في لقاء عقده وزير الداخلية حبيب العادلي مع شباب "الحزب الحاكم" والذين لأول مرة يخرجوا عن نصوص التي تعد لهم مسبقاً من جانب منظمي اللقاء كنتيجة منطقية لإرتفاع دعاوي التغيير في مصر, اتهم كلب الداخلية نقابة الصحفيين لتضامنها مع المعتقلين بأنه أصبحت نقابة "للحرامية", وأن الداعون للتغيير هم حفنة من المخربين المندسين بهدف قلقلة الأمن العام والإستقرار السياسي في مصر!!

طبعاً من المنطقي أن يقول العادلي مثل هذه الكلمات التي لا تعبر إلا عن تخبطه الواضح. أصبح النظام المصري أكثر همجية من نمر جريح, هي سكرات الموت كما يراها المحللون.

أنقل لكم اليوم تحقيق صحفي لخالد الروبي الصحفي في جريدة العربي عن هذا اللقاء..


(f)





[CENTER]وزير الداخلية

يتورط فى اتهامات خطيرة للصحافة والمعارضة[/CENTER]


المعارضون عليهم احترام رئيس الجمهورية كما يحترم القرويون حضرة العمدة!

نقابة الصحفيين تدافع عن الحرامية والمزورين!

المطالبون بإلغاء الطوارئ يريدون تخريب البلد!

وزير الداخلية يمازح شابا: أنت بتشترى البانجو بكام؟!

العربى لديها تسجيل لنص كلام الوزير.. وتسأل: مامغزى حملة الهجوم على المعارضة الآن؟

حملة هجوم وزير الداخلية اللواء حبيب العادلى على الصحافة والمعارضة فى مصر باجتماع فى اكاديمية الشرطة نظمته وزارة الشباب الأسبوع الماضى تمثل تطورا خطيرا يهدد مستقبل الديمقراطية فى مصر، فلم يعهد عن وزير الداخلية الحالى التورط بألفاظ غير لائقة بحق المعارضة، وبحق الصحافة، وبحق نقابة الصحفيين.

العربى حصلت على نص صوتى للتصريحات الخطيرة، وتضعه أمام الرأى العام، وأمام الرئيس شخصيا، والسؤال الآن: لماذا تورط وزير الداخلية فى مثل هذا الهجوم العنيف ضد المعارضة وضد الصحافة على وجه الخصوص، إلا أن يكون المناخ العام قد احتقن لحد بات يهدد الهامش الديمقراطى، وبات يهدد بحملة اعتقالات تشبه حملة سبتمبر الشهيرة على عهد الرئيس السادات، وبات يهدد بزج المعارضين فى السجون وتلفيق قضايا ضد بعض رموزهم، وربما التلويح بإغلاق الصحف المعارضة أو وإحكام الحصار عليها.
ونعتقد أن مثل هذه السياسة سوف تفشل هذه المرة كما فشلت من قبل، وأن نظام الحكم فى مصر هو أول ضحاياها، فالضغوط الخارجية تتزايد وتبتز النظام، ولا حل ولا أمل فى حل الاحتقان الداخلى إلا بمصالحة سياسية شاملة ترد الاعتبار للمواطن المصرى، وتفتح الأبواب الموصدة لإصلاح سياسى ودستورى شامل، يسمح بانتقال سلمى للسلطة.

وهذه هى المعانى الرئيسية التى تضمنها بيان صدر هذا الأسبوع عن رؤساء تحرير صحف المعارضة :الوفد، والأهالى، و الأحرار، و العربى.
ولعلنا نتساءل عن مغزى إهانة نقابة الصحفيين الآن على هذا النحو الخشن، وإثارة أزمة بين وزارة الداخلية والصحافة المصرية، من المؤكد أنها تسحب مما تبقى من رصيد شرعية نظام الحكم.
ومن حقنا أن نتساءل: إلى أى مجهول خطير تذهب مصر؟

فى واقعة تنذر بأزمة جديدة بينه وبين الصحفيين، شن وزير الداخلية حبيب العادلى هجوما لاذعا على نقابة الصحفيين، ووصفها بأنها تدافع عن الحرامية والمزورين، فى إشارة لإقامة مؤتمر فى النقابة للتضامن مع عضويها المقبوض عليهما: د. أيمن نور رئيس حزب الغد وإبراهيم الصحارى. واستبق العادلى نتائج تحقيقات النيابة مع نور، متهما إياه بأنه مزور! بينما حث الوزير المعارضين على احترام شخص رئيس الجمهورية مثلما يحترم الناس فى القرية العمدة و يخاطبونه يا حضرة العمدة.
واتهم المطالبين بإلغاء قانون الطوارئ بأنهم أصوات تريد تخريب البلد.

وأمام عدة مئات من الشباب، فى لقاء نظمته وزارة الشباب يوم الأحد الماضى وحضره الوزير أنس الفقى وعقد فى مقر اكاديمية الشرطة بالعباسية رد حبيب العادلى على سؤال لأحد الحضور عن سبب إلقاء القبض على بعض الشباب فى معرض الكتاب قائلا: لم أسمع أن هناك من قُبض عليه، فأجابه الشاب بأن منهم إبراهيم الصحارى.. وهو صحفى فهتف الوزير منفعلا: ومن هو الصحارى حتى تهتم أنت به، ونقابة الصحفيين أيضا؟.. هل هذا هو دور النقابة؟ تدافع عن الحرامية؟.. النقابة تدافع عن أيمن نور كرجل مزور، وتدافع عن إبراهيم الصحارى كرجل اعتدى على ضابط شرطة يؤدى عمله. بكره تدافعوا عن الحرامية، ونقول لكم: نقابة الحرامية!. المفاجأة أن الوزير ضحك وهو يقول الجملة الأخيرة، كما ضجت القاعة بالضحك.. بينما ارتسمت على شفتى أنس الفقى ابتسامة باهتة.
واستأنف العادلى حديثه، موجها نصائحه إلى الشباب حضور اللقاء، وهو يرد على سؤال آخر عن: لماذا لا يتم تنفيذ القانون إلا على المعارضين، خاصة المحتجين على التجديد للرئيس مبارك أو التوريث، بينما لا يتم تنفيذه مثلا على يوسف والى الذى ثبت ضلوعه فى قضية المبيدات المسرطنة؟ قال الوزير: من ليس له كبير يشترى له كبيرا، فالناس فى القرية يحترمون العمدة.. ويقولون له يا حضرة العمدة. هذا رئيس الجمهورية، و هناك أصول تربينا عليها. ثم كم عدد المعارضة هذه؟ نسبة كبيرة من المعارضة تصور للناس كلام غير حقيقى.
وأضاف وزير الداخلية، موجها حديثه للشاب صاحب السؤال: وبعدين.. مين اللى قالك إنه صدر حكم ضد الدكتور يوسف والى ومع احترامى للدكتور غريب وزير المالية الأسبق فقد تم تنفيذ القانون عليه، ودخل السجن. وبالنسبة للدكتور يوسف والى.. هل سيجاملونه فى حكم قضائى.. كيف؟.

وسأل شاب آخر عن سبب الإبقاء على قانون الطوارئ وهل تم تغيير بعض بنوده؟. لكن وزير الداخلية، الذى كان قد قال للشباب فى بداية حديثه إن حواره معهم سيكون صريحا جدا.. وبلا قيود أجاب قائلا: قانون الطوارئ هو.. هو لم يتغير، وهو إجراء قانونى يخضع للرقابة القضائية. ولكن هناك بعض الأصوات تقول إننا نستغل نفوذنا، وهذه الأصوات أعتبرها تريد أن تخرب البلد.. فقانون الطوارئ ساعدنا كثيرا جدا على تحجيم الإرهاب.. وإننا يمكن أن نسميه قانون خاص.

ولم يفت الوزير أن يلقى ببعض النكات فى ردوده على بعض الأسئلة، سعيا لإضحاك الشباب حضور اللقاء، وهم من الجنسين، ومنها ما رد به على شاب طلب منه تفسيرا لانتشار البانجو بين الشباب خاصة، فرد العادلى: البانجو أصبح سهلا للتاجر، فهو أقل مخاطرة من الحشيش.. ورخيص الثمن، وهناك من يبيعه فى البوتيكات، ثم سأل الوزير الشاب: أنت بتجيبه بكام؟ ثم أضاف قائلا وسط استحسان الحاضرين طبعا إنه يعفو عن مرحلة التجربة.. التى يقوم فيها الشاب بتجربة المخدر. متهما تسيب الأسر فى تربية أبنائها، والبذخ والانفاق عليهم بإسراف، بأنهما وراء انتشار تعاطى البانجو.

يذكر أن لقاء الوزير مع الشباب تم وسط حراسة أمنية مشددة، وخضع جميع الحضور لإجراءات تفتيش دقيقة قبل الدخول لمكان الاجتماع ومنعت وسائل الإعلام، بمن فيهم الصحفيون المعتمدون لدى وزارة الداخلية، من حضور اللقاء.
وكانت أزمة سابقة قد حدثت فى فبراير من العام الماضى بين وزير الداخلية حبيب العادلى ونقابة الصحفيين عندما وصف الوزير مؤتمرا صحفيا عقده مرشد جماعة الإخوان المسلمين مهدى عاكف فى مقر النقابة بأنه سقطة للنقابة ما دفع مجلس النقابة برئاسة جلال عارف إلى إصدار بيان احتج فيه على كلام العادلى.

خالد وربي