بصراحة عصر سايكس بيكو كان عصرا محترما ..
كانت الدولة القوية لها إحترامها و بالتالي مسئولياتها تجاه الدول الأضعف منها ..

ربما لا يصح إنسانيا أن يسود إنسان على غنسان أو شعب على شعب أو دولة على دولة ..
لكن للقوة و التقدم إحترامهم و قيمتهم.

لو أن الأمم المتحدة مثلا تشرف على الأنظمة الموجودة في كل دول العالم و تلزمها بالميثاق العالمي لحقوق الإنسان و الإعلانات التي أتت بعد ذلك ..
يعني يوجه مجلس الأمن إنذار للنظام الإيراني لكي يقر دستورا علمانيا و ديموقراطية حقيقية و يتخلى عن العدوان و إلا تتكتل عليه دول العالم الديموقراطي المتقدم و تحاربها حتى تسقط نظامها.

و يوجه مجلس الأمن إنذار لامريكا مثلا لكي تتخلص من عقوبة الإعدام و تقبل محاكمة مجرمي الحرب لو كانوا امريكان و تتبع سياسات بيئية تحد من تلوث الكوكب ( كما في إتفاقية كيوتو )
و إلا سيتحد عليها دول العالم المتقدم الديموقراطي ..

نظام دولي واحد و محايد يخضع له الجميع و يكفل التعايش و التقدم لكل البشر ..

لكن نحن مازلنا نعيش في غابة حضارية كما هو واضح :
لكن الغابة الحضارية لا هي تتبع نظام الغابة حيث البقاء للأقوى و لا هي تتبع نظام الحضارة حيث قانون واحد يسود على الجميع.

نحن نعيش مرحلة تحول عالميا : مرحلة ما قبل العولمة السياسية و الإقتصادية
و حتى يكتمل هذا التحول ستزيد الفوضى و ستخرج الأيديلوجيات و الأديان التي سادت مئات السنين من باطن الأرض لكي تزيد الوضع سوءا.
و في النهاية سيضطر العالم أن يخترع حكومة عالمية محايدة بنفس الآلية التي قامت بها أول دولة قومية في العالم ..
الحاجة التي هي ام الإختراع هي التي جعلت الملك مينا يوحد القطرين و ستضطر العالم ان يتوحد كما تفعل اوربا الآن ( اتصور أن أوربا بالذات هي نموذج مصغر لمستقبل العالم) لكن بعد أن يستنزف عسكريا و أمنيا و إقتصاديا في حروب واسعة متتالية.

برضه الإنسان رغم ذكاؤه و تفوقه يعتبر صنف يخاف مايختشيش ..
و الواحد إن لم يرى بعينيه إبنه او إبنته او أسرته كلها تموت أمام عينيه لن يقبل حلول وسط أو يلجأ للسلم.

غدا نتفرج عما سيحدث لو إمتلكت إيران سلاح نووي أو نط الإسلاميين على الحكم في باكستان.
ربما يتوحد الإسلاميين على دار الكفر في العالم ..
جبهة تضم المسلمين ضد المسيحيين و الهندوس و اليهود

لكن في النهاية سيستقر العالم و يتوحد.