المقارنة خاطئة ما بين كويبك و والونيا (المقاطعة الفرنكوفونية في بلجيكا). من يريد الإنفصال في بلجيكا هم الفلامنديون و ليس الوالونيون. الإقتصاد الوالوني تدهور منذ نهاية الخمسينات من القرن الماضي لاعتماده بشكل أساسي على الصناعات المنجمية (صلب و فحم حجري). و في نفس الوقت بدأ اقتصاد المناطق الفلامندية في الصعود. و معه بدأ الفلامنديون مطالباتهم بالإستقلال و وصلت بلجيكا إلى شفى حرب أهلية في الفترة ما بين الستينات و السبعينات. إلى أن تم إقرار نظام فيديرالي تقسم وفقه البلاد حسب الحدود اللغوية و يتمتع فيه الفلامنديون بقدر كبير من الإستقلال الذاتي. في المقابل يسعى الوالونيون إلى الإبقاء على أكبر قدر ممكن من الصلاحيات للحكومة الفيديرالية ليستفيدوا من توزيع الضرائب.

بالنسبة لكويبك الأمر مختلف لأن الفرنكوفونيين هم من يريد الإستقلال عن باقي المقاطعات الكندية على الرغم من انتقال مركز القوة الإقتصادية بكندا من مونتريال لتورونتو و كالجاري و فانكوفر. و دافعهم إضافة إلى الرواسب التاريخية التي خلفها انتصار انجلترا على فرنسا و استيلائها على المقاطعة و سيطرة النخب الأنجلوفونية على الحكم فيها حتى بدايات القرن العشرين هو الخوف من الذوبان في محيط و ثقافة يكنون لها العداء في لا وعيهم. و الواقع أنهم سيذوبون لا محالة. فليس لهم من الحراك الثقافي الذاتي ما يسمح لهم بالصمود طويلا.