الآية47
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ
شهادة من رب العالمين على المنزلة الخاصة لليهود عند الله، فالله ذاته قد فضلهم على العالمين. فليس من الضروري أن يحب الله خير أمة أخرجت للناس، بل هو يحب بني إسرائيل لأنه فضلهم على العالمين، أما غيرهم فقد ميزهم الله بكلمة ( كنتم) خير أمة، ولم يقل جل شأنه ( وما زلتم ). إذاً يا إخوتي، علينا أن نحب من أحبهم الله ولا نبغضهم ولا نحاربهم اتقاء لغضب الله.

الآية48
وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ
كلام واضح، وهو وعيد من الله لعباده الكفرة وإخبار عن هول يوم الحساب لا تختلف عن مثيلاتها في أي كتاب سماوي حالي.

الآيتان 49 - 50
وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ
يُذكّر الله بني إسرائيل بفضله عليهم، كما يستعرض رحمته ودعمه لشعبه المحبوب ويفاخر بقدرته على شق البحر عملاً لا يستطيعه بشر. تمادى آل فرعون في إيذاء اليهود كما يفعل بعض العرب الآن، فقد ذبح آل فرعون أطفال اليهود، واستباحوا نساءهم لسبب واحد فقط هو أن الله أراد ابتلاء بني إسرائيل، وهذه حكمة إلهية، فإذا أراد الله ابتلاءك أخي المؤمن ليعرف مدى صبرك فإنه يرسل لك من يذبح أطفالك ويغتصب زوجتك ويلحق بك حتى البحر حيث يتدخل الله فجأة فيشق البحر أمامك ثم يغلقه عليه. وعندما ترى مقتل عدوك بهذه الطريقة المدهشة ستنسى أطفالك المذبوحين، وتنسى زوجاتك المغتصبة، وتنسى حتى حليباً رضعته طفلاً.

يعترض بعض الكفار على هذا فيقولون: وهل من الضروري أن تذبح أطفالنا وتستباح نساءنا ليعرف الله إيماننا؟ ولهم نقول: وما قيمة أطفالكم قياساً بأنهار وفواكه الجنة؟ ما قيمة نسائكم قياساً بحور الجنة؟ تالله إن عضة تفاحة في الجنة تستحق ذبح أطفالي. وجلسة حوار هادئ مع حوريات الجنة تستحق اغتصاب كل نسائي. روحي وأطفالي ونسائي فداء لرب العالمين. فاختشوا يا مؤمنين وارتدعوا وكفاكم تقولاً على ربكم لعلكم تفوزون برضاه وتنعمون بفواكه جنانه.