مرحباً

نشرت قبل فترة موضوع يتضمن اقتباسات للمجرم الماركسي فلاديمير لينين، وقد أثار الموضوع عاصفة من الآراء المتقابلة، اليوم قررت أن اعمل موضوع مشابه ولكن هذه المرة عن مؤسس الماركسية ورأسها: كارل ماركس.

هذا الموضوع سيعرض الوجه الأخر لكارل ماركس، الوجه القبيح الذي لا يريدكم الشيوعيون أن تروه.

العبيد مثل المكائن

في سنة 1846 كتب ماركس رسالة الى Pavel Annenkov جاء فيها:

"ان الرقيق المباشر كما المكائن يشكلان المحور الذي تدور عليه الصناعة في أيامنا. بلا رقيق فانه لن يكون هناك قطن، بلا قطن فانه لن يكون هناك صناعة حديثة. انه الرقيق هو من أعطى قيمة للمستعمرات، والمستعمرات هي ما خلق التجارة العالمية، والتجارة العالمية هي الشرط الضروري للصناعات الثقيلة، نتيجة لذلك، قبل تجارة الرقيق كانت المستعمرات ترسل مقداراً قليلاً من البضائع إلى العالم القديم ولم تغير وجه العالم بصورة ملحوظة.

فالرقيق على هذا يشكل فئة اقتصادية ذات أهمية قصوى. فبدون رقيق، فان أمريكا الشمالية، الأمة الأكثر تقدماً، ستتحول إلى بلد أبويّ. فقط أزل أمريكا الشمالية عن الخريطة وستحصل على فوضى، على الزوال الكامل للتجارة والحضارة الحديثة.

لكن إنهاء الرق معناه إزالة أمريكا الشمالية. وكون الرق فئة اقتصادية، فالرقيق كان موجوداً في كل الأمم منذ بداية العالم. كل ما حققته الأمم الحديثة هو إخفاء الرق في الداخل واستيراده صراحة إلى العالم الجديد"(1)

ظن الكثيرون أن الرق في أمريكا الشمالية لا يمكن إلغاؤه وإلا نتج عن ذلك الدمار الكامل للاقتصاد الامريكي وكلام ماركس ردده الكثيرون بصورة ببغائية مع الحديث عن الضرورة وان العبيد مثلهم مثل المكائن وهو كلام يذكرنا بعبارات ارسطو المشابهة لهذه. لكن هناك رجل شجاع جداً، رجل لا يأبه لكلام أرسطو والأنبياء وماركس وأمثالهم ... هذا الرجل ضرب بكلامهم عرض الحائط وحرر العبيد في أمريكا الشمالية سنة 1863 بعد 17 سنة من رسالة ماركس، فانظروا من النبيل هنا؟

تحية لأبراهام لينكون. :yes:

لا شفقة عندنا لكم

كان ماركس قد أصبح من ضمن طاقم تحرير صحيفة Neue Rheinische Zeitung (جريدة رينانيا الجديدة) وكانت هذه الصحيفة تتعرض للمراقبة الحكومية وتعرضت إحدى مقالات ماركس للإلغاء. ومن ثم في حزيران 1849 طلبت الحكومة من ماركس مغادرة البلاد خلال 24 ساعة بعد انتهاء فترة إقامته، وفي 18/19 من نفس الشهر صدر العدد الأخير من هذه الجريدة وسمي بالإصدار الأحمر لأنه تم استخدام حبر احمر في طباعة الجريدة، وفي هذا العدد كتب ماركس مقالاً ختامياً مهماً جداً بعنوان:

Suppression of the Neue Rheinische Zeitung وفي هذا المقال ختم ماركس كلامه بفقرة مهمة جداً، فقرة يتوجب على كل ماركسي أن يقرأها ويحفظها جيداً حتى يعرف حقيقة هذا الرجل، اقرؤا معي ماذا كتب ماركس:

"ليس لدينا من شفقة لكم، ولا نسألكم الشفقة، فحينما سيأتي يومنا، فأننا لن نتصنع أعذارا للإرهاب. لكن الإرهابيون الملكيون، الإرهابيون بفضل الله والقانون، من ناحية الممارسة: متوحشون مستنكفون وحقراء، ومن ناحية النظرية: جبناء سريـّون ومضللون ومن كلا الناحيتين لا سمعة لهم." (2)

بلد سمح لك بالعيش على أرضه ونشر السموم الماركسية وإثارة القلاقل وطلب منك أن تغادر بأدب، فتوعدته بالإرهاب؟ أتراك لو كنت مكان الملك وكان الملك مكانك، ماذا كنت ستفعل يا ماركس؟

العرب غزاة وبرابرة

كم شنف الماركسيون أذاننا بالحديث عن الاستعمار وسحق الشعوب والدعوات على الغرب ولاسيما أمريكا؟ كم تحدثوا عن هذا؟ كم اخبرونا بأنهم مع الشعوب وضد المستعمرين والامبرياليين؟

حسناً، دعونا نر ماذا يقول ماركس بشأن الاستعمار الانكليزي للهند والدول العربية والاسيوية، تريد أن ترى موقف ماركس؟ تفضل يا سيدي:

"على انكلترا ان تقوم بمهمة مزدوجة في الهند: الأولى مهمة تدميرية والثانية تجديدية، إفناء المجتمع الأسيوي القديم، وإرساء الأسس المادية للمجتمع الغربي في أسيا.

إن العرب والترك والتتر والمغول الذين بالتتابع تغلبوا على الهند سرعان ما أصبحوا هنوداً، إذ إن الفاتحين البرابرة أنفسهم جرى فتحهم بالحضارة الأكثر تفوقاً (حضارة الهند)، وبحسب قوانين التاريخ الأبدية. البريطانيون كانوا أول فاتح بحضارة أكثر تفوقاً ولهذا فمن المتعذر عليها الدخول في الحضارة الهندية. لقد دمروا الحضارة الهندية عن طريق تحطيم المجتمعات المحلية، واجتثاث الصناعة المحلية، وتشذيب كل ما كان يعد عظيماً ورفيعاً في المجتمع المحلي. إن الوثائق التاريخية لحكم هؤلاء في الهند لا تكاد أن تذكر شيئاً ابعد من الدمار وأعمال التجديد ترشح بالكاد ما بين كومة الأنقاض، ومع ذلك فان أعمال التجديد قد بدأت" (3)

كنت أتوقع أن أجد إدانة لما تفعله انكلترا بالهند باعتبار أنها مستعمرة، لكن بدل هذا نجد ماركس يشجع بريطانيا على ما تفعله، ويطلب منها ان تدمر المجتمع الأسيوي وتزيله تماما وتبني محله مجتمعاً غربياً.

وأمر أخر هنا ... هو موقفه من الفتوحات العربية، فماركس اعتبر العرب والاتراك والتتر والمغول كلهم في خانة البرابرة وهؤلاء البرابرة حينما فتحو الهند فأنهم تأثروا بالحضارة الهندية وصاروا هنوداً وسمى هذا بقانون التاريخ الأبدي(وهو كلام اتفق معه على صحته) ولكن بما أن حضارة الانكليز أرقى فان هذا يعطيها مناعة من التأثر بالحضارة الهندية.

أي أن ماركس اعتبر العرب برابرة، والمضحك المبكي إن الكثيرين سيعتبرون هذا الموقف عنصري ضدهم، فقد سبق ان اتهمت بالعنصرية ضد العرب على جملة اقل من جملة ان العرب كانوا برابرة ! انه شيء يرفض البعض ان يعترف به لعاهات فكرية مستديمة لا سبيل الى علاجها، على كل وجدنا رجلاً يتفق معنا على رؤية ما.
وقد كان بودنا أن نستمر بعرض الكثير من أقوال هذا الرجل لولا ضيق الوقت...فاعذرونا.

-------------------------------------------
1- Marx, K. (1975) Letter from Marx to Pavel Vasilyevich Annenkov, Marx Engels Collected Works. Quotation's translated to Arabic by Enki. International Publishers., Volume 38: pp95. An online copy can be viewed at: http://www.marxists.org/archive/marx/works...rs/46_12_28.htm checked on 4th of August, 2008.
2- Marx, K. (1849) Suppression of the Neue Rheinische Zeitung, Neue Rheinische Zeitung No. 301 Translated by the Marx-Engels Institute. Quotation's translated to Arabic by Enki. An online copy can be viewed at: http://www.marxists.org/archive/marx/wor...05/19c.htm checked on 4th of August, 2008.
3- Marx, K. (1853) The Future Results of British Rule in India, New-York Daily Tribune August 8, 1853 Quotation's translated to Arabic by Enki. An online copy can be viewed at: http://www.marxists.org/archive/marx/wor.../07/22.htm checked on 4th of August, 2008.

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني