{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الهيستيريا
AhmedTarek غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,102
الانضمام: Mar 2007
مشاركة: #1
الهيستيريا
كل زيارة لي لمصر ألاحظ إستشراءاً للهوس و التطرف الديني....
أراه في كل شيء..
تكفي جولة في شوارع المدينة ولسوف نصعق من عدد الملتحين والمتسوكين والمنقبات أو على الأقل المخمرات والمحجبات،
تغير شكل المجتمع تماما في الفترة الأخيرة، بينما كانت معظم أسماء الأجيال السابقة أسماءاً محايدةً في الأغلب لا تدل على دين أو معتقد( سمير كمال رمزي إلخ..) تحولت أسماء الأجيال الجديدة إلى ما حمد أو عبد من جهة ومايكل وجورج من جهة أخرى،
أما إذا قررت في جولتك القصيرة في المدينة أن تركب الميكروباس (أحد أكثر المواصلات العامة شعبية في مصر) سيجبرك فيه السائق (مسجل خطر في العادة) على السماع للشيخ فلان الفلاني أو علان العلاني الصارخ دائما والثائر بلا قضية والذي يدور طرحه في العادة إما عن ما بعد الموت (من عذاب قبر وشجاع أقرع إلى أخره) أو عن تحريم كل شيء حولك وكأن الحياة سهلة وتنتظر الشيخ ليصعبها عليك ويكرهك فيها.....
كل شيء صبغ باللون البني الغامق، والرمادي لون نقاب النينجاوات ومسواك القوامين عليهم.....
كل شيء حولي صبغ بالدين المدارس المستوصفات حتى مترو الأنفاق، أصبحت ثقافة الموت وكره الحياة تعلن حضورها بشدة، وخطورة هذه الثقافة الرئيسية أنها لا تسمح لك بالإختلاف عنها فأنت معدوم الأهلية ولست قادرا على أخذ قراراتك، بل وجب عليك السمع والطاعة كما يفعلون ،
ومن هنا خصوصا تكون العدوى،
فالفتاه المصرية ذات 17 ربيعا لن تصمد أمام جحافل زملائها الذين يدعون لها أمام أعينها أن يهديها الله وتتحجب ثم لن ترفض كل شريط عذاب قبر يقدمونه لها ولن تصمد للعزلة التي ستفرض عليها وهي غضة خصراء لا تملك موقفا أيديولوجيا معينا ،، ستنهار إن عاجلا أو أجلا وستتحجب وقد تنتقب وتتزوج رجل إن خاف نشوزها ضربها، لينتجون أطفالا يؤهلون جيدا منذ الصغر ليكونوا أفراد ناشطين في المنظومة ،
كنت مدعوا على صيد اسماك في نادي اليخت في المعادي" وهو من أكثر أحياء القاهرة كوزموبوليتانية" كان بجانبي عيد ميلاد طفل ظريف في الثامنة أو السابعة من عمره....وبين رقص بارني و ميكي ماوس على أغنية "محمد نبينا" و حجاب و عبايات الأمهات" كلها" توقفت الموسيقى فجأة و نادى الرجل الحامل للميكروفون و أخذ يسأل الأطفال واحد واحد عن من يصلي و من لا يفعل ذلك بل و يختبرهم و هم في منتهى الرعب وسط رضا الأهالي على تنشئتهم المباركة لأولادهم و بناتهم..و الدرس الديني التمام الذي يتلقون....الغريب أنهم يحتفلون بعيد الميلاد مع إنه بدعة...ممكن عيد الميلاد الإسلامي هو الصيغة التوفيقية الجديدة..

وهكذا دواليك تتغير دلالة الكلمات،،
مفهوم العلم يتحول إلى العلم الشرعي،، مفهوم الإلتزام يتحول إلى عدد السنتيمترات التي قصرتها من جليابك، ، إخلاصك لقضيتك يتحول إلى شيطنة الأخر المختلف وإيذائه أو على الأقل الإنعزال عنه، حبك لله ورسوله يتحول إلى كرهك لمن لا يشاركك إيمانك....
يا جماعة معرض القاهرة الدولي للكتاب تحول إلى وكر توزيع كتب المسيخ الدجال وشرائط الزار المسماه بالأناشيد الدينية،،
وصفت الصورة كما تراها عيون الإنسان بعد جولة قصيرة في مدينتي التي صرخ فيها قاسم أمين منذ 110 سنة ان تحرير المرأة يعني تخليصها من الحجاب وتمتعها بالحرية والمساواة تماماً كالرجل ، والأن يكيسون المرأة في الأكياس السوداء ويفاخرون أنها كالغربان السود..

والمسألة مرة أخرى ليست أزمة الدين نفسة، فالدين أي دين طالما حوفظ عليه في إطار إنه تراث الإنسان، والذي يستلهم منه روح الخير والحب ويعبر عن ثقافتك وهويتك وطالمنا لا يوضع في غير مكانه وفي زمن مختلف عن زمنه، كان شيئا ساميا وإعتقادا شخصيا لا يحق لأحد أن يتدخل فيه وإجابات لحاجات البشر الروحانية التي لا ننكر وجودها..فالأزمة هنا وللصراحة هي أزمة المتدينين الجدد "على وزن الليبراليين الجدد" أولا وأخيرا..
أزمة من حصر نفسه وإختزل هذه الدنيا بكل متغيراتها في ثابت..
أزمة شعب خائف وعاجز عن المشاركة في صنع أي قرار أو التعبير عن أي رأي فيهرول إلى الميتافيزيقا وينغمس فيها ويدمنها ويشربها ويجترها في اليوم ألف مرة عله يحصل على العزاء الميتافيزيقي..
يوما ما سيطر العسكر على حكم مصر بغبائهم السياسي ونواياهم الحسنة، بنوا لشعبنا حلما وأجبروه أن يصدقه، وأجبروه ألا يختلف وأن يسلم ويقول أمين، لا تناقش منطقية الحلم لا تسأل عن أشياء إن تبدى لكم تسوء أبانا الذي في المباحث
ثم كانت 67 عندما صدمت الأمة و أنهارت أحلامها وكفرت بالطرح القومجي الأشتراكي.....
بدأت الموجة عندما أستيقظت الشعوب العربية من أحلامها الورية وفقدت الثقة في كل ما أمنت به وصدقته.
وفي نفس الوقت كان الظهور الأوضح لبلاد الخليج و استقبالها لمن يريد نسيان الحلم المكسور واستبداله بحلم شخصي برفع مستوى معيشته....
ذهبوا منكسرين أيديولوجيا تماما وعلى أستعداد لتبني فكر مختلف تماما ينتمي للمجتمع الجديد الذي أحسوا بذواتهم ثانية فيه عندما أصبحت أرصدتهم في البنوك هي الأنجاز الوحيد الذي أستطاعوا تحقيقه.
وكانت الوهابية والسلفية التي عادوا لبلادهم بها بعد حرب الخليج.....
ودعمت الولايات المتحدة بالتعاون مع السعودية (وبالتـأكيد بالتحالف مع حكوماتنا المطيعة) التيارات الأسلامية و ندوات عودة الوعي الأسلامي وما الى ذلك من الفكر الموجه لمحاربة الخطر الأحمر،
ولكن لا يعني ذلك أن حكوماتنا حكومات أسلامية (فلا دين للسياسة) ولكن حكومتنا (الغبية ) لم تدري أنها تلعب بالنار الا بعد فوات الأوان (أستشرت الطائفية ظهرت جماعات العنف والتكفير و أغتيل السادات) وبدأت الحكومات تدرك الخطر المحدق بها (وهو طبعا ازاحتها عن السلطة فهو الخطر الوحيد الذي يهمها) بدات محاربة هذا التيار و أحيانا بالغوا في العنف (ما حدث في صعيد مصر مع الجماعة الإسلامية و الشوقيين و التكفير و الهجرة و من شابههم) مما شكل تعاطف شعبي مع تلك التيارات (وهو كالعادة خطأ الدولة في المبالغة في رد الفعل والأعتقالات و انتهاك حقوق الأنسان)

وعلى الصعيد الأخر في ظل حكومات متخاذلة وضعيفة القوى الوحيدة التي تقلق منام الغرب هي القوى الدينية (بغض النظر عن أتفاقنا معها أو حتى رأينا في نزاهتها) ونحن شعوب مكسورة تعبد القوة وتتعاطى عقيدة الأنتظار.....
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 07-21-2008, 09:36 PM بواسطة AhmedTarek.)
07-21-2008, 09:33 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الهيستيريا - بواسطة AhmedTarek - 07-21-2008, 09:33 PM
الهيستيريا - بواسطة الحر - 07-21-2008, 10:14 PM,
الهيستيريا - بواسطة morgen - 07-22-2008, 12:57 AM,
الهيستيريا - بواسطة عاشق الكلمه - 07-22-2008, 02:33 AM,
الهيستيريا - بواسطة يجعله عامر - 07-22-2008, 01:09 PM,
الهيستيريا - بواسطة the special one - 07-22-2008, 01:26 PM,
الهيستيريا - بواسطة AhmedTarek - 07-22-2008, 02:57 PM,
الهيستيريا - بواسطة رائف - 07-22-2008, 09:32 PM,
الهيستيريا - بواسطة عاشق الكلمه - 07-23-2008, 02:56 AM,
الهيستيريا - بواسطة عاشق الكلمه - 07-23-2008, 02:57 AM,

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS