{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
حول امكان التسلسل اللانهائي
Enki غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,490
الانضمام: Mar 2007
مشاركة: #1
حول امكان التسلسل اللانهائي


مرحباً

احدى اهم مرتكزات اثبات وجود الاله عند المؤمنين هو اثبات استحالة وجود سلسلة من العلل لابداية لها، وهذا في حقيقة الامر نوع من برهان الخلف، حيث يثبت بطلان النقيض ليصح نقيضه، فلما يثبت ان العلل لايمكن ان تكون بلا بداية، فانه اتوماتيكياً يثبت النقيض اي انه يوجد هناك علة اولى.
في سبيل هذا تطرح ثلاث حجج، سنمر على هذه الحجج ونرى مدى حجيتها.

برهان المشائين

البرهان الاول هو ما يطرحه المشائون (اتباع ارسطو – انظر على سبيل المثال بداية الحكمة للطباطبائي) وملخص الاثبات هو ان وجود سلسلة من العلل لابداية لها يلزم منه التنافي، لانه سيكون عندنا وسط بلا طرفان، اي انه سيكون عندنا وسط ليس وسطاً (التنافي).

تفصيل ذلك هو اننا اذا اخذنا سلسلة منتهية من العلل مكونة من ثلاث حلقات، بحيث تكون الحلقة الاولى علة للحلقة الوسطى والحلقة الوسطى علة للحلقة الثالثة والاخيرة، فلكل حلقة من هذه الحلقات حكم واجب لها، فالحلقة الوسطى معلولة لما سبقها وعلة لما لحقها، بينما الاولى علة فقط لما بعدها والاخيرة معلولة فقط بما سبقها. فاذا فرضنا ان هذه السلسلة كانت لانهائية فان كل حلقة فيها ستكون علة من جهة ومعلولة من جهة اخرى، اي انها ستكون وسطاً، ولما كانت وسطاً كان لابد لها من طرف، ولما كان الحال ان السلسلة اللانهائية لا طرف لها فسيكون عندنا وسط ليس وسطاً وهو التنافي الممتنع، لذا فان سلسلة الحوادث اللانهائية مستحيلة.

رد برهان المشائين

في الحقيقة هذا البرهان يعاني من مغالطة ايهام الانعكاس، وهو ان يغلط صاحب البرهان فيبدل بين المحمول والموضوع بعد ان ثبت احدهما للاخر، فحينما نقول:

كل عسل اصفر....

فهذه قضية قد تكون صادقة وبديهية لنا، لكن قد يخطأ المبرهن فيعكس طرفي القضية:

كل اصفر عسل...

وهنا يقع في المحظور لان العكس لايصح دائماً كما في المثال المذكور، لانه ليس كل شيء اصفر هو عسل.

برهان الطباطبائي يبدا بملاحظة ثبوت صفة العلية والمعلولية للحلقة الوسطى من السلسلة المحدودة، اي:

كل حلقة وسطى هي علة ومعلول

ولكن حينما يدور الحديث عن السلسلة اللانهائية فان المبرهن يغالط بقلب القضية، فيسمي العلة والمعلول حلقة وسطى، اي:

كل علة ومعلول هو حلقة وسطى.

وهذا ايهام واضح جداً.

البرهان الثاني

هذا البرهان يعتمد على اصالة الوجود، فوجود الممكن المعلول هو وجود رابط وليس وجود حقيقي، اي انه اذا قيس الى ذاته كان خالياً من الوجود وانما يكون موجوداً بافاضة الوجود عليه من غيره، فلو فرضنا وجود سلسلة لانهائية فان هذا يعني تحقق الوجود الرابط بلا وجود ذاتي تتكأ عليه.

رد البرهان الثاني

البرهان هذا يصدق فقط في حالة العلل الوجودية، والحدوث عندنا ليس هو خروج الشيء من العدم، لان هذا مستحيل، اي الحدوث عن عدم مستحيل كما قلت في موضوع "لماذا لانؤمن بالخلق من العدم"، وانما الحدوث هو التغير سواءاً كان كميا او نوعياً، فاذا استثنينا العلل الوجودية فليس في البرهان ما يمنع من تسلسل علل ليست بالوجودية الى ما لانهاية.

البرهان الثالث

هذا البرهان يبتني على تحليل معنى اللانهاية، فاذا فرضنا ان هناك سلسلة لانهائية فان هذا يعني انه قد تصرم ما لانهاية من الاحداث، اي انه حصل هناك نهاية للامنتهي، ولما كان اللانهائي لاينتهي فان هذا يدل على محدودية الاحداث، وبالتالي وجود بداية للسلسلة العللية.

رد البرهان الثالث

في الحقيقة المغالطة هنا هي في تصور معنى الحدث، من حيث انه تصور لكون الحدث يتصرم ويمضي، بينما ليس الامر كذلك على الاطلاق، فما يتصرم وينقضي حدثان وليس حدث واحد.

تفصيل هذه المسألة تتضح لنا عن طريق ملاحظة الزمن، فمثلاً نحن ندرك بالبديهة ان الزمن يمضي وان ثانية واحدة تمضي، ولكن لو نظرنا الى هذه الثانية، لوجدناها قابلة للتقسيم الى ما لانهاية من الاجزاء، فاذا كان هناك عدد لانهائي من اللحظات الزمنية في الثانية الواحدة، فكيف تنقضي هذه الثانية؟ كيف يمر عدد لانهاية له من اللحظات؟

الجواب هو ان اللحظة لاتمر، ما يمر هو الفترة الزمنية، أما اللحظة فهي مثل صورة جامدة لشيء ما، فانت حينما تلتقط صورة فوتوغرافية، فانت تأخذ صورة للواقع في لحظة ما، هذه الصورة لا حركة فيها على الاطلاق، فلايقال ان اللحظة تمر، وانما الفترة الزمنية تمر، وما اللحظة الا حلقة رابطة تربط ما قبلها بما بعدها من لحظات الزمان.
وهكذا الحدث، فالحدث هو مثل وجود كرة على منضدة البليارد، وحينما تتحرك الكرة يكون لدينا احداث متتالية، فهي الان فوق النقطة الاولى، وبعدها فوق النقطة الثانية، وبعدها تصطدم بتلك الكرة، وهكذا. فالحدث بحد ذاته لايمر وانما حدثان كما في وجود الكرة في مكانين مختلفين، هو ما يمر وينقضي. هذه هي المغالطة في الامر.

اضف الى هذا ان الاعتراض في حقيقة امره هو مغالطة الالتجاء الى الجهل، فالمعترض يحتج بجهله لكيفية حصول شيء لا بامتناع حصول شيء، ذلك اننا لانملك رياضيات تتعامل مع اللانهائيات، فنحن لانعرف كيف نطرح:

ما لانهاية - ما لانهائية
او ما لانهاية ضرب صفر

ليس عندنا رياضيات لهذا الامر، وبالتالي فتحديد كون هذا الامر غير ممكن هو احتجاج بالجهل.

الامر الاخر هو ان المعترض فرض بداية للسلسلة، بينما السلسلة لابداية له، فاستحالة الوصول الى الحدث الحالي يفترضها المعترض اذا وضع حدث اول واضاف له ما لانهاية من الاحداث، يعني حتى يبين استحالة الامر في مثال الجندي فهو يقول: ان وصول الامر الى الجندي الاول سيمر بعدد لانهائي من الجنود وبما انه لانهاية للامنتهي فاذن لن يصل الامر للجندي الاول، اي، انه يشير الى هذه العملية:

1+ مالانهاية= ما لانهاية

والاستحالة هنا منشؤها فرض بداية للسلسلة التي فرضنا انها لابدية لها، فالعملية الصحيحة هي:

- مالانهاية + مالانهاية

وهي عملية غير معرفة رياضياً، فالاحتجاج هنا هو التجاء للجهل وليس اعتراض على الاطلاق.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 07-12-2008, 02:33 AM بواسطة Enki.)
07-12-2008, 02:32 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
حول امكان التسلسل اللانهائي - بواسطة Enki - 07-12-2008, 02:32 AM
RE: حول امكان التسلسل اللانهائي - بواسطة Enki - 05-28-2009, 09:19 PM,
RE: حول امكان التسلسل اللانهائي - بواسطة Enki - 05-29-2009, 12:49 AM,
RE: حول امكان التسلسل اللانهائي - بواسطة Enki - 05-29-2009, 03:22 PM,
RE: حول امكان التسلسل اللانهائي - بواسطة Enki - 05-29-2009, 07:06 PM,
حول امكان التسلسل اللانهائي - بواسطة سهيل - 07-12-2008, 06:38 PM,
حول امكان التسلسل اللانهائي - بواسطة الحر - 07-12-2008, 11:56 PM,
حول امكان التسلسل اللانهائي - بواسطة Enki - 07-13-2008, 12:07 PM,

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS