمطار غزيرة، فقد شاهدنا قنوات صرف عميقة وممتازة محاطة بأحجار ضخمة، وكانت ممتلئة بمياه موحلة بعمق متر والمياه تنزلق بكثافة عبر منحدرات المزرعة.

ولكن بخلاف الطقس، كان من الصعب الحكم على أي شيء من مظهره.

" تردٍ "

لقد وجدت نفسي في عالم آخر.

فللوصول إلى كوريا الشمالية استغرق الطيران 12 ساعة من لندن، ومع ذلك كان شعوري وكأنني لم أبرح ألمانيا الشرقية خلال السبعينات.

ففي كل مكان تنتشر الكتل السكنية ذات الأربعة أو الخمسة طوابق بلونها الرمادي الغامق، وقد بدا عليها آثار بعد التصدع أو تآكل قشرتها الخارجية. وكانت تلك الأبنية بدون ملامح أو طبع مميز وبدت أشبه بأبنية سجن منها بشقق سكنية.

وبين تلك الأبنية تسير عربات الترام القديمة ولكني لم أشاهد سيارات ولا حتى سيارات الفان.

وكانت الشوارع الواسعة بالمدينة والتي لا بد أنها كانت مزدحمة في وقت من الأوقات تكاد تكون خالية تماما. وبين ركن وآخر تقع عين الناظر على إشارات المطرقة والسندان الضخمين معلقة على الجدران، أو شعارات تمجد مسيرة الثورة.

لقد بدت البلاد بأكملها، أو على الأقل ما أمكننا رؤيته منها، وكأنها تعرضت لانهيار أو لعطب ولا تبدو في الأفق إمكانية للإصلاح.

وبالإمكان أن يرى المرء متى انتهت أيام المجد، حينما سقط سور برلين وانهار الاتحاد السوفييتي.

فقد أصبحت منتجات كوريا الشمالية رديئة الجودة لا تجد أسواقا مضمونة، ولم تعد البلاد تتلقى استثمارات ضخمة من جيرانها الشيوعيين المتعاطفين معها.

"سحابة غامضة "

ومن المثير للدهشة حقا أن هذا النظام المتصلب تماما قد تمكن من البقاء كل هذا الأمد، ولكن الأمر لا يصبح مدهشا متى أدركت القمع الكلي الذي يقضي على أي معارضة.

فالتقارير عن معسكرات عمل ضخمة منتشرة في أنحاء البلاد للسجناء السياسيين تتسرب بين الحين والآخر من جانب المنشقين.

وحينما تحدى الوزير البريطاني نظراءه الكوريين الشماليين، ضحكوا على المزاعم بوقوع عمليات تعذيب وحشية، غير أنهم أقروا بأن العمل القسري يعد جزءا لا يتجزأ مما يطلقون عليه اسم "إعادة التأهيل".

لقد كان انتزاع هذا القدر من الاعتراف بمثابة نوع من الانفراج، غير أن كوريا الشمالية لديها سلاح لا يخفى سرا لردع أي من تساوره في الخارج فكرة تغيير النظام.

فقد جاء الانفجار الذي أثار مخاوف من احتمال أن تكون بيونجيانج قد أجرت تجربة نووية ليضيف إلى الأجواء السيريالية التي كنا نعيش فيها.

ربما لا نعرف أبدا ما الذي تسبب في السحابة الضخمة التي ارتفعت فوق الجبال في الشمال، ومن المفهوم أن البلدان المجاورة تعاني من الشك المرضي في كوريا الشمالية حتى أنها سرعان ما وصفت السحابة بأنها على شكل الفطر، وهو ما يرتبط بالسحابة النووية.

وفي كوريا الشمالية لا شيء في الواقع كما يبدو في الظاهر. لقد توجهت إلى هذا البلد وأنا أتوقع أن أعود من الزيارة مطلعا أكثر على الأمور، إذ هكذا يمني الصحفيون أنفسهم.

وربما اكتسبت اليسير من الدراية.. ولكن ما خفي كان أعظم. " ( بقلم جيمس روبنز )

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	مظاهرات ضد العدوان على لبنان تخرج من تل أبيب ولا تخرج من الرياض..ياللعار!	shahrazad	31	4,529	07-28-2006, 05:59 PM آخر رد: shahrazad