تحية طيبة و بعد
الاخ حمزة يا سيدي حصل خير فقد كان لنا انا و ثندر زميل صمادي ايضا في تخصص الاقتصاد ، عموما ان كنت من طلبة الاقتصاد او المالية و المصرفية او الادارة أو القانون او حتى المحاسبة فأي خدامة احنا جاهزين.
عودة للموضوع بتقديري هناك مجموعة من الاخطاء و احيانا المبالغات و الكثير من الترويج للاشاعات التي شبعنا منها عقودا دون اي دليل عملي عليها مردها لمدى ضحالة و مستوى الفكر السياسي لدى شعبي العزيز، كمواطن اردني اعرف هذه العينة من الاشاعات خذ عندك عينات من الاشاعات التي يتهامس بها ابناء شعبنا منذ عقود طويلة :
1- الملك الراحل حسين هو واحد من اغنياء العالم اجمع! طبعا لهذا شكر في آخر رسائله المحسنين العرب (يعني القذافي تحديدا ) لدفع اجور علاجه في مايو كلينك على اساس انه من اغنى اغنياء العالم!
(ملحوظة مهمة : في الخمسينيات قدمت العائلة السعودية تعويضات للاسرة الهاشمية عن املاكها الحجازية و هذه التعويضات منذ ذلك الحين تدار من قبل الديوان الملكي الاردني و لصرف مخصصات العائلة المالكة و هي بالمناسبة لا تقارن عددا اطلاقا بأي من العائلات الحاكمة في منطقتنا العربية إذ لا يتجاوز عددها العشرات)
2- قام الملك بناء على نصيحة عوض الله بتسجيل كل الاراضي الاميري في الاردن باسمه.!!!ههههههههههه
يعني ما هو هدف هذه الاشاعة لا ادري
3- الامير الفلاني يملك البنك الفلاني و الامير العلنتاني هو وراء المشروع الفلاني ..........الخ مع العلم و يشهد الله اني و طوال حياتي لم اقابل شخص واحد في الاردن تعامل من خلال اي مشروع لا مع امير و لا مع اميرة ، بل ان البنوك الاردنية لديها تعليمات مشددة من الديوان الملكي بعدم منح اي تسهيلات لاي من الامراء إلا بموافقة من الديوان و بمعرفته. و علما بأن كل بنوكنا هي شركات مساهمة عامة بالمناسبة و معروف من هم مالكو الاقسام الاكبر من اسهمها فالاردن بلد اقتصاده اصغر كثيرا من ان تخفي فيه معلومة.
و للمزيد تابع عرب تايمز مثلا لتعرف حجم الاكاذيب و سواليف الحصاد كما نقول في الاردن.
اما لمعرفة مستوى الوعي السياسي لدى شعبنا فلنحضر مبارة للوحدات و الفيصلي و نتعرف على حجم وعينة الوعي السياسي من خلال هتافات جماهيرنا الفاضلة و خليها مستورة احسن.

نأتي لحكاية الخصخصة هذه ، لو كان الحديث عن احد تلك الدول العربية التي دخلت تجارب بناء قطاع عام منتج على الطريقة الاشتراكية لكان الموضوع يناقش من حيث المبدأ لو كنا نتكلم عن مصر ماشي عن العراق عن سوريا لا بأس لكن الاردن!


ما هي الشركات الاردنية العامة التي تنتج سلع او خدمات و دخلتها عملية الخصخصة؟
الملكية الاردنية
البوتاس
الفوسفات
الاتصالات
المياه
بالمناسبة جميع هذه الشركات كانت خاسرة و يتم تغطية خسائرها سنويا من الموازنة العامة الآن هذه الشركات تدر دخلا على الخزينة العامة سواء من خلال عوائد حصة الدولة فيها او من خلال الضرائب ، ثم يا جماعة الخير كم هو الحجم الرأسمالي لهذا القطاع الذي نتكلم عنه بالضبط؟!!!! لنقول هناك خصخصة للقطاع العام و الاردن اصلا لم يدخل في لعبة القطاع العام هذا من حيث المبدأ.
هل تحارب حكوماتنا آثار الغلاء؟
الجواب نعم تفعل و بالمقارنة مع الدول العربية التي لا سبيل اصلا إلى مقارنة امكانياتنا بامكانياتها باعتبار اننا افقر بلد عربي للموارد الطبيعية حكومة الاردن قدمت افضل مقاومة لموجات الغلاء التي لا ناقة لنا فيها و لا جمل كيف هذا:
1- برنامج سكن كريم لعيش كريم
تبناه الملك و الحكومة و يقوم على توفير مسكن لكل مواطن لا يملك سكن من خلال مشروع ائتلافي بين الدولة و القطاع الخاص تقدم فيه الدولة الارض و الخدمات و يمنح كل مواطن اردني دخله دون الف دينار (1500$ تقريبا) سكنا بدون دفعة اولى و بقسط شهري لا يزيد عن ثلث دخله.
2- زيادات خلال عام بلغت على الحد الادنى للمرتب 70 دينار (100$) يعني ما يعادل 525 جنيه مصري هذه الزيادة على الحد الادنى ، فإذا كانت الحدود الدنيا لرواتب القطاع العام الاردني تتراوح بين 120 و 180 دينار و جاءتها هذه الزيادة سؤالي هل ارتفع مستوى معيشة الموظف ام تراجع؟ يعني الاجابة واضحة نسبة الزيادة في الدخل بلغة (30-58 %) على الحدود الدنيا فهل بلغ التضخم هذه النسبة ؟! ثم هل هناك دولة عربية اخرى او حتى في دول العالم النامي عوضت على دخول موظفيها بهذا المستوى ؟!
شيء من المنطقية مطلوب.
3- منذ اعتلائه العرش صرف الملك عبد الله الثاني اهتمام كبير جدا للشأن الصحي و تطوير مستوى الخدمة في المشافي العامة و تم زيادة مخصصات الديوان التي يتم الكلام عليها لمواجهة تغطية نفقات علاج اي مواطن اردني يحمل رقم وطني يتوجه للديوان طالبا العلاج و انا اتحدى هنا ان يقال لي ان مواطن اردني لا يملك عقارات و مشاريع يرفض طلب تغطية تكاليف علاجه كاملا من قبل الديوان الملكي الاردني حتى لو كان مريض بالسرطان.
3- تثبيت سعر الخبز عند 17 قرش للكيلو (24 سنت) برغم من ان سعر الطحين بلغ مستوى فلكي و لو اردنا تحرير سعر الطحين لوصل كيلو غرام الخبز و على مسؤوليتي كأحد ابناء هذه الصناعةاكثر من سبعين قرش ( 1 دولار) و الحقيقة و برأيي ان هذه سياسة خاطئة جدا فأنا افضل ايصال الدعم إلى مستحقيه و ذلك بزيادة الاجور بواقع عشرين دينار (حوالي30 دولار) على الحد الادنى و رفع الدعم عن الطحين ، فدولة فقيرة كالاردن ليست مطالبة بشراء الخبز لعمر ابو رصاع و ثندر على الاقل ههههههههههههه
4- ان سياسة الدعم المباشر للمواد الاساسية اثبتت فشلها في كل العالم و الحقيقة ان السبب الرئيس لفشلها هو في تضخم حجم فواتيرها نتيجة رخص اسعارها اضافة للبعد عن ترشيد الاستهلاك و دعم غير المستحقين يكفي ان نشير إلى ان تحرير اسعار النفط في الاردن ادى لهبوط الاستهلاك بنسبة تقارب النصف ! في جميع الدول التي اعتمدت على دعم اسعار المواد الاساسية اصبح هذا الدعم المباشر يشكل عبء على الميزانية لدرجة ايصال جزء كبير من هذه الدول إلى حافة الافلاس الحقيقي.
يعني بالله عليكم هل من المنطق في بلد فقير كالأردن يركب المواطن متوسط الدخل سيارته ليصل إلى البقالة المجاورة لبيته لشراء علبة سجائر و في بريطانيا البلد المتقدم الثري يقف مدير البنك على المحطة ينتظر حافلة تقله لعمله لانه لا يتحمل نفقات الانتقال بسيارته؟!
هل من المنطق ان تكاليف زواج ابن الطبقة المتوسطة في الاردن تصل إلى 35 ألف دينار (50 الف دولار) مقابلاقل من هذا لابن الطبقة المتوسطة في بريطانيا؟!!!!!!!!!

يقولون لك لا يوجد عمل في الاردن ، طيب يا ثندر و انت مثلي تعمل في القطاع الصناعي بذمتك في مواطن اردني راضي يشتغل بالمصانع ؟ بذمتك الا تحتاج كل مصانعنا لعمال و لا تجد في الاردن؟ يا رجل انا ادفع للعامل المبتدئ اكثر مما تدفع الحكومة لخريجي الجامعات و لا فائدة
8 ساعات عمل
ضمان اجتماعي
راتب اساسي 175 دينار و زيادة سنوية
آتني بالعمال الاردنيين الفقراء ليعملوا ، ياتيك مواطننا الكريم و يصف لك وضعه بانه على شفير الموت جوعا لكن اذا صمد في العمل اسبوع فخير و بركة.
على فكرة هناك عجز شديد في قطاعات العمل الاردنية يتفاقم بشكل مستمر في قطاعات هندسية واسعة و في القطاع الصحي و الكهرباءو التكيف و التبريد و الاسكان و حتى العمالة غير المدربة فاين هو عاملنا المحترم ؟!
انا لا اقول انه لا توجد جيوب فقر و ان ازمة الغلاء العالمي لا تهدد المجتمع و لا ان هناك اخطاء و لا اننا لسنا بحاجة تدابير لكن اعتقد ان الطريقة التي نسير بها برأيي ممتازة و ان احمد عبيدات و امثاله ليسو اكثر من ثلة من المتقاعدين السياسيين الباحثين عن اضواء ، حكاية بيع الوطن هذه بكل امانة مضحكة مبكية ؛ يعني قطاع خدمي عام كالمدينة الطبية و بنايات المخابرات العامة و قيادة القوات المسلحة مقامة في منطقة يصل فيها سعر متر الارض إلى 1000 دينار ماذا يحدث لو بيعت هذه الامتار لمستثمر بدخل للخزينة و اقيمت هذه المنشآت العامة على ارض قيمة المتر فيها 20 دينار؟
يعني فقط انا بحاجة لاحد يفهمني اين الخلل هنا ؟ يا جماعة الخير الدول تجري خلف المستثمرين و تعطيهم ارض ببلاش و كهرباء و اعفاءات فقط (من شان الله تعال) و نحن نسمي بيع هذه الاراضي لمستثمرين لحساب الخزينة و نقلها إلى اراض ارخص بيع للوطن!!!!!!!!!!!!!!!! (والله اشي بمغص)
اذا بعنا اراض اميرية لمستثمرين عرب نصبح نبيع البلد ! لمن نبيعها و هل العروبة هذه مسألة مزاجية ؟ نعم لماذا لا نشجع المستثمرين العرب لماذا لا نأتي بهم و باستثماراتهم إلى هنا و نقدم لهم التسهيلات (ثم نتهم الخليجيين بالتنصل من واجبهم باستثمار فوائض الثروة في الدول العربية الاخرى و استثمارها في الشرق و الغرب)، طيب افيدك من الشعر بيت هناك الآن مشروع يسهم فيه العبد لله لشراء المنطقة المقابلة للساحة الهاشمية كاملة و بمساحة 32 دونم ارض لحساب شركات استثمار سياحي خليجي فهل ما نفعله هنا جريمة ام انه خدمة جليلة لبلدنا؟ على فكرة ربما تدخل المشروع اراضي اميرية و ربما تحصل استملاكات لحساب المشروع فما هي المشكلة ؟!
اليست هذه الاستثمارات مصلحة اردنية اولا و اخيرا؟ اليس تحويل المدينة الطبية الحالية و مبنى المخابرات و القيادة العامة إلى مدينة للانتاج التكنولوجي و الافادة من الفرق في انشاء مدينة طبية جديدة افضل و اوسع و احدث شيء في مصلحة البلد؟

لا و يزعم عبيدات و الموقعين معه انهم يمثلون الاردنيين ! فمن اعطاهم حق تمثيلنا؟! اليس احمد عبيدات مدير مخابرات اسبق؟ ثم جاء به الملك حسين رئيس للوزراء؟ فهل كان الاردن عندما كان صاحبنا في السلطة يسير بشكل صحيح لمصلحة الاردنيين و الآن اصبح يباع الوطن؟! ام المسألة على طريقة ساستنا الاردنيين (فيها لاخفيها)؟

يشهد الاردن تحولات مهمة و حركة نمو هائلة لا يستطيع إلا جاحد ان ينكر ما تراه عيناه و لنسأل زوارنا العرب عن هذا البلد الذي تضاعف عدد سكانه 10 مرات في اقل من ستين عاما كيف كان و كيف اصبح ، لنسأل انفسنا و آباءنا عن اردن الخمسينات و الستينات و اردن اليوم لنعرف الفرق و لنعرف الفرق الجوهري بين العروبة على طريقة الراحل الحسين بن طلال (فلنبني هذا البلد و لنخدم هذه الامة) و على طريقتكم البعثية العراقية ، علما بأني لا اخونكم لكني اقول ان السياسة التنموية البرغماتية اثبتت انها الافضل و انها هي القادرة على ان تتقدم بهذه الامة و ليس سياسة من يسمون انفسهم بالثوار العرب.

اخيرا محبتي للجميع و اعتذر عن الاطالة