حدث ثقافي سوري هام في عهد بشار
السيدة أسماء الأسد: فينيقيا اليوم تحمل للعالم رسالة السلام والتواصل الثقافي
سفينة فينيقيا تبحر من أرواد لتستقر في المتحف البريطاني بلندن عام 2009..
أطلقت السيدة أسماء الأسد سفينة «فينيقيا» من جزيرة أرواد معلنة بدء الرحلة البحرية التي تحاكي أول رحلة لسفينة شراعية فينيقية حول افريقيا انطلقت قبل أكثر من 2600 سنة. وقد استقلت السيدة أسماء الأسد السفينة في أول انطلاقتها إيذاناً ببدء الرحلة التي تحمل اليوم الى العالم رسالة السلام والتواصل الثقافي التي دأبت سورية نشرها على امتداد تاريخها ولتعبر عن استمرار التواصل الحضاري بين أجيال سورية لاسيما وأنها صنعت بأيدي أرواديين توارثوا مهنة أجدادهم الفينيقيين حتى انفردوا بصناعة هذا النوع من السفن لتشكل جزءاً من تاريخنا وتراثنا.
ويأتي اهتمام السيدة أسماء الأسد بهذا المشروع كجزء لا يتجزأ من اهتمامها بمكونات الثقافة العربية. وقد نفذ هذا المشروع من قبل مجموعة من البحارة المتمرسين بدعم من الجمعية السورية البريطانية والجمعية الملكية الجغرافية البريطانية والمتحف البريطاني ويشارك فيه عدد من الجغرافيين والمؤرخين وعلماء الآثار وترعاه الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية لعام 2008 بالإضافة الى بنك بيبلوس سورية ومساعدة غرفة الملاحة البحرية السورية.
وتضمن حفل إطلاق السفينة «فينيقيا» عزفاً لأول نوطة موسيقية اكتشفت في أوغاريت مترافقة مع حركة راقصة تمثل تراث تلك الحقبة ومرافقة صوت نعمى عمران الأوبرالي.
وأكد الدكتور فواز الأخرس رئيس الجمعية السورية البريطانية في كلمة ألقاها بهذه المناسبة أن إطلاق السفينة فينيقيا يذكر بالدور الحاسم الذي لعبه الفينيقيون في صياغة أقدار العالم القديم ووصلوا الى أبعد مواطن الجنس البشري على بعد آلاف الأميال قبل وقت طويل من نشوء العولمة بشكلها الراهن. وقال: إن هذا الاحتفال يشكل علامة بارزة في برنامج احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية لعام 2008 وكلنا أمل أن ما نقوم به اليوم سيؤدي الى مزيد من التقدير في سورية والخارج.
وألقى فيليب بيل قائد رحلة السفينة فينيقيا كلمة في احتفالية إطلاق السفينة الى عالم البحار قال فيها: إننا ندرك التحديات والصعوبات الكثيرة التي ستواجهنا في رحلتنا التي تستغرق عشرة أشهر لكننا سننجز عملاً ثقافياً ووثائقياً وقبل أن ترسو فينيقيا في المتحف البريطاني سنكتشف المزيد عن البحارة الفينيقيين وسنعرف أكثر عن أول رحلة افريقية ونشكر كل من ساهم في إنجاز هذا العمل خاصة أهالي جزيرة أرواد الذين ساعدونا في تحويل فينيقيا من حلم الى حقيقة.
كما ألقت الدكتورة حنان قصاب حسن الأمين العام لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية لعام 2008 كلمة قالت فيها: إن الأمانة تبنت مشروع بناء السفينة الفينيقية وإطلاقها في رحلتها حول افريقيا لأنها تعكس إرثاً سورياً ثقافياً بامتياز مشيرة الى أن سواعد الأرواديين الذين بنوها هو ثمرة تعاون بين مختصين من انجلترا وفرنسا وأوستراليا واليونان وهي فرصة للمغامرين من أبناء الأرض للإبحار على متنها وهي تعكس صورة سورية الحقيقية.
جدير بالذكر أن مشروع سفينة فينيقيا بدأ في صيف عام 2005 معتمداً على حطام سفينة فينيقية بشكل أساسي قرب مرسيليا وهي طبق الأصل عن السفن التي بناها الفينيقيون ونفذها خبراء أرواديون باستخدام مواد تقليدية فينيقية وربطوا ألواحها بمسامير خشبية مصنوعة بالأسلوب الفينيقي نفسه ويصل طولها الى 21.5 متراً وعرضها 5.75 متراً وستقطع 17000 ميلاً خلال أكثر من عشرة أشهر وعدد طاقمها 20 بحاراً من مختلف الجنسيات وسيقام للسفينة في المرافئ التي ستعرج عليها حفلات موسيقية يشارك فيها فنانون من مختلف دول العالم.
وقد اختيرت جزيرة أرواد منطلقاً للرحلة كونها مدينة فينيقية قديمة تفتخر بتقاليدها العريقة في صناعة القوارب الخشبية وستتوجه فينيقيا الى قناة السويس نزولاً الى الساحل الشرقي للقارة الافريقية والإبحار حول رأس الرجاء الصالح والصعود الى الساحل الغربي لأفريقيا عائدة للمتوسط متممة رحلتها في أيار 2009.
ويتبعها رحلة أخرى تنطلق نحو المملكة المتحدة لتصل إليها في صيف 2009 وتستقر في متحف لندن كونها أبرز القطع التي ستعرض في معرض حول الثقافة الفينيقية ما بين 2009-2010 في العاصمة البريطانية.
وقد حضر حفل إطلاق السفينة عدد من السادة الوزراء والمدعوين وضيوف عرب وأجانب وفعاليات اقتصادية وثقافية واجتماعية وحشد غفير من أهالي جزيرة أرواد الذين أطلقوا حمائم السلام.