{myadvertisements[zone_1]}
خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام
الختيار غير متصل
من أحافير المنتدى
*****

المشاركات: 1,225
الانضمام: Jun 2001
مشاركة: #38
خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام

ما معنى أن أنادي بمبدأ اليوم و أغيّره غداً ؟
ما معنى أن يتلوّن كلامي حسب مصلحتي الراهنة ؟
يقول أحدهم معتزاً بنفسه : أنا لما أقول كلمة ما أتراجع عنها .
هذه جملة شائعة ، يقولها أحدهم و يلتزم بها و قد تؤدي به أحياناً إلى الهلاك كما حدث مع طرفة بن العبد حين حمل كتاب قتله بيده و علم ما فيه لكنه استمر في توصيله مما كلفه حياته .
يخطر في بالي الآن موقف ويليام والاس في فيلم " قلب شجاع" و الذي لعب دوره بإتقان رائع الممثل الوسيم ميل جيبسون حين كان في الأسر ، و جاءته زوجة ابن الملك و طلبت إليه أن يعترف بسلطة الملك الإنجليزي فماذا قال لها :
قال لها لو فعلت فسأحطّم كل ما أرمز إليه و سيصبح كل ما فعلته لا معنى له .
و هو يعلم أن مصيره سيكون الموت ، و فعلاً عُذّب و مات .
سيقول أحدهم يبدو أن الختيار خرفن فأخذ يستشهد بقصص الأفلام و التي هي أساساً من نسج الخيال !
ليس الأمر هكذا ، فأنا لا أستشهد بفيلم حرب النجوم أو رجال في الأَسوَد ، بل أستشهد بموقف نعرف أنه حقيقي ، و نعرف أن هناك آلاف الناس دفعوا حياتهم نتيجة التزامهم بمبدأ و إيمانهم به ، و على رأسهم الشهداء الذين يموتون في غرف التعذيب دون أن يقدموا أي اعتراف .

الالتزام بالمبدأ و الكلمة هو من القيَم الإنسانية العالية ، و التي لا يختلف عليها كفضيلة من هو من أقصى الشرق أو أقصى الغرب .
و عكسها خيانة المبدأ أو التلوّن حسب المصلحة و البراغماتية و الميكافيلية و التشرشلية ، و التي لا تعترف بأي مبدأ سوى المصلحة الخاصة .

الآن سأتساءل :
لماذا يحتاج المرء لأن يجنح عن مبادئه التي خطها ذات يوم ؟؟؟
ما الذي يضطره لفعل ذلك ؟؟؟؟
إما أنه يعرف أن استمراره على المبدأ المُعلَن سيقوده إلى مضرة .
أو اكتشافه أن عدوله عن هذا المبدأ سيؤدي به إلى منفعة .
هل هناك دوافع أخرى ؟؟؟؟
في كلتا الحالتين تتأكّد إنسانية واضع المبدأ و خضوعه للخطأ و الصواب ، و رجوعه عن الخطأ هو عين العقل .
و لكن هل يمكن للإله أن يتراجع عن كلامه ؟؟؟؟
ماذا يعني أن يتراجع الإله عن كلامه و مبادئه التي شرعها ؟؟؟
هل يعني أنه اكتشف أن الاستمرار في هذه الفكرة سيؤدي إلى مضرّة فألغاها أو عدّلها ؟
أم يعني أنه اكتشف أن العدول عن المبدأ الفلاني سيؤدي إلى منفعة ما ؟
في الحالتين فإن هذا التحول لا يمت إلى الكمال الإلهي بصلة .
الكتاب السماوي هو كتاب تشريع ، أي أنه كتاب قانون يشبه الكتب القانونية الموضوعة من قِبل البشر .
الأولى اسمها قوانين سماوية و الثانية اسمها قوانين وضعية .
في الأولى الآيات و ما صحّ من الحديث هي مرجع و مستنَد الفقيه بينما في الثانية فالقانون بمواده و فقراته مرجع المحامي و القاضي .
لكن الفرق بين النوعين ، أن الوضعي موضوع من قِبَل البشر ، فهو مرهون بظروف عصره ، أي أن القوانين البشرية تتغير من حقبة لأخرى حسب ما يستجد في علاقة و تفاعل الإنسان مع أخيه الإنسان ، أو مع الطبيعة ، فما كان جريمة في الأمس يعاقَب عليه بالحرق هو اليوم حرّية فكرية لا يحاكَم بها أحد ، و هكذا .
و السبب الأساسي للتبديل و التغيير هو جهل المشرّع بالمستقبل و تغيّراته التي سيأتي بها ، لذلك تجد التغيير دائماً من اللاحق على السابق كنوع من الاستدراك .
أما الإله فالمفروض أنه كامل ، و من كماله أنه يعرف المستقبل مثلما يعرف الحاضر و الماضي ، و الجملة الشهيرة التي يتحدث بها الكبير و الصغير هي أن القرآن صالح لكل زمان و مكان .
و لكن المشكلة ،أن هذه الدعوى على جرأتها و غرابتها و معاكستها لحركة التطور المعرفي و الذي يتجه دائماً نحو الأمام من السابق للاحق ، أقول هذه الفكرة نفسها لم تصمد خلال الثلاثة و عشرين عاماً التي نزل فيها القرآن على محمد ، لما عاناه القرآن من تبديل و تغيير في الأحكام و نسخ و نسيان و غير ذلك .
لماذا يشرّع الله بإباحة شيء اليوم ثم ينفيه غداً ؟؟؟
ثم يبيحه مرة أخرى ؟؟؟؟
فلو كانت تشريعات الله و قوانينه تتغير و تتبدل خلال 23 عام ، فكيف سيصير مآلها خلال 1400 سنة ؟؟؟؟؟
فما بالك بآيات تم نسخها بآيات لتبعتها مباشرة و في نفس السورة ؟؟؟
يقول القرآن :
"وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ" الكهف 27
"وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ " الأنعام 34
"مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ " ق 29
"لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ " يونس 64
"وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" الأنعام 115
في هذه الآيات نجد أن مسألة تبديل كلمات الله هي أمر غير وارد و نفيه قاطعاً .
ثم نجد القرآن يقول :
"وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ" يونس 15
هنا نجد المسألة أقل تشدداً ، فيخبرهم محمد بأنه لا يستطيع أن يبدّل القرآن من تلقاء نفسه ، إن هو إلا وحي ، أي أن مسألة التبديل واردة لكن لها قوانين و ضبط .
و يقول في آية أخرى :
“وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ" النحل 101
"مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" البقرة 105
فلماذا نسخ الأحكام و تبديلها ما دام الله علاّم الغيوب ؟؟؟؟
و هل الأمر يحتاج إلى قدرة إلهية في إلغاء و شطب آيات انتهت مدة صلاحيّتها ؟؟؟؟
لا أستوعب مبدأ نسخ الآيات و هو الذي يقول أن عنده "أم الكتاب"
فلو كان حقاً عنده أم الكتاب ، و اللوح المحفوظ و غير ذلك من هذه الخرافات ، فلماذا يجد نفسه مضطراً لتغيير كلامه و أحكامه حسب مستجدات العصر ، و أحياناً دون مستجدات .
مثلاً آية حبس الزانية إلى أن يتوفاها الموت ، جاء لينسخها بآية الجلد في سورة النور و أحادي الرجم ، فلماذا يغيّر طريقة القتل هنا ؟؟؟
الطريقتين من أبشع وسائل قتل الإنسان ، الموت البطئ في الحبس جوعاً و خوفاً و مرضاً ، أم القتل رجماً بالحجارة و ما يترتب عليه من آلام مبرّحة و موت بطئ و عذاب شديد ؟؟؟؟؟
و لنا في مسألة الرجم خاطرة مستقلة إن شاء الله .

و هناك آيات نسختها الآيات اللاحقة لها مباشرة ، مثل :
"ومن المجادلة قوله تعالى ‏{‏إذا ناجيتم الرسول فقدموا‏}‏ الآية منسوخة بالآية بعدها‏.‏ "
"ومن الأنفال قوله تعالى ‏{‏ إن يكن منكم عشرون صابرون‏}‏ الآية منسوخة بالآية بعدها‏.‏"

ذكره السيوطي في الإتقان .
فمتى تم العمل بهذا التشريع الذي نسخته الآية التالية مباشرة ؟؟؟؟
و كم مدّة العمل به ؟؟؟؟
لحظة ؟ يوم ؟ يومين ؟ سنة ؟؟؟؟
و هناك سور ينسخ آخرها ما جاء في أولها كقوله :
"ومن المزمل قوله ‏{‏قم الليل إلا قليلا‏}‏ منسوخ بآخر السورة ثم نسخ الآخر بالصلوات الخمس‏".‏ الإتقان .
و من أمثلة النسخ :
قوله تعالى ‏{‏فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم‏}‏ منسوخة بقوله ‏{‏وأن احكم بينهم بما أنزل الله‏}‏ قوله تعالى ‏{‏أو آخران من غيركم‏}‏ منسوخ بقوله ‏{‏وأشهدوا ذوي عدل منكم‏}‏
‏{‏وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله‏}‏ منسوخة بقوله بعده لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها‏.‏
‏{‏واللاتي يأتين الفاحشة‏}‏ الآية منسوخة بآية النور من المائدة‏.‏
هل اكتشف الله فجأة أنه لا يمكن للإنسان أن يبعِد خواطره الشيطانية و أنها أمور لا إرادية فكيف سيحاسب بها البشر فعدل عن هذه الفكرة ؟؟؟؟؟
هل اكتشف أن صفة العدل فيه سوف تتضعضع فآثر تغيير كلامه على تغيير صفته ؟
غريب هذا الإله و يقول لك بكل صراحة أنه يبدّل الآيات و يغيّرها و يأت بخيرٍ منها .
ما معنى"بخير منها" ، هل يعني أن الآية السابقة كانت كلام فاضي ؟
ليست ذات قيمة ؟؟؟
هل يمكن أن نفاضل بين كلام الله – حسب وجهة نظره – فيكون فيه الغث و السمين و التعيس و الأفضل منه أو الأكثر خير ؟؟؟؟
لو فكر المسلم – أقول لو فكر جدلاً – بهذه الآية ، ماذا سيقول في نفسه يا ترى !!!
هل يرضى أن يكون كلام إلهه نصفه أفضل من النصف الآخر ؟؟؟؟
هل يرضى أن تكون آراء إلهه متقلبة غير مستقرة ؟؟؟؟
أسئلة أتركها معلقة بين يديكم
فكّروا بها ، فكروا فقط .


01-08-2003, 12:31 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام - بواسطة الختيار - 01-08-2003, 12:31 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  خواطر حول اللحية فارس اللواء 0 389 03-21-2014, 05:20 PM
آخر رد: فارس اللواء
  لكل من يقول : تركت الإسلام .أنت لم تعرف الإسلام حتى تتركه . جمال الحر 9 3,841 06-20-2012, 02:35 AM
آخر رد: حر للابد 2011
  خواطر حول هاجس المد الشيعي فارس اللواء 17 4,445 03-16-2012, 03:19 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني
  خواطر حول قصة يونس عليه السلام مع الحوت . جمال الحر 24 7,982 12-15-2011, 03:11 AM
آخر رد: ahmed ibrahim
  سورة الأعراف ـ عجائب إحصائية وبيانية متنوعة ؛ إســـلام 3 2,365 09-24-2010, 02:46 AM
آخر رد: أبو فتوح

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS