من يقرأ تاريخ المنطقة يصل الى قناعة شديدة أن أمريكا و السعودية قد دحرا اليسار العربي دحرا بينا. ظهور عبد الناصر في منتصف الخمسينيات الى تهاية الستينيات بكاريزميته و صدقه المعهودين, هو الذي دفع العصابات العربية في سوريا و العراق و ليبيا و غيرها من عصابات اليسار المحتال الى اتباع الطريقة الناصرية في النهج السياسي الخارجي في عدائه لاسرائيل.

و في غضون بضع دقائق كشفت الأمة العربية أن هؤلاء اليساريين المشوهين ليس لهم علاقة بعبدالناصر أو النهج الناصري من قريب أو بعيد. وحتى لا يفضح أمر تلك العصابات, بنوا السجون و المعتقلات و حشروا فيه الأمة. قتل من قتل و نفي من نفي, ثم تربعوا على رأس الأمة بقوة النار الحديد و ساموا الأمة سوء العذاب.

اليوم لم يبقى من هذا اليسار سوى دولتين و حزب. ايران - سوريا - حزب الله. وايران يسارها شيعي ضد السنة وأمريكا بشكل خاص. و سوريا دولة علمانية بلا ريب (قد يكون هذا عزائنا الوحيد في عائلة الأسد), ولا داعي لشرح ماهية حزب الله, فهو حزب شيعي صرف, يقيم علاقة جيدة مع الماروني الشهير ميشيل عون زعيم حزب الاصلاح و فرنجية راعي المردة, و الغريب أن الحزبين اللبنانين هما من اليمين الى عهد قريب..

و السؤال الذي يطرح نفسه: مالذي جمع بين الشامي و المغربي؟ ما علاقة ايران بسوريا بحزب الله, وكلهم متناقضون متنافرون عقائديا وأيدلوجيا؟ هل لأنهم يحاربون اسرائبل, او بدقة هم في حالة حرب دائمة مع اسرائيل؟ ام أن هناك أمرا آخرا لا أفهمه..

أعتقد أن ضرب المفاعل النووي في ايران سيجعل من هذه المنظومة الثلاثية الأبعاد أكثر تهذيبا وأكثر تواضعا..

تحياتي

حسام راغب..