Array وانا في بداية دخولي هذا النادي منذ حوالي أربع سنوات مضت، كان أول موضوع كتبته هنا بعد تسجيلي في النادي بخمس دقائق، هو استطلاع رأي عنوانه " موقفك من تغيير الفكر / الدين". وكان يتناول موقفك أنت كفرد ، بغض النظر عن عقيدتك، سواء كنت دينية أم لا دينية.. كيف سيكون موقفك من أحد أفراد العائلة الذي كنت تعتبرينه من المقربين جداً لأنه كان يعتنق نفس عقيدتك أو فكرك. وفجأة في يوم من الأيام، جاء وقال لك أنه لم يعد مثلاً لا دينيا، وأنه سيطيل لحيته ويقصر ثوبه ويمسك السواك وهكذا.
ثم يأتي هذا الشخص إليك و...قال إيه!.. بعد كل هذا ( ولكن دعينا نبقى أصدقاء كما كنا )
فكان سؤالي في الاستطلاع : ما هو موقفك أنت الآن؟

لهذا قلت الآن عندما عدت إلى النادي بعد سنوات أنني اخجل من فتح مواضيعي القديمة نوعاً ما.
وهذا الموضوع مثال على المواضيع التي أخجل نوعاً ما من فتحها مرة أخرى من مواضيعي القديمة.
لأنه ببساطة كان سؤال استطلاع غبي . فأكيد طبعاً أن الذي سيحصل هو النفور بين الطرفين في أخف الحالات
والعداء الشديد والحرب في أقصاها.
من غير استطلاع ولا يحزنون.
هذا أمر بديهي جدا في الطبيعة الإنسانية أن ما تعارف ائتلف وما تنافر اختلف.

[/quote]


هل أنت متأكد من أنك متأكد ؟
نفور في أخف الحالات !
وعداء شـديد وحرب في أقصى الحالات !

يا زميلي العزيز لا أعرف طبيعة المجتمع والعائلة و البيئة التي تعيش فيها ... لكن ما أعرفه ان هذه الامور تعتمد على الأشخاص الذين يحيطون بك وثقافة ذالك المجتمع الذي تعيش فيه .
يعني القضية ليست بهذه السوداوية والقتامة التي وصفتها في مداخلتك وأتلمسها بوضوح في مداخلات غيرك أيضاً ، لا ... بل هي أسهل بكثيـــر من هذا كله .
فالموضوع وبكل بساطة انك تشعر بأن راحتك النفسية و عاطفتك قريبة من دين وعقيدة غير تلك العقيدة التي كنت محسوباً عليها فأحببت أت تنتمي إليها وتلبي حاجتك الروحية ، أو قررت أن لا تنتمي إلى أي مذهب أو دين من الأديان لعدم اقتناعك بها كلها .. فأنا " بصفتي مقربة منك على سبيل المثال " لو كنت إنسانة واعية ومثقفة وأحمل الصفات اللإنسانية الكاملة أوحتى الشبه كاملة فسأقول لك ( ان لك مــــــــطلق الحرية في ما تؤمن به ، ولن يغير هذا من صداقتنا وقرابتنا شيئاً أبد ).

أما في حالة كوني عبارة عن كتلة من العقد النفسية وكل ما يشغلني في الحياة هو الولائي الايديولوجي ، ودائماً احدث نفسي سواء كنت في الشارع أو في الجامعة او في العمل او في تواصلي في النت قائلاً ( يا ترى ماهي ديانة ذالك الشخص ؟ هل هو منا أم منهم ؟ هو عدو أم صديق ؟ قد يكون عميلاً .. أو جاسوساً ، قد يكون داعية متخفي من الدين الفلاني أو مبشر من الدين الفلاني يريد هدم دين الله ... إلخ ) فعندها لن تخلص مني أبداً و سيكون الجو مشحون دائماً وكل ما هو حاضر بيننا هي عبارات مثل النفور وحد الردة و البغض وأتهامات تلقى جزافاً.. وعداء شديد وحرب في أقصى الحالات !

ما أريد قوله ان ما أنت متأكد منه غير صحيح مع احترامي لرأيك ، فأنا مثلاً لا دينية من عائلة مسيحية يواظب أفرادها على حضور صلوات الأحد في الكنيسة ولكل فرد من أفراد عائلتي كتاب انجيل خاص به يضعه قرب وسادته ويقرأ منه شيئاً قبل النوم ، لكنني لم أشعر في يوم من الأيام انني منبوذة من قبلهم ، بل قد أكون الأكثر حظاً في تلقي الحب والأهتمام من أهلي وخصوصاً من طرف والدي " حسب ما يدعي اخواني وأخواتي " :blink:

وهذا هو الحال في المجتمع الذي أعيش فيه حالياً ، بل ِأنه وقبل فترة قصيرة دعونا صديقة انكليزية مقربة للعائلة لتناول العشاء هي وخطيبهاعندنا ، وكان قد مضى على خطوبتهما حوالي أربعة أشهر ، وتفاجأت انه بينما كنا نتكلم في موضوع ورد فيه بعض العبارات و المصطلحات الدينية ، التفت الشاب تجاه الفتاة وقال لها ( بالمناسبة يا عزيزتي هل أنت مؤمنة ؟ )
تصور انه سأل عن عقيدة خطيبته بعد أكثر من أربعة أشهر على خطوبتهما !
بينما في بلداننا تجد ان اول شيئ نهتم به حين نتعامل مع اي شخص في الشارع او السوق او العمل هو التركيز على هيئته ومظهره لنستنتج من خلالهما الدين الذي ينتمي إليه أو طائفته وبالتالي نعامله حسب ما يستحق.

يا سيدي نحن غارقون غرقاً في عقدنا الدينية التي اختلطت مع امراضنا النفسية ، بل أحياناً اصل الى مرحلة الأعتقاد بأن امراضنا عقلية وليست نفسية ، فمن المعروف في علم الطب ان المريض النفسي يعي كل ما يدور حوله ويعي حالته المرضية تماماً ويقبل العلاج بل ويسعى له في معظم الاحوال ، اما المريض عقلياً فهو غير مستبصر بمرضه أي لا يعترف بأنه مريض أساساً ولايشعر بالتغيرات من حوله ويرفض العلاج او المساعدة .

على كل حال الكلام يطول و وقتي قصير ، ولا أظن انني أستطيع أن اغير هذا ببضع كلمات اكتبها هنا او هناك ، وعلى رأي فيروز " كتبنا ما كتبنا ... يا خسارة ما كتبنا " .

شكراً لك زميلي العزيز :97:
على فكرة نظارتك الشمسية حلوة :hii: