هكذا بدأت وهكذا انتهت
عندما تسكن في ديار الحب,,,, فإن ابعد شيء ممكن ان تتسم به هو الذكاء,,, لسبب ان الذكاء في الرأس,,,اي في العقل,,,, وعند الحب يغيب العقل ويظهر القلب,,,, ومن قلبه دليله فهو اكثر عرضة للضياع والهزيمة,,,,, كما ان الحب عدو المنطق,,, فعندما يدخل الحب يخرج المنطق,,, فهما كالضدان لا يلتقيان,,,, هنالك كثيرين تغنوا بالحب,,,, ولعل اجمل جملة قد سمعتها او اكثر جملة قد استصغتها " الحب سلطان,,,, اذا فهو يعلو على القانون",,, وانا احاول ان اضيف " الحب قمة الضعف,,,وقمة الاستسلام,,, يكون الانسان فيها معرضا للهزيمة والانكسار". وتنطبق قاعدتي عندما يكون الحب من طرف واحد,,,, طرف محب مستسلم لأمر المحبوب.... والمحبوب ان كان لا يبادلنا نفس الشعور يعيش كحاكم ظالم لا يهمه امر وطنه "الحب" ولا يسأل عن حال شعبه "حبيبه".
في مرة اسمعني شخص عرفته جملة لا اعلم مصدرها,,,," اذا كان الشيطان استاذي,,,فما زال تلميذ المرأة",,, لقد كان يعاني من حالة انكسار شديدة,,, كان يحب فتاة حد الجنون,,,ولكنها لم تكن تبادله الشعور,,, بل كانت تكره شخصيته كما كنا وزملائي نكرهها,,,, ولكن اعتقد بأن حالته لا تنطبق عليها هذه الجملة,,, بل انا الاقرب الى ذلك,,,, كوني اعيش حالة حب من طرفين,,, طرف يحب ويعشق بصدق واخلاص واخر يحب بداعي الشفقة,,,, والحب بداعي الشفقة اوهن من بين العنكبوت,,, ريح خفيفة باستطاعتها ان تدمره وتخفيه عن الوجود,,,,,
في احدى ايام روايتنا,,تحديدا في ليل يوم الجمعة دار بيننا اتصال كالعادة,,,و طلبت مني ان نتلقي صباحا في حدود العاشرة,,, شريطة ان اوقظها او توقظني من النوم,,, وذلك يعتمد على من سوف يستسقظ اولا,,,,
وانا من بادرت بالاستيقاظ باكرا.... بل انني كنت انام ساعة واستيقظ,,, وعندما اتـأكد من بعد الموعد ارجع وانام لأعود واستيقظ مرة اخرى بعد ساعة,,, واستمرت حالتي الى ان اقبلت وطلت علي الساعة التاسعة,,, لابادر واقرع جرس هاتفها,,, مرة,,,مرتين....عشرة,,, عشرين.... واستمر صراعي وصراع الجرس لحدود الساعة الثانية عشر ظهرا,,, بعدها تجهزت وخرجت من المنزل واستقليت مركبتي متجها الى مكان اللقاء المتفق عليه,,, واستمريت بقرع جرسها,,, حتى تلطفت واستيقظت وردت على مكالمتي في حدود الساعة الواحدة والنصف ظهرا,,,,,
بدأت تكلمني وهي تسأل عن الوقت,,, لتعكس لي مدى انبهارها وصعقتها بأن الوقت فد تأخر,,,موجة من الحزن طوقتها ونبرة صوتها,,, ولكنني حاولت ان اخفف عنها وان اقنعها بأنني لم اكن متضايقا منها,, بل كنت قلقا عليها,,وان يومنا ما زال في منتصفه ومعنا الكثير من الوقت,,,, رفضت ان تخرج,, وانقلبت حالتها الى بكاء وحزن وعصبية,,, حاولت ان اخفف عنها واعرف سبب سخطها,,, لكن محاولاتي بائت بالفشل,,, حاولت مداعبة مشاعرها برسائل على شكل قصائد تعبر لها عن مدى حبي لها وعن قلقي لقلقها وحزني لحزنها وخوفي عليها ورغبتي بمعرفة ما يزعجها كي احاول مساعدتها,,ولكنها كلها محاولات قاسمها المشترك بأنها كانت فاشلة,,,,,,
يتبع,,,,,,,,,,,,,,
|