من قلب الألم والمعاناة الطويلة ولد أحدنا وبكى، وخرج من بين الماء والدم نسمة تسعى،

ومن قلب الانفجار الهيدروجيني العظيم، ولدت الشمس، ومن نارها ونورها تستقي الحياة على الأرض ما يلزمها من طاقة،

ومن عنف الانفجار المستسعر في النجوم المحتضرة، تتولد العناصر الثقيلة فوق الحديد، وتتطاير متناثرة في الفضاء لتسمح بنشوء شيء يذكر على الكواكب البعيدة.

ومن اضطرام الانفجار العظيم في أول عمر هذا الكون كما يظن، برز الوجود الذي نعرفه.


بعد هذا كله، هل العنف شر أم خير؟ ولم كان العنف شرا بذاته؟ وهل القتل شر أم خير، ولم كان القتل شرا بذاته؟

هل العنف والقتل شر بذاتيهما، أم نسبة إلى غيرهما؟

هل القتل شر مطلقا؟ يعني لو هجم شخص يريد إيذائي فقتلته، هل هذا القتل شر أم خير؟

لو كان القتل بإطلاقه شرا لكان القتل دفاعا عن النفس شرا أيضا، ولو كان مستثنى فلنا أن نسأل من الذي استثنى، وما هي السلطة المعطاة له ليستثني، ونسبة إلى ماذا يستثني؟ وما هو قول المقتول وذويه، نعني بذلك المقتول الذي لم يرد قتل القاتل(ة)، بل لعله أراد اغتصابها فحسب!