الآيتان 55 - 56
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
الله، أحياناً، سريع العقاب وأحياناً يمد للطاغين، وهذا التحول في رغباته تعالى سببه أولاً وأخيراً البشر أنفسهم. لقد تمادى اليهود في فسقهم إلى الحد الذي طلبوا فيه رؤية الله تعالى، وهذا محض ابتزاز سفيه. لذلك سارع الله بصاعقة أخذتهم وهم ينظرون.

هذا يعني أن الله شرع بإظهار نفسه، فالتفت اليهود لينظروا فعاجلهم بصاعقة.
اعتقد اليهود أن الله كلم موسى لأجلهم، لذلك فمن حقهم طلب رؤيته، وهذا ما أغضب الله، فترك حلمه جانباً لأنهم لا يستحقونه، وضربهم بالصاعقة.

عودة هنا إلى القدرة المدهشة على الإماتة والإحياء السابق شرحها موضوع الآية 28 أعلاه. قضت الصاعقة على القوم فبعثهم الله من بعد موتهم، لماذا؟ لسبب وحيد وجيه: ليشكروه، وليشكروه فقط، فهو يحب أن يشكره عبيده بعد كل إماتة وإحياء. اللهم أمتنا نحن عبدك سبارتاكوس الإسبرطي ثم أحيينا لنشكرك يا رب العالمين طمعاً في جنتك.


الآية57
وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
تطرق الله إلى أساليب مختلفة مع بني إسرائيل، منها القتل وإعادة الإحياء، ومنها التلطف. فهو هنا أظلهم بغمام وأطعمهم المن والسلوى. تأملوا يا ‘خوتي هذا اللطف الإلهي البالغ، وهذه المحبة الفائقة لقوم لا يستحقون، والله يعرف أنهم لا يستحقون، لكنهم يعرف أن المحاولة لا خسارة فيها.
يا للطف الله، تصوروا؟ يطعمهم المن والسلوى بالرغم من ظلمهم! نكاد لا نستطيع الانتظار لملاقاة ربنا سبحانه وتعالى لنتذوق المن والسلوى، اللهم اجعلها من نصيبنا نحن عبدك سبارتاكوس الإسبرطي، واحرم منها كل ينسبون لك كلاما لم تقله وبرئت نفسك منه وتعاليت عنه شاهقاً بعد شاهق.