Array

هل تقرأ لابن عربى يا ابراهيم ؟

انا لا احب التدين الصوفى و لا كلامهم و لا اقر افكارهم

لكن ابن عربى و فتوحاته المكية شيء لا يمكن وصفه

مختصر الفتوحات هو بجوار سريري عندما اقرأه اشعر بغيرة شديدة كي يمكن ان يحب الله (بفتح الهاء و ضمها) احد (برضه بفتح الدال و ضمها)اكثر منى

اتمنى لو اقضى ايامى الاخيرة فى الحياة بعيدا وحيدا مع الله و لله و فى الله على رأى ابن عربى
[/quote]


أقرأ لابن عربي ومولانا جلال الدين الرومي ومن يشبههما في الخط الروحي. التدين نوعان بحسب رؤيتي وملاحظتي الشخصية عبر كل هذا الترحال:

1. تدين عقائدي تقليدي دوجماطيقي Dogmatic/ traditional Religiosity: وهذا هو تدين العوام وفيه يجنح الناس إلى الالتزام بحرفانية الدين ويكـفـّرون بعضهم بعضاً حيث كل واحد يظن أنه يملك الحقيقة وحده/ وحدها. هذا الفريق أتعبني كثيراً من مسلمين ومسيحيين بل وحتى يهود. لهم تقاليد واعتقادات يتناقلونها من جيل إلى جيل ويتشبثون بالحرف فيها والخروج عن هذا التشبث يجنح بهم لممارسة سلطتهم ونفي المخالف إلى وراء الشمس كما يفعل البابا شنودة مثلا في حرماناتهم واقتطاعاته لهذا أو ذاك وكأنه إله أو حاكم بأمر الإله!

2. تدين صوفي/ نسكي/ روحاني Mystical/ Sufi Spirituality: وهذا فيه يطلب الناس المعبود لذاته وبصرف النظر عما قيل حوله من أفكار وما بصرف النظر عما تقول به العقائد. هنا تجد ابن عربي ومار أفرام وسيليسياس وفخر الدين العراقي ومايستر إكهارت والحلاج وكوستي بندلي والمطران جورج خضر وكثير من مشايخ لبنان ممن يصادقون جورج خضر وكوستي بندلي ويسيرون على هذا النهج الروحي؛ وعدد كبير جداً يصعب أن تقول فيهم هذا أفضل من ذلك. ستجدني مع هذا الفريق. هنا الروحانية تذوق وليست اعتقاد جامد جاف به فرائض وطقوس وشعائر. باعتقادي الإيمان تذوقي وليس شعائري أو طقوسي. نؤمن لأننا نحتاج الله ولسنا نؤمن طمعاً في الحصول على ثواب أو عقاب وبالنسبة لي لا أريد الثواب والعقاب وأميل للتشكيك فيهما.

وعندي أنك مادمت قد دخلت إلى عالم ابن عربي وشاركته حياته واقتسمت خبرته الإيمانية معه فأنت حقاً في قلب الله الآن وبلغت ما يريد غيرك بلوغه وهو بجوار سريرك يؤنسك ونعم الأنيس.

شكراً جزيلاً على هذه المكاشفة الجميلة منك عن ابن عربي. وعندي لك خبر ربما يسرك: هناك كتاب اسمه "الشمس المنتصر" عن مولانا جلال الدين الرومي وأتمنى أن أرسله لك قريباً. أراه كتاب ممتع جداً. الخبرة الإيمانية لقوم كهؤلاء هي ما نحتاجه لا الجدل أو السفسطة العقائدية فكل دين عندي به من الثغرات ما يكفي.

وأسعد الباري أيامك.