Array
ان اختفاء الذيل لا يمكن تفسيره بالإنتخاب الطبيعي فالذيل يمكن تطوير وظيفته بدل فقده كما يختلف من حيوان لآخر فكما هو معلوم أن بعض الحيوانت تستخدم الذيل في الحركة ومنها ما تستخدمه للإتزان ومنها ما تستخدمه لإلتقاط الأشياء ومنها ما تستخدمه للتسلق ، فإما بقاء وظيفته او تطورها لحاجة أخرى
فالإنتخاب الموجب أفضل في هذه الحالة ووجوده لن يؤثر في التقاط الطعام والسير به كما تقول
[/quote]

عزيزي حسن سلمان

نعلم ان هناك وظائف قد تطورت عن وظائف اخرى، وهذا بالتأكيد ممكن على العموم. ولكن هذا لايعني على الاطلاق ان اي وظيفة لم تعد لها اهمية انتخابية ستتحول بالتأكيد الى وظيفة اخرى مهما كان الثمن. من جهة ثانية، ومن وجهة نظر التطور فإن ضمور الذيل هو الوظيفة الثانية التي جرى اختيارها.. لتحال الى الاحتياط. وبشكل عام فإن كافة الوظائف معرضة على الدوام بالاحالة الى الاحتياط، إذ ان الاحالة الى الاحتياط هي اسهل من تغيير الوظيفة، فالاحتياط هو مجرد جين (طفرة) واحد " يقفل" الوظيفة في حين التحول الى وظيفة اخرى هو مجموعة من الجينات (الطفرات) المتراكمة، والمنتخبة في الاتجاه الصحيح. وعندما يحدث ظهور هذا الجين الذي يقفل الوظيفة تقوم الجماعة بإنتخابه الى المزبلة (رفض التناسل معه) او قبوله انطلاقة من المميزات التي يعرضها.

نعم للذيل العديد من الاستخدامات لدى مختلف الحيوانات، ولكن نحن لاننظر الى الذيل لدى مختلف الحيوانات وانما الى الذيل لدى جماعة واحدة ومحددة، في ظروف محددة، وهذا وحده الذي يقدم علاقة بالموضوع، والانتخاب جرى بناء على ظروف هذه المجموعة المحددة وليس عموم الظروف الممكنة. ومن هذه الزاوية بالذات يمكن القول ان الانتخاب ميكانيزم " شخصي". فإذا لم يكن للذيل اي افضلية في ظروف هذه الجماعة، في زمن تاريخي محدد، او ان الافضليات التي يقدمها اقل من الافضليات التي يقدمها عدم وجود الذيل فإن الانتخاب سيحيله الى الاحتياط..

والواقع يشير بوضوح الى ان الذيل جرى احالته الى الاحتياط لاغير والتفسير يستند الى هذا الواقع لاغير