نوال السعداوي تطالب بتعديل القرآن في إسبانيا
كريستينا قسطنطين

إضغط لتكبير الصورة التقطت الصحيفة الاسبانية "إلموندو" كلمات نوال السعداوي التي القتها في خطاب شديد القوة والحساسية وقالت: "أفضل الموت علي عدم التعبير عن رأيي".

قالت نوال سعداوي أمام جمهور الندوة إن الدين هو نتاج السياسة وتعجبت من ان البعض ينتحر بسببه".

وتساءلت سعداوي: "من الذي اختار دينه من بينكم؟ إنما نحن ورثناه" .

واضافت نوال إن الإسلام يقول إنه توجد مسئولية مباشرة أمام الله ، الذي يريد أن يفهم كل انسان الدين جيداً ولا يتبع تفسيرات الآخرين. وأكدت سعداوي أنه لابد أن نستعمل عقولنا لأن قوة الإنسان في عقله. فما خلق الله الدين، إنما الإنسان هو الذي خلق الدين.لم تتوقف دكتورة نوال واستمرت في صدم حاضري الندوة وقالت إنه "من الخطيرالاستمرار في عبادة القرآن" وطالبت بتعديله ليتوافق مع الحياة المعاصرة وهو ما جعل حاضري الندوة من السيدات المسلمات في حالة ذهول مما تقوله سعداوي.

تصر تعاليم الإسلام الحرفية علي ضرورة توافق كل قواعد القرآن والسنة الإسلامية المقدسة وأنه لا بد من قبولها بالكامل أو رفضها تماما. لذلك ترفض الكاتبة المصرية تقدير الناس علي أساس الدين وتعترض علي وجود اسرائيل كدولة دينية والتي أُسست علي أساس آية من التوراة. أوضحت سعداوي أن ادعاء الشخص انه مسيحي أو مسلم أو يهودي انما يمثل علامة للتجارة بالدين وتمنت أن تسود العدالة في المستقبل".لاحظت سعداوي بعد أن درست القرآن والإنجيل والتوراة وجود كثير من التشابهات بينها فيما يتعلق بالعنصرية لأنه "يُعتبر من لا يؤمن بما نؤمن به فهو مرتد".

تذكّرت سعداوي حديثا لها مع جدتها وابيها وأوضحت أن - في رأيها - "الله هو فكرة وليس كتابا مطبوعا".الإسلام اليوم ليس نفس الإسلام منذ مائة سنة وهو يتغيّر في كل دولة لأن كل دولة تفسره حسب مصالحها". لذلك من الضروري تجنب المناقشات العقيمة كقضية ارتداء الحجاب واستبدالها بمناقشة المشاكل المهمة كالفقر التي هي من أهم مشكلات العالم اليوم.

وذكرت الصحيفة الاسبانية أن الكاتبة بدأت بعد ذلك هجومها ضد النظام العالمي وقالت: "إنه ظالم ومبني علي أساس ذكوري وبررت رفضها للانظمة الدينية لان الارض في الاساس كانت بلا دين. واوصت بضرورة العمل من اجل اصدار دستور يكفل العدالة وهي القضية التي يجب تبنيها بديلا عن قضية الحجاب لأنه لو تحدثنا عنه سننسي القضية الأساسية. يوجد في العالم كثير من القوي غير المتكافئة والتي جعلت العالم غير متوازن . وهو ما يدفع أصوات المعارضة للصمت". النساء أيضاً - في رأي الكاتبة - ضحايا هذا النظام وأشارت إلي النساء اللواتي يلبسن الحجاب وفي نفس الوقت يرتدين ملابس غير محتشمة وقالت: "إن النساء ضحايا قوانين السوق والتجارة. سواء كشف الجسم أو تغطيته هي أوامر السوق وليست اختيارات شخصية حرة".واضافت أن "المشكلة الأساسية هي حجاب علي العقل"..انهت سعداوي كلامها الصادم بتصفيق الجمهور عندما قالت: "ليست المرأة الشيء الذي يجب أن نغطيه حتي ولو بأدوات تجميل عقيمة لتظهر أصغر من سنها!".