{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
هل أصبحت القضية الفلسطينية عبئا على العرب والعالم؟
زكي العلي غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 317
الانضمام: Jan 2007
مشاركة: #1
هل أصبحت القضية الفلسطينية عبئا على العرب والعالم؟
الدول العربية تعتبر القضية الفلسطينية "قضية مقدسة" إلا أن ذلك يحدث عادة في الإعلام، فما يجري في الكواليس والمجالس الخاصة هو غير ذلك تماما.

كثيرون من العرب أخذوا يجردون الفلسطيني ممن يرونها "قدسية زائفة" ألحقت به تحت وطأة الشعور بالهزيمة، ويجهرون بالقول: إذا كانت "القضية مقدسة" فلا يعني هذا أن شخص الفلسطيني "مقدس" أو فوق الميول والاتجاهات أو أنه محصن ضد النقد.

وأكثر الآراء العربية اعتدالا ترى أن الفلسطيني ليس ملاكا هبط من السماء أو شيطانا رجيما خرج من قعر الجحيم. انه ببساطة إنسان مثلنا بلحم ودم ومشاعر وأحاسيس، ولا يتميز عنا بشئ سوى أنه ضحية ظلم كبير، لكنه لم ليس الضحية الوحيدة أو أن حيف التاريخ وقع عليه لوحده، فثمة شعوب أبيدت عن بكرة أبيها كالهنود الحمر أو خضعت للتقسيم كالأكراد أو تعرضت للعسف والجور على أيدي حكامها الطغاة كما كان الأمر مع الشعب العراقي طوال 35 عاما، أو كما هو الحال في شعوب مصر وسوريا والسودان والجزائر وليبيا والسعودية، بل في جميع شعوبنا تقريبا.

لا شك أن جريمة كبرى تعرض لها الشعب الفلسطيني، حيث شرد في كل الأصقاع منذ أن احتلت بلاده العصابات الصهيونية مدعومة بالقوتين العظميتين أمريكا والاتحاد السوفيتي السابق، ومن بقي على أرضه ظل يعاني مرارة الاحتلال ويلقى صنوفا من الاضطهاد والتنكيل والقهر والإذلال اليومي، غير أن كثيرا من الفلسطينيين، من وجهة النظر العربية، قلدوا عدوهم في ممارساته ربما دون أن يشعروا بذلك، إذ أن موضوع تقليد الغالب المنتصر كان وما زال موضع بحوث ودراسات مستفيضة لفك طلاسم هذا السلوك الذي يدفع بالضحية إلى التماهي مع جلادها.

وللإنصاف، فان الشعب الفلسطيني شعب كريم لا يستحق هذا المصير فهو يتميز بالحيوية ومتعلم في غالبيته، كما يضم في صفوفه نخبة مثقفة تعدى إشعاعها الوطن العربي. ونحن في العراق نتذكر باعتزاز جبرا إبراهيم جبرا كأحد بناة النهضة الفكرية والأدبية وروحي الخماش كمجدد للتراث الأندلسي الغنائي والموسيقي وعلي كمال كأكاديمي ومن علماء النفس المرموقين وكثيرين غيرهم ممن تولوا مهام التدريس كالشاعر معين بسيسو أو العمل في الحقلين الثقافي والفني كنصر محمد راغب حتى أن أحد أبرز ممثلي الكوميديا في عقدي الثمانينات والتسعينات وهو محمد حسين عبد الرحيم كان فلسطينيا.

العراقيون على سبيل المثال يعبرون عن ألمهم وامتعاضهم لما يتلقونه من هجمات إعلامية وسياسية لفلسطينيين تنكر عليهم خلاصهم من أعتى دكتاتورية عرفها التاريخ المعاصر وتمجد بوقاحة متناهية الدكتاتور المقبور، وكرد فعل على هذه الحملات الشرسة مثلما هو الأمر في لعبة كرة القدم يلجأون إلى اتهام منظمي الحملات بالعمالة والارتزاق. أبعد من هذا يسفهون إلقاء دروس النضال والمقاومة عليهم، فنقرأ في الصحف والمواقع العراقية على الانترنيت إن الفلسطينيين فشلوا في تطبيق هذه الدروس على أنفسهم إلى الحد الذي لا يمكن معه مقارنتهم بالفيتناميين الذين سطروا أروع الملاحم في مقاومة فرنسا وأمريكا ليحققوا استقلالهم الناجز أو حتى وضعهم على قدم المساواة مع الاريتيريين الذين زهدوا بالدولارات وحياة البذخ والنساء وفنادق الخمس نجوم واستمروا حاملين بنادقهم إلى حين إعلانهم الاستقلال.

ولعلنا قرأنا الكثير من المقالات التي تأخذ على الفلسطينيين عدم مقاومة الاحتلال الإسرائيلي مبكرا، فحتى حين ظهرت المقاومة الفلسطينية فقد ظهرت متأخرة جدا وبعد نحو ربع قرن على اغتصاب فلسطين، كما أن ظهورها اقترن بعمليات إرهابية أساءت كثيرا لقضيتهم مثل خطف الطائرات. ورغم مضي وقت طويل على هذه المقاومة فأنها لم تحقق شيئا يذكر وذهبت أرواح الآلاف من الفلسطينيين والعرب هباء منثورا قبل أن يضطر (أبوات القضية) في النهاية إلى التفاوض مع العدو الصهيوني والقبول بفضلة من الأرض تحولت مع الزمن إلى ساحة للاقتتال فيما بين (الأخوة الأعداء) كما نشهد اليوم فصولها الدامية.

وإضافة إلى ما قرأناه منذ أيام النكبة الأولى عن قيام الفلسطينيين ببيع أراضيهم لليهود، هناك آراء صريحة تحمٌلهم مسؤولية فشل تحرير بلادهم لأن كثيرا منهم أضاعوا البوصلة ولم يعرفوا كيف يدافعون عن قضيتهم وينتصرون لها بل هناك من الآراء ما هو أكثر صراحة حيث تعدهم "أسوأ محامي عن أعدل قضية"، فمفتي فلسطين أمين الحسيني اختار التعاون مع هتلر من منطلق ساذج هو "عدو عدوي صديقي" في وقت كانت فيه آلة الحرب النازية تحصد الملايين من الأوربيين وتدك المدن على رؤوس ساكنيها.

ولا يستطيع أحد من الفلسطينيين التغاظي عن الاتهامات التي لحقت بهم بسبب ارتضاء أعداد منهم القيام بدور القاتل بالنيابة أو كـ "بندقية للإيجار" تنتقل من كتف هذا الطاغية إلى كتف ذاك الدكتاتور حسب قيمة فاتورة الدفع ناهيك عن صداماتهم وعمليات التخريب في كل بلد حلوا فيه، فقد حاولوا إسقاط النظام الأردني عام 1970 وعبثوا بأمن لبنان وكانوا وراء إشعال حربه الأهلية في 1975 كما شقوا الصف العربي عندما أيدوا الغزو الصدامي للكويت عام 1990 بل انضموا إلى القوات الغازية مما حمل الكويت على طرد مئات الآلاف منهم بعد التحرير.

والسؤال الآن، هل تحولت القضية الفلسطينية بسبب هذا البعض من الفلسطينيين إلى عبء على العرب وأكاد أقول على العالم؟
ما يؤكد الجواب إيجابا على هذا السؤال عدم الاكتراث الحاصل بالقضية الفلسطينية أو دعمها ماديا ومعنويا كما كان يحصل من قبل، حيث لم تعد قادرة على تحريك تظاهرة من عشرة أنفار، إضافة إلى تراجع التأييد الدولي لها، خصوصا بعد انتشار فضائح الفساد بين القيادات الفلسطينية وتواتر الأنباء عن عشرات الملايين من الدولارات التي أودعها ياسر عرفات في حساب زوجته سهى الطويل لتنعم وابنته الوحيدة بحياة الرفاهية في العاصمة الفرنسية، عدا فضائح التواطؤ مع السلطات الإسرائيلية سواء في بناء جدار الفصل العنصري أو حماية أمن إسرائيل من الداخل.

بالنسبة لي ولملايين العرب الذين مازال جرح النكبة ينزف في أعماقهم يتمنون على الأشقاء الفلسطينيين عدم التدخل في شؤون غيرهم من العرب وأن يتعالوا على الخلافات العربية كمناضلين لهم قضيتهم الخاصة التي تستحق التضحية والدفاع عنها بالغالي والنفيس، فماذا ينفعهم أو ينفع هذه القضية كيل السباب للعراقيين وتمجيد جلادهم؟ وماذا سيجنون من وراء ذلك سوى النبذ والكراهية؟

لا أريد التمثل بالفلسطينيين في إلقاء الدروس على الآخرين لكنني أدعوهم مخلصا الى أن يظلوا على مسافة واحدة من الجميع، وقبل كل شيء عليهم أن يلتفتوا إلى أنفسهم أولا ليتصالحوا معها ومع بعضهم البعض ومع العرب الذين خسروهم، لأنهم بدون ذلك سيخسرون المزيد من المساندة التي هم بأمس الحاجة اليها بينما تظل إسرائيل هي الرابحة في نهاية المطاف.

08-03-2008, 04:26 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
هل أصبحت القضية الفلسطينية عبئا على العرب والعالم؟ - بواسطة زكي العلي - 08-03-2008, 04:26 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  سلمى والعالم الحر -رواية الملكة 10 3,192 07-15-2012, 10:19 AM
آخر رد: أسامة مطر
  السلطة الفلسطينية وهبلها! السلام الروحي 27 6,346 01-09-2012, 07:53 PM
آخر رد: السلام الروحي
  ماذا يعني إعلان الدولة الفلسطينية واسئلة أخرى ؟ عبادة الشايب 25 7,949 05-15-2011, 07:48 PM
آخر رد: غسان الغسان
  القضية الفلسطينية: مقترح عملي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة زيني عبّاس 50 12,440 05-15-2011, 01:56 PM
آخر رد: أسامة مطر
  لماذا لايحمل الملحد العربي السلاح ؟ وكيف ينظر للقضية الفلسطينية ؟ ابن نجد 37 9,161 11-29-2010, 02:17 AM
آخر رد: مرسيل

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS