تحية طيبة و بعد
ما نقله الزميل جعفر فيه الكثير من اوجه الصحة و إن كنت ارى ان شخصية و فكر وصفي التل تحتاج إلى افراد مساحات واسعة للحديث عنها في اطارها التاريخي و كيف كان الرجل يرى و يتعامل مع الواقع من حوله ، مما لا شك فيه ان وصفي كان رجل دولة مميز و ذو شعبية عريضة و رجل تنمية و محارب فساد و باني دولة من الطراز الأول و ليس مجرد موظف و لم يعرف تاريخ الأردن إلى اليوم رجل دولة بحجم وصفي التل ، عند الحديث عن مواقف وصفي التل من المقاومة فهي لم تكن ثابتة بحكم تبدل الواقع السياسي لكن ارى انه من المهم التميز بين رؤية وصفي لمنهج المقاومة الصحيح و تعامل وصفي مع ما يعتبر امر واقع مفروض ، فوصفي التل كان الوحيد في زمنه الذي أصر و دعى بقوة إلى نقل النضال المسلح إلى داخل فلسطين و هو النضال الذي كان مؤمناً به و داعياً إلى دعمه عربياً و كان يرى أن يأخذ هذا النضال شكل عمليات العصابات المقاومة التي تنفذ العمليات ضد العدو الصهيوني على أرض فلسطين التاريخية ، و لهذا في بداية مواجهة قضية فرض اجندة التنظيمات المقاومة على الأردن عارضها وصفي بشدة إلا انه في النهاية أضطر إلا التعامل مع الأمر الواقع و أنه لا خيار امام الدولة الأردنية إلا القبول بالمقاومة فعمل وصفي فعلاً على تكريس فكرة عمان هانوي العرب و ان تكون المقاومة و الدولة الأردنية شيء واحد إلا ان الفصال المقاومة رفضت هذا من جانبها كانت ترى ان مقاس السياسة الأردنية و التزاماتها الدولية يضيقان عن استيعاب نشاطها فضلاً عن تقبله ، ناهيك عن مسألتين مهمتين الأولى ان عرفات كان يرى الملك منافساً له في تمثيل الشعب الفلسطيني في الساحة الدولية لهذا كانت سياسته تتمحور على عزل الملك في تمثيل القضية ناهيك عن استمرار الترويج لفكرة ان الملك عميل ليس لان عرفات غير مقتنع برؤية الملك السياسية بالعكس و قد اثبتت الايام انه اكثر اقتانعاً منه بها لكنه التنافس كما قلنا على تمثيل القضية و رغبة عرفات في عزل الاردن في هذا الجانب من ناحيته كان يراها عملاً وطنياً مبرراً على اساس ان الفلسطيني وحده من له الحق في تمثيل قضيته و أن العرب عموماً لم يقودوه إلا للهزائم ، و من هنا بدأ الصراع داخل الاردن بين مقاومة ترفض ان تدخل تحت اطار الدولة الاردنية و دولة اردنية لا يمكن ان تقبل بدولة داخلها ، فتحول موقف وصفي عند اذ من الدعوة إلى عمان هانوي العرب إلى الرد على هذا الموقف بأنه لا يمكن للأردن أن يقبل دولة داخله.
اما قصة اغتيال وصفي فالجهة التي اغتالته و اعلنت مسؤوليتها معروفة و هي منظمة انتقامية تأسست بعد ايلول اطلقت على نفسها اسم ايلول الاسود كما جاء في عدة مصادر هي التي نفذت عملية الاغتيال و تتحمل مسؤوليته و قد كانت المخابرات الاردنية قد حذرته من هذه الرحلة إلا انه اصر عليها و على مواجهة الاغتيال.
تحياتي و للحديث بقية