استاذ ابانوب

مع احترامي لقصتك الا انها لا تصلح للإقناع لأنك لا تستطيع ان تلزمني بما الزمت به نفسك

لو اخذنا القصة بعيداً عن الخلافات الطائفية والاديان فإني اراها كقصة روائية شيئ ممتع مع انها لا تخلو من التجاوزات على الإسلام كالقول الصريح ان فلان كذاب او ما شابه، ولكن هذا شأنك في كتابة الموضوع ولا امانع ان تقول في نقاشك ان فلان المقدس عندي هو كذاب لأني اؤمن بأن احداً منا لا يستطيع ان يجبر الآخر على الإلتزام بما هو معتاد لديه

في كل الاحوال فأعتقد ان قصتك من ناحية الخلاف العقائدي ولأنها مصاغى لهذا الغرض فهي لا تصلح الا لشخص مسيحي لتقوية إيمانه اما غير المسيحي والمسلم بالتحديد فلا تصلح له مثل هذه المواضيع سيما انها تحادث المسلم على انه اجهل العقليات عرفها التاريخ، واقصد بذلك انه لو كنت مكان محمد لكانت تساؤلاتي واجوبتي مختلفة.

هذه نقطة سلبية تحسب في الموضوع حيث انه يخاطب المسلم على انه عقلية ساذجة وانظر مثلاً:

محمد (بصوت متهدج و الدموع فى مقلتيه) : أمال مين هو محمد ؟

اعتقد انك ترى البساطة والسذاجة في سؤال محمد السعودي الذي يتحدث بلهجة مصرية

وفي المقابل انظر كيف تكون جدية الجواب من هذا المعرف بإسم ( الملك العظيم )

الملك العظيم : مكتوب فى الإنجيل : فقبض على الوحش و النبي الكذاب معه الصانع قدامه الايات التي بها اضل الذين قبلوا سمة الوحش و الذين سجدوا لصورته و طرح الاثنان حيين الى بحيرة النار المتقدة بالكبريت (رؤيا يوحنا 19 : 20)

والنقطة الثانية السلبية هي ان هناك مشكلة فلسفية لا تتناسب مع الوضع وهي متمثلة في هذه الجملة:

( آلم تعرف أن فى جسدك هناك روح .. الا تعرف أن الروح هى الأساس )

وضع المسلمين مختلف كثيراً عن وضع بقية التيارات الفكرية، فالإسلام يعتبر من اكثر المدارس التي تؤمن بوجود الروح

اتوقع ان هذه العبارة ممكن ان توجهها الى شخص يعتبر بالمادية الديالكتيكية

لا تنسى ايضاً ان اول من اعطى تفسيراً مقنعاً للروح هو شخص مسلم، مع ان هناك سؤال فلسفي يلح على المؤمنين بالروح من مسيحيين ومسلمين، لن اثرثر كثيراً خارج الموضوع وبالتالي فهذا هو ما اود ان اشير اليه في المشكلة الفلسفية التي لا تتناسب مع وضع الفرد المسلم

نقطة ثالثة اود ان اتحدث فيها بشكل سريع وهي تساؤل بسيط جداً حول استخدامك لعبارات مثل:

( أعطيتك عقل لتستخدمه )
( أنا أديتك عقل )

بالنسبة الى محمدك يا سيدي الذي في القصة فهو آمن بالقرآن لأنه ليس له عقل ولذا انت تردد في القصة آتيتك عقل واعطيتك عقل وانه اعمى بصيرة.

هذا في ما يخص من يؤمن بالقرآن، ولكن ماذا في من يؤمن بالإنجيل ؟

هل تعتقد ان الإيمان بالقرآن والإيمان بالإنجيل شيئ مختلف كثيراً ؟

اذا هذا لم يكن قائماً على العقل فهذا ايضاً ليس قائماً على العقل، مع اني لم اقرأ الا انجيل متى ولكن لا اعتقد ان الانجيل يقدم لنا دراسات علمية في معرفة الله وإثباته او في إثبات إلوهية المسيح، بل اعتقد انه يتحدث حول الإيمان

بالنسبة لي فأنا اعتقد اني أؤمن بالله لأنه لا يخضع للعقل والمنطق

وبما ان المتحدث في القصة يبدو انه احد جهابذة الفلاسفة العالميين وبعد كل كلمة يشتم ويرفع صوته وينادي بالعقل فنحن نطلب شيئ غاية في البساطة عليه، هل من الممكن ان تثبت لنا الله بطريقة عقلية ؟ وليس الله فقط بل المسيح الذي اقصده، وطبعاً لا داعي لإستخدام الآيات الانجيلية وكلمات مثل قال المسيح: انا الآب او ما شابه، فنحن نتحدث عن العقل وليس عن الآيات الإيمانية

موضع آخر يثير التساؤل في القصة التي تطرحونها سيادتكم في النص:

( لقد قلت لك : تعالوا الي يا جميع المتعبين و الثقيلي الاحمال و انا اريحكم (متى 11 : 28) )

هل تعتقد ان محمدك قد آمن ان هذا هو الطريق الحق وطريقة المسيحية وهنا هي الإشارة الى المسيحية بمجرد هذه الكلمات ؟

الا يعلم هذا الذي يدعى ( الملك العظيم ) انه يجب ان يلزم محمد بما يلزم به محمد نفسه ؟

لابد انك تمزح حين تطرح هذه الآية وتقول انها الإشارة الى احقية اتباع الدين المسيحي من دون غيره من الاديان

وانظر الى هذه الكلمة:

( و آلاف من أخوتك المسلمين أمنوا .. لا تلوم غيرك .. لآنك أنت من أهلك نفسه بنفسه . )

هل من العدل ان نلقي التهم يميناً ويساراً دون ان نأتي بإثبات واحد على الاقل ؟

ولن اطلب منك ان تأتينا بآلاف المسلمين الذين آمنوا بالمسيحية ولكن ربما لا يعلم ( الملك العظيم ) ان هذا لا يعتبر دليلاً على صحة المسيحية ابداً

وخذ هذه العبارة والدليل القوي:

( و تركت لكم المسامير التى دقوها فى يدى و قدمى )

هل هناك من تحقق ان المسامير هي التي دقت في يدي وقدمي السيد المسيح ؟

هل قمت بعمل فحص للدم وطابقته بدم السيد المسيح إن وجد لديك ؟

هل هذا هو العقل الذي ينادي به ( الملك العظيم ) ؟

في الحقيقة يا عزيزي موضوعك يثير الكثير من التساؤلات ولكنه من ناحية روايته فهو ممتع في القراءة

مع تحياتي