**
كما لا ينفع القول أنهم شاركوا أباهم.. ليس فحسب لأنه لا دليل على ذلك كما ذكرنا في أكثر من مرة ...
وإنما لأن كاتب السفر قد ذكر علة الحكم بحرق الفضة والذهب والرداء والأولاد والبنات والبقر والحمير لأنهم (كل ما له)
هذه هي علة الحكم منصوصة نصاً.
ناهيك عن النصوص التي ذكرناها والتي فيها أن كاتب السفر كان لا يعرف إلا عخان آخذاً بالحرام ليس أحدٌ سواه.
وأضيف هنا نصاً آخر ذكره كاتب السفر في إصحاحه الثاني والعشرين قال فيه:

20أَمَا خَانَ عَخَانُ بْنُ زَارَحَ خِيَانَةً فِي الْحَرَامِ، فَكَانَ السَّخَطُ عَلَى كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ، وَهُوَ رَجُلٌ لَمْ يَهْلِكْ وَحْدَهُ بِإِثْمِهِ؟».
يشوع 22
فالخائن هو عخان بن زارح خان خيانة في الحرام .. ولم يذكر أحداً سواه .. لا إبناً ولا بنتاً.
ثم قوله أنه رجل لم يهلك وحده بإثمه ... دليل على أنه لما هلك أهلك معه ممن هلك .. بإثمه وذنبه لا بآثمهم أو ذنوبهم.
ورب قائل يقول أراد بالهلكى هنا الذين هزموا وقتلوا في واقعة عاي ...
يقال: لكن هؤلاءلم يهلكوا مع عخان، وإنما الذين هلكوا مع عخان أولاده وبناته.

لكن حتى لو سلمنا بهذا .. وقلنا أنه يمكن أن يكون هذا .. يمكن أن يشمل النص القتلى في المعركة، ويمكن أن يشملهم لفظ الهلكى ..
لكن ليسوا وحدهم ...
فالنص عام يشمل كل هالك مع عخان ... هؤلاء في الحرب والقتال وهؤلاء في وادي عخور في الحرق والرجم.
ويكون إثم عخان تسبب في هلاك من هلك من الجنود البرءاء، وأهل بيته البرءاء أيضاً .. فالفقرة دليل على براءتهم.
وحتى لو قلنا ان المراد بهم القتلى في المعركة وحدهم .. فالنص لم يثبت إلا إثم واحد منسوب لرجل واحد هو عخان...
وَهُوَ رَجُلٌ لَمْ يَهْلِكْ وَحْدَهُ بِإِثْمِهِ؟
ولم يذكر إثماً لأهل بيته لا لأبنائه أو بناته.
فبإثمه هو (لا إثم غيره) هلك من هلك سواء أكانوا الجنود أو البنين.

....