مرحباً

في العراق هناك حكمة بعثية سائدة تقول: اذا اردت ان تشغل الشيعة عن السياسية فما عليك سوى ان تقتل لهم اماماً وتدفنه وتبني فوقه قبة مذهبة...وستجدهم قد نسوا كل شيء وانشغلوا بزيارة الامام واللطم عليه والبكاء وتأليف القصائد وتمثيل "التشابيه" في ذكرى مصرع الفقيد والولي المقدس.

ولأن الشيعة هم جزء من امة بلاد العرب اوطاني التي يجمعها طريقة تفكير واحدة مثلما يجمعها لغة واحدة وتاريخ واحد ومصير اسود واحد ومحتوم بعون واحد احد. فان ما يحصل للشيعة يحصل في كل البلدان العربية حينما يموت لهم عزيز او يقتل بايد غادرة.

للعقلية العربية وضعان لا ثالث لهما: وضع اللطم والندب والبكاء على الاطلال والاعزاء والامجاد التي لن تأتي مجدداً ووضع العنتريات والمفاخر والفشخرة بالانتصار على الذباب والبق والمساكين والشعوب الضعيفة والاقليات البسيطة.

سمعنا بخبر وفاة الشاعر الفلسطيني محمود درويش فلم يشذ تفكير خير امة اخرجت للناس عما اعتادت ان تفعله قبل عشر قرون خلت من الزمان. ان هذه الامة لا تزال تعيش عصر البداوة والتفكير الفردي العاطفي ومداعبات الاساليب الهمجية، ان المحور الذي يدور عليه تفكير ابناءها هو رفعة الذات...وغاية تصرفاتهم واعمالهم هي المشيخة على الاخرين.

يريد كل واحد منهم ان يثبت تفوقه على الاخرين فيصبح هو الشيخ المقدم الذي لا يشق له غبار، وجدت بعضهم حينما يذكر اسم محمود درويش يصرخ صرخة واحدة وبحزن عظيم لهذا الخطب الجلل ويكاد ان يغمى عليه فرطا من الحزن والكمد حتى تظنه من بقايا العائلة او احد ابناء الفقيد الغالي. ان صاحبنا يريد ان يتمشيخ على الاخرين ويبرز نفسه ويضعها في مصافي الشرفاء الذين استمسكوا بالعروة الوثقى.

صاح اخر وقد اغرورقت عيناه بالدموع: سائرون على دربك يا حبيب. ربما سينتمي صاحبنا الى احد الاحزاب اليسارية الاسرائيلية ... انا لا اعرف، لكن ما اعرفه ان صاحبنا مبرمج على وضع (العنتريات) وربما بعد ان يلقي خطبته العصماء التي يؤكد فيها انه شريف ويشرح لنا الفروق التفصيلية بين مواقفه الوطنية وموقف الخونة والعملاء والانبطاحيين وآكلي الريجيم (كما كان يقول جان) فانه سيغلق المنتدى ويطوي عنه كشحاً ويكمل تصفح الموقف السكسي الذي كان يتصفحه قبل مداخلته الغالية.

الفت القصائد واقميت الولائم ولم يزدد سوى الثري ثراءاً والفقير فقراً، لم يتغير شيء في اي شيء، لم نسمع سوى الرغاء وضربات اكف اللاطمين وقصائد الملالي وعنتريات المكاومين.

لا شيء اخر...!

مرحباً بكم في امة عربية واحدة ذات عقلية بائدة

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	بنحبك يا مصر، والله العظيم بنحبك	خالد	0	1,274	02-12-2011, 02:11 PM آخر رد: خالد
	بابا الفاتيكان عند الشيطان بوش ....والله عيب ياقداسة البابا	بسام الخوري	7	1,603	04-19-2008, 12:39 PM آخر رد: rambo
	ولكن والله لا تعلوني استي أبداً	arfan	5	1,088	08-11-2007, 07:58 PM آخر رد: arfan
	الغزو الفكري: إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلاً جميلاً وإن كنت تداويني فقد والله برأت	arfan	5	1,050	03-02-2007, 09:42 PM آخر رد: arfan
	هذا ، والله وآياته وأتباعهم أعلم	حسان المعري	3	737	02-10-2007, 02:26 PM آخر رد: حسان المعري