ربما الإشكال هو في المصطلحات. وربما توضيح بعضها مع بعض النقاط على الحروف يغني عن اللت والعجن والإطالة والإطناب:

1. كلمة قرارات دولية تعني قرارات أمريكية، وبالتالي اسرائيلية. لذا فلا أهلية لقرار يقول بنزع سلاح الميليشات اللبنانية، ويوضح بكل صراحة "حزب الله وحركة أمل"، وينسى ميليشيات الجبل والقوات اللبنانية والكتائب، وعصابات الشركات الأمنية المستقبلية.

2. تبرير سليمان وجود السلاح بأيدي محرري أرض لبنان هو ما كان عليه أن يفعله أي رئيس وأي زعيم يحترم حق بلاده في حماية نفسها وتحرير أرضها. فمن حق لبنان تحرير أرضها بالقوة طالما كانت قد احتلت بالقوة، وليس من حق اسرائيل أن تطالب بأي امتيازات مقابل انسحابها من أراض هي اغتصبتها من أهلها. وإن كان لبنان غير قادر على فرض قوة نظامية فمن حقه الاعتماد على إرادة مقاتليه الأحرار. لكل بلد وضعه ولكل حاكم استراتيجيته.

3. أضحكتني عبارة "فاجأ العالم بقوله أنه سليجأ إلى القوة ضد اسرائيل". نعم فالعالم قد خلق كي تضرط عليه اسرائيل بجيوشها وتحتل أرضه وإذا أراد أحد أن يفسي عليها فهي مفاجأة تخالف غاية الخلق. وما أدل على ذلك من قرارات الأمم المتحدة إلا القراراين 383 و422 الذان نصا وبكل وضوح على ضرورة انسحاب اسرائيل من كامل أراضي الـ 67 فما كان نصيبهما إلا ضرطة أخرى من قبل اسرائيل. وأضحكني أيضاً أن العالم بات يتفاجأ إذا طالب أحد أن تنفذ اسرائيل قراراً للأمم المتحدة مثل قرار 1701، وفي نفس الوقت يتفاجأ إذا رفض أي أحد آخر تطبيق هذه القوانين مثل قرار 1559!

4. أرض مزارع شبعا هي مسألة سورية لبنانية داخلية، لم تلجأ فيها لا سوريا ولا لبنان إلى الأمم المتحدة كي تحلها. لذا فلا يحق لأي ضراط أن يطالب أياً من الدولتين بحلها في دهاليز الأمم الملتعنة. بل إن قمة الوقاحة هو أن تطالب اسرائيل ببيان ملكية الأرض لسوريا أو للبنان وهي تحتلها في نفس الوقت! مثل اللص الذي يسرق بيت جاره ويشترط أن يتقاسم أبناؤه الإرث المسروق قبل إعادته!

5. أهمية الدور السوري تنبع من وحدة الوضع الأمني وتناظر الوضع السياسي ووحدة الأرض والتداخل الاقتصادي والديموغرافي بين سوريا ولبنان. أما الدورين السعودي والمصري فهما مجرد "دورين" يكتبهما نفس كاتب السيناريو الذي "تفاجأ" يا حرام من تصريحات ميشيل سليمان. أما اتفاقية قطر فلا علاقة لها بالدورين المذكورين، بل وقد أتت هذه الاتفاقية كوسيلة مبتكرة لإيصال التعاليم الأمريكية لكلتا الحكومتين السعودية والمصرية المناضلتين الديمقراطيتين التحرريتين الضراطتين.

6. سليمان يعرف تماماً أن السنيورة غير مرحب به في دمشق. ويعرف أن زيارة سيرافقه فيها وكيل موظف البيت الأبيض السعودي إلى سوريا ستكون "تيتي تيتي مثل ما رحتي مثل ما جيتي".

7. تحياتي.