عندما يبكي الرجال ... بقلم : غانم جورج النصير مساهمات القراء


قليلة هي الايام التي يبكي فيها الرجال لكن بكاؤهم يعلو بصمت مجروح ويخرج من الروح كم هو عظيم ذلك الالم وكم هو جليل هذا المصاب ,



ان تفقد اشخاصا كانو بالامس معك وتبقى ذكراهم في اولادهم الصغار وفي عيون اهلهم لا أعلم من أي سطر ابدأ ولا اعلم بأي كلمات أبدا وأي كلمات قد ترسم حدود الحزن وأي كلمات قد ترسم حدود المصيبة مسلمين بالقضاء والقدر ومسلمين بكل ما هو آت وبكل ما هو منظور وغير منظور استقبلنا ذلك الخبر



تخبطنا بكينا علا صراخنا السحاب وعلت الوجوه أحزان لا تستطيع الجبال احتمالها وللحظات أحسسنا أن زلزالا ضرب أعماقنا واخرج منا كل غضب الكون



لا اعلم شيئا ابدا إلا أني اعلم أنهم كانوا أحباءنا وكانوا أصدقاءنا وكانوا إخواننا واعلم أنهم كانوا عمالقة من أساسات هذا الصرح العملاق



مهما عملنا ومهما فعلنا فقد رحلوا تاركين لنا ذكرى في كل زاوية وفي كل صوب من حياتنا ذكراهم ارتسمت في حياتنا كمخطوطة فرعونية قديمة وما زالوا معنا في كل تحركاتنا وأيامنا



في خضم هذا الحزن وهذا الألم ظهرت العائلة وظهر ترابط أفرادها يشد بعضهم بعضا ويؤازر بعضهم بعضا يحملون بعضهم ويواسون بعضهم يمسحون الدموع ويقفون وقفة رجل واحد

نحن مهما اختلفنا ومهما تباعدنا نحن عائلة ومهما ابتعدت آراؤنا وتعددت خلافاتنا وأفكارنا نحن عائلة واحدة نفرح معا ونحزن معا ونتوحد معا



و تبقى في النهاية مشيئة الله وتبقى حكمته تواسينا وتصبرنا على بلائنا وتبقى لنا رحمة الله العظيم تدلنا وترشدنا في طرقات حياتنا مؤمنين به عارفين انه هو الملاذ وهو الملجأ في أحلك الأوقات



أواسي نفسي بكم وأواسي أهل أحباءنا بكم وأعلم أنكم من يحمل في يده شعلة النور واعلم أنكم

أساس النجاح وأعلم أن لدينا رجالا ليوم الشدة وليوم المصائب يقفون وقفة العز ويشدون وزر بعضهم

نتكل على الله ثم عليكم حفظكم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله

http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=81172