تشكيل «مجالس الصحوة» يشقّ تحالف الجماعات المناوئة لـ «القاعدة»... تصدّع «المجلس السياسي للمقاومة»:انشقاق فصيلي «المجاهدين» و «الفاتحين»
بغداد الحياة - 15/07/08//

انسحبت جماعتان مسلحتان عراقيتان من تنظيم «المجلس السياسي للمقاومة العراقية» و «جبهة الجهاد والاصلاح» اللذين جمعتهما بتنظيم «الجيش الاسلامي»، بسبب «عدم تطبيق الثوابت الشرعية». جاء ذلك في حين طالب «الجيش الاسلامي» في بيان أمس بفتح تحقيق في حادث اقتحام مسلحين مسجداً في أبو غريب وقتل عدد من المصلين فيه.

وذكرت جماعتا «جيش المجاهدين» و «جيش الفاتحين» في بيان أن انسحابهما من تنظيم «المجلس السياسي للمقاومة العراقية» جاء بسبب «عدم تحقق المصالح الشرعية التي من أجلها شُكلت الجبهة ثم المجلس السياسي، فأردنا المحافظة على ثوابتنا الشرعية». وأضاف البيان: «ترجح لدينا عدم التأثير، ناهيك عن التغيير أو التصحيح، فأردنا النأي بأنفسنا وأخوتنا عمّا يحدث، وذلك بالمفاصلة معهم في أمر نعتقد بأنه على خلاف مع الثوابت الشرعية الضرورية لمواصلة الجهاد. فبانت لنا حقائق خطيرة، وكان بعضها يقال، لكنها لم تثبت عندنا بوسائل الإثبات الشرعية. فلما ثبتت عندنا، استفرغنا الوسع في النصح وبذلنا الجهد في إبلاغ النذر من دون أن يتحقق ما نصبو إليه».

وزاد: «وها نحن نشهد الله تعالى أننا كما اجتهدنا في العمل على إيجاد جبهة الجهاد والإصلاح والمجلس السياسي لله وفي الله، فإننا نفارقهما فيه ولرضاه». وكان تنظيم «المجلس السياسي للمقاومة العراقية» تأسس عام 2007 من تنظيمات «الجيش الاسلامي» و «جيش المجاهدين» و «جيش الفاتحين» و «أنصار السنّة - الهيئة الشرعية» و «حماس العراق»، لكن خلافات دبّت بين الأطراف المتحالفة التي اجتمعت على رفض منهج تنظيم «القاعدة» في العراق مع ظهور مجالس «الصحوة» في العراق وتبادل الجماعات المسلحة الاتهامات حول مشاركتها ضمناً في تلك المجالس.

وجاء في بيان آخر عن «المجلس السياسي للمقاومة» تلقت «الحياة» نسخة منه أن فصائل المجلس فوجئت بقرار «جيش المجاهدين» و «جيش الفاتحين» الانسحاب. وأشار البيان الى أن «الفصيلين أبلغانا بالقرار قبل ساعة من نشره في وسائل الإعلام». وزاد: «نحن في المجلس السياسي نستغرب تصرف إخواننا، وآلية اتخاذ قرارهم، وما أعلنوه من أسباب لخروجهم».

وتابع البيان «أن الإخوة في جيش المجاهدين هم أحد الأطراف المؤسسة في المجلس السياسي. أما الإخوة في جيش الفاتحين، فالتحقوا بالمجلس بعد أشهر من بدء الاتصالات بالتنسيق مع إخواننا في الجيش الإسلامي». وأضاف: «أن كل أعمال المجلس كانت تتم بالتوافق لا بالتصويت، ولم يصدر أي بيان أو موقف إلا بإقرار كل الأطراف».

وزاد أن «القائمين على المجلس السياسي هم من أهل العلم الشرعي العاملين في ساحة الجهاد منذ بدء الاحتلال، ومنهم من كان في هذا الميدان قبل الاحتلال بسنين، وكانت تتم مراجعة كل قرار من فصائل المجلس كلها، وهيئاتها الشرعية، ومنها جيشا المجاهدين والفاتحين، ولا نعلم أبداً بأي قرار اتخذه المجلس السياسي فيه مخالفة شرعية، ولم نتلق نصحاً من شركائنا في باطل وجدوى أي قرار».

وأشار الى أن «من أهم أسباب تشكيل المجلس هو صوغ آلية تفاهم بين الفصائل ومحاولة لتوحيد خطابها السياسي ومواقفها الكبرى». ورأى أن «هذا الانسحاب المفاجئ جعل أطرافاً تتصيد في الماء العكر، تحاول تشويه صورة الجهاد وأهله، فتطل برؤوسها للنيل من المقاومة تساندها في ذلك بعض الأبواق».

يقول لـ «الحياة» مقربون من الفصائل المسلحة المذكورة إن الخلافات دبت منذ أول أيام تشكيل المجلس المذكور مع تصدر «الجيش الاسلامي» الأكثر شهرة بين الفصائل المذكورة واجهة العمل السياسي والاعلامي، في وقت وجهت أطراف مسلحة مختلفة اتهامات الى «الاسلامي» بدعم تجربة تشكيل «مجالس الصحوة»، وخصوصاً بعدما صدر الكشف عن تشكيلها من كبار قادة هذا الفصيل المسلح، على رغم اعلانه التبرؤ منهم لاحقاً.

جناحا «أعداء القاعدة»

ويؤكد سياسيون ومراقبون لواقع الفصائل المسلحة العراقية وتطورها منذ عام 2003 أن سياسات تنظيم «القاعدة» التي تطورت الى اعلان «دولة العراق الاسلامية» كانت وجهت ضربة كبيرة إلى صلب العمل المسلح في العراق، وحولت اتجاهه من قتال المحتل الى المشاركة في حرب أهلية طائفية.

ولذا أفرز الموقف من «القاعدة» وأيضاً الصراع المعلن معها انشقاقات واسعة في صفوف الفصائل المسلحة أفضت الى تأسيس «جبهة الجهاد والاصلاح» التي قادها «الجيش الإسلامي» من جهة، في مقابل تأسيس «جبهة التغيير والجهاد» التي قادها تنظيم «كتائب ثورة العشرين»، ليخفي بذلك تنافساً شديداً بين الطرفين لم يخفه إجماعهما على قتال «القاعدة» وتفرق كثير من انصارهما لتشكيل «مجالس الصحوة».

من جهة ثانية، كشف «الجيش الاسلامي» في بيان تفاصيل عن حادث اقتحام مسلحين مسجداً في منطقة أبو غريب غرب بغداد وقتل عدد من المصلين فيه، مطالباً بالتحقيق في الحادث.

وأوضح «الاسلامي» في بيان حمل عنوان «أغرب الغريب في أبو غريب... مصيبة كبرى وجرح عظيم وغدر في مسجد السلام»، أن مسلحين اقتحموا مسجد السلام في أبو غريب ليل الخميس وأطلقوا نار أسلحتهم على المصلين الركع، فاستشهد خمسة وجرح عشرة من المصلين أحدهم حاله خطرة».

وأضاف أن «الجناة هربوا لمّا انتبه الناس لهم، على مرآى ومسمع وحماية لواء المثنى الحكومي»، وأكد أن «المستهدف من الهجوم هو إمام وخطيب المسجد». وأشار البيان الى أن «الجيش الاسلامي في العراق، إذ يدين وبشدة هذه الجريمة ومن قام بها، يدعو الجماعات الجهادية الى التعاون في إجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة القتلة وتنفيذ حكم الله عليهم بقتلهم وصلبهم أمام الناس وفضح من يقف وراءهم والسعي في كل الوسائل إلى حفظ أمن الناس ومنع العبث في مصير المستضعفين».

واتهم البيان القوات الحكومية في منطقة «أبو غريب» متمثلة بلواء «المثنى» التابع للجيش العراقي، بالتورط في الحادث.

:Asmurf:

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	سيد قطب.. نبي الارهاب	ابن فلسطين	0	400	08-27-2014, 07:25 PM آخر رد: ابن فلسطين
	مجتمع راق داخل سجون البحرين	SH4EVER	4	1,570	05-20-2011, 06:29 PM آخر رد: SH4EVER
	كيف نستأصل جذور الارهاب؟!!	يونس عاشور	0	878	11-07-2010, 07:10 PM آخر رد: يونس عاشور
	هل بدأ الارهاب في العراق يتداعى ؟	Awarfie	14	2,547	01-30-2009, 04:27 PM آخر رد: Awarfie
	فيلم "فتنة" ضد الارهاب ام ارهاب؟	عمر أبو رصاع	1	751	04-06-2008, 05:15 PM آخر رد: عمر أبو رصاع