كنا قد وددنا من الزميل أبانوب أن يفترض لنا حوارا متصورا بين من يراه هو المسيح، وبين ارنولد دي شاتييه الشهير بأرناط، وهو أمير قلعة الكرك الصليبي الذي هاجم الحجاج العزل قائلا دعوا محمدكم يخلصكم، ناقضا بذلك الهدنة الأخيرة قبل تحرير القدس مع السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله.

وكل الحوارات مهما كانت، لن تغير من واقع أن الله واحد أحد، فرد صمد، لم يلد ولم يولد، متنزه عن الشبيه أو الشريك أو الإبن أو الولد، تعالى عن الناس ومشابهتهم في أمورهم، تفرد عن الخلق ومخالطتهم في خلقهم، لم يتخذ وليا من الذل، تبارك اسمه وتعالى جده.
ولن تغير من واقع أن الله قد بعث أنبياء ورسلا إلى كل قوم ليردوهم إلى الله، وقد اختص بني إسرائيل بطائفة منهم حجة عليهم لزيادة تكليفهم بأمر طالما أهملوه، ألا وهو نصرة النبي الأمي الخاتم العاقب الحاشر، البشير النذير والسراج المنير، محمود السماوات والأرض رسول الله محمدا.
وقد ختمت أنبياء بني إسرائيل بعبد الله ورسوله المسيح عيسى بن مريم عليه وعلى أمه صلوات الله وسلامه.
ولن تغير من واقع أن الله قد اصطفى من خلقه أحمد ليكون للعالمين نذيرا، واصطفاه وطهره واصطفاه، وجعله سيد الناس في الدنيا والآخرة، فعليه وآله صلوات الله وسلامه وبركاته، إنه حميد مجيد.

(قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا وأنتم شهداء)