Array
النقطة 2 :
أمريكا تملك قرار العالم اليوم و تؤثر في حياتنا بشكل عام ..
هذا يجعل أمريكا (أنظر السؤال السابق) مجرمة لانها :

الجواب : تمارس سياسات استعمارية سائرة على خطى الدول الاستعمارية التي سبقتها.
[/quote]

أعتقد أن النظر للسياسات الأمريكية حاليا يحتاج لنظرة اكثر شمولية :

منذ الحرب العالمية الثانية و الإنفاق العسكري في تزايد مستمر
بسبب التهديد الشيوعي الذي كان الأمريكان يتحسبون له و يعتبرونه مهددا لطريقتهم في العيش.

و بسبب إنهيار الشيوعية و إنكسار الدولة في روسيا قل الإنفاق العسكري الروسي لأقل من النصف ثم أقل من الربع.
بينما لم تقلل أمريكا الميزانية العسكرية إلا تدريجيا بسبب شعور الأمريكان بالإرتياح لزوال الخطر الشيوعي.

لكن لان أمريكا أصبحت دولة متفردة بقوته كان من الطبيعي أن تستخدم آلتها العسكرية لنشر الرأسمالية و الليبرالية السياسية في العالم.
نشر الراسمالية يصب في مصلحتها بشكل مباشر لانها تبحث عن منابع البترول و أسواق جديدة بشكل دائم.

للأسف فإن إنهيار الشيوعية تسبب في عودة العالم إلي الحقبة الإستعمارية رأسا : فترة ما قبل التوازنات بين اليمين و اليسار
يعني بإختصار فإن المسئول عن السياسات الإستعمارية حاليا هو فشل التجربة الشيوعية و تراجع اليسار عالميا.

أمريكا كدولة و كأفراد شعب ليسوا مسئولين عن تلك السياسات, بل هي صنيعة أباطرة الإقتصاد في العالم في أوربا و أمريكا و اليابان.
الحل هو في إصلاح البيت الإشتراكي من الداخل أو تأسيس بديل للرأسمالية بشكلها الحالي يتلافى عيوب تلك الراسمالية.

انا لا اظن أن هذا سيحدث بصراحة ..
السيناريو الأقرب للواقع و الماشي فعلا في الوقت الحالي هو ان العالم يتجه للعولمة الإقتصادية بخطى متسارعة :
الكيانات الإقتصادية الضخمة المندمجة و الشركات العابرة للقارات المتعددة الجنسيات ستصبح قريبا لها دور أكبر فأكبر في السيطرة على عالم الغد.
التفاوت بين دخول الأغنياء و دخول الفقراء سيتزايد بإطراد
و لكن النمو الإقتصادي سيستمر إلي أن يتوازن المستوى المعيشي و الإقتصادي لكل مناطق العالم.

الزمن القادم كله هو زمن الراسمالية و اليمين النيو ليبرالي رغم كل عيوبه فهو الأصلح للإنسانية و اللاعب الأوحد للاسف.
أوربا لم تتوحد بعد و الصين لم تعلن نديتها لامريكا بعد ..
في أقل من نصف قرن سينقسم العالم إلي إمبراطوريات ضخمة مندمجة تتقاسم العالم كله.

أنا اتخيل العالم القادم كحالة ليس لها مثيل عبر التاريخ ..
فعصور إنكسار و سقوط الإمبراطوريات إنتهى بغير رجعة :
و كل امة تنجح في التنمية الشاملة ستقف في أول الصف منتظرة بقية الأمم لكي تحقق تنميتها و تقف موازية لها.

الحديث عن العدالة الإجتماعية يعتبر مات بإنهيار الإتحاد السوفيتي و فشل التجربة الإشتراكية العظيمة ..
لن يعاد إحياء العدالة الإجتماعية و دولة الرفاه قبل أن يتم تنمية أفريقيا و امريكا الجنوبية و كل آسيا عن طريق الرأسمالية العالمية.

انا لست خبيرا و لم أقرا ما يكفي بخصوص التنبوءات الإقتصادية للعالم و لكن لي بعض رؤية و بعض الإنطباعات.

خلاصة الكلام هي أن امريكا ليست دخيلة على الإنسانية ..
بل إن حتى سياساتها الإستعمارية تعمل ضمن سياقها الطبيعي في نمو الوعي الإنساني للتعامل مع مشاكله المادية.

لو كانت الراسمالية قد حققت نموا كبيرا في البلاد العربية لرأيت ميلا إستعماريا في سياساتها بطريقة طبيعية جدا ..
اليابان أيضا كانت إمبراطورية إستعمارية و بريطانيا و فرنسا و كل دولة إستطاعت ان تحقق نموا كافيا لتبحث عن أسواق و موارد جديدة.

لا يوجد شياطين من نسل بني الإنسان.