[quote] coco كتب/كتبت
فإن القران يقول في سورة مريم آية 54 ( واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا )
بالإضافة لذلك لو قرأت الآية 41 من سورة مريم لوجدت أن القرآن يقول ( واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا ) ولم يقل رسولا نبيا بينما كان ابنه إسماعيل ( رسولا نبيا)


========================================
إليك هذا المثل :
أرسل الملك في استدعاءك للحضور ، فأمر رئيس الوزراء بذلك ، وهذا الأخير أمر وزير الداخلية ، ووزير الداخلية أمر المحافظ ، والمحافظ أمر مديرية الأمن ، ومديرية الأمن أرسلت لك الشاويش حسين .
فهل يعتبر الشاويش حسين رسولا للملك؟
بالنسبة لي ولك فإن رسول الملك هو من تلقى الأمر مباشرة من الملك وليس الشاويش حسين ، أما بالنسبة للملك فكل الذين نفذوا أمره يعتبرون رسله حتى ولو كان منهم من لم ير الملك ، فلو أنك تباطأت عن دعوة الملك ثم أحضروك إليه بالقوة لقال لك : لماذا لم تأت من فورك كما أمرك رسولي ؟ ويقصد برسوله الشاويش.
إذن بالنسبة لنا نحن البشر فإن كل رسول نبي وليس كل نبي رسول (إذا كان الأمر يتعلق بمنهج من الله).
أما بالنسبة لله سبحانه وتعالى فإن كل نبي رسول وليس كل رسول نبي ،
فالنبي إما أن يكون مرسلا بتشريع كأولي العزم من الرسل ، وإما أن يكون مرسلا ليكون قدوة سلوكية .
وأما : ليس كل رسول نبي ) ، إقرأ إن شئت : واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون ، إذ (أرسلنا) إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون).
من الذي أرسل هؤلاء الرسل؟
تقول التفاسير إنهم رسل المسيح عليه السلام إلى أنطاكية ، إذن فهم رسل المسيح ليسوا أنبياء لم يتلقوا الأمر من الله مباشرة ولا من ملك وإنما من عيسى ، وبما أن أمر الرسول من أمر الله فإن رسول رسول الله يعتبر مجازا رسولا لله ، ولذلك قال الله (إذأرسلنا).
نأتي الآن إلى قوله تعالى :
واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا.
وقال الله عن موسى :
واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا.
لو أن كل رسول هو نبي لما جاءت كلمة (نبيا) بعد (رسولا) ، ولما احتاجت لتوضيح بإضافة كلمة (نبيا)، وإنما جاءت كلمة (نبيا) لتبين أن إسماعيل كان يوحى إليه ولم يكن فقط رسولا غير مباشر مبعوثا من أبيه إبراهيم.
وكذلك الأمر بالنسبة لموسى كان رسولا نبيا . كان مرسلا بوحي من الله (كلمه الله) وليس رسولا مرسل من طرف رسول آخر كرسل المسيح.
إذن إذا أثبت الله لبشر وصف (الرسول) فإن الله يبين بعدها نوع رسالته هل هي بوحي مباشر من الله (نبي) أم هي رسالة غير مباشرة.
وفي المقابل إذا أثبت الله لبشر وصف (نبي) فإن الأمر واضح لا يحتاج لتوضيح لأن كل نبي هو رسول : إما بتشريع أو قدوة سلوكية في تطبيق التشريع.

وهل يرسل الله فقط رسلا أنبياء للتشريع وأنبياء ليكونوا قدوة؟
ألا يرسل الله بالإلهام بشرا لإصلاح الأرض وآخرين لرفع الظلم ... ؟
بلى ، فقد قال الله (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله )، فالذي جاء وأصلح في الأرض وكان رحمة للناس ما كان لمشيئته أن تسبق مشيئة الله ، فالله تعالى هو الذي حبب إليه ذلك الأمر وزينه في قلبه لينفذه عن طيب خاطر، فهذا هو الإلهام ، فإن جاز لنا أن نقول (مجازا) : أرسله الله ليصلح به الأرض، فهو عند الله حقيقة لا مجازا.

هذا الكلام (كل نبي رسول وليس كل رسول نبي) قلته قبل سنتين في منتدى آخر فأوقفوا عضويتي باعتبار أني خالفت السلف.