لقد قلت ان المقال يدعو الي التفكير في ظاهرة منتشرة كثيرا
و بغض النظر عن الاتفاق او الاختلاف مع ما كتبه صاحبه فان المطلوب هو القاء حجر في بحيرة راكدة
و هذا مقال اخر لنفس الكاتب:

الإسلام يبيح التحرش الجنسي !!!
زهير عطا سالم
zohairsalem@hotmail.com
الحوار المتمدن - العدد: 2376 - 2008 / 8 / 17


يبدو العنوان مستفزاً وغريباً وهجومياً ويحمل تعدياً صارخاً على الإسلام، ولكن قراءة هادئة عقلانية ومستنيرة توضح صدق هذا الادعاء، وكل ما أرجوه من القاريء هو قراءة ما كتب جيداً وعدم الحكم على المقال انطلاقاً من توتر أعصاب وتشنج ناتجان عن صدمة العنوان !

أولاً لنأتي على ما يسمى بآية الحجاب وهي ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما - الأحزاب / 22 ).

في الآية السابقة طرح القرآن حلاً لمنع التحرش، وهو أن تدني النساء على أجسامهن جلابيباً فلا تبرز مفاتنهن وبالتالي لا يتعرضن للأذى من المنافقين .. صح ؟؟؟؟؟

المبدأ السابق لم يأت على ذكر أي عقوبة للمتحرشين ولا للمتسببين بالأذى على الإطلاق، بل أوقع ( الله ) السبب وأصل البلاء في تبرج النساء، وبالتالي فهم المسلمون جميعهم، كبيرهم وصغيرهم، القدماء والمحدثين منهم، أن الحل لمنع التحرش يكمن فقط في تحجب المرأة وإخفاء زينتها ومفاتنها عن الناظرين.

جميع إعلانات الإسلاميين في حملاتهم المسعورة لفرض الحجاب تنطلق من هذا المبدأ، وهو أن الحجاب يحمي المرأة من عيون الذئاب، لكنه لا يقول شيئاً عن هؤلاء الذئاب ولم يوقع عليهم أي عقوبة ولم يهددهم حتى بعقاب آخروي، فالمرأة التي تتعرض للتحرش تكون هي المذنبة وحدها لأنها لم تتحجب !!

انطلاقاً من المفهوم الذي أرسته آية الأحزاب السابقة، لا نسمع مطلقاً أي من الدعاة ولا خطباء المساجد ولا القرضاوي ولا الممثل الشهير عمرو خالد - لم نسمع ولا نسمع منهم أي تحريم أو تجريم أو حتى كلمة استنكار لفعل التحرش أياً كان اللباس الذي ترتديه المرأة، وبالتالي يفهم الشباب المراهقون والمعقدون بعقدة الجنس أن التحرش مسموح طالما كانت المرأة غير متحجبة، وبالتحديد ذلك الحجاب الذي تنص عليه المظلمة السعودية.

هنا أتساءل: ماذا لو نص القرآن على عذاب عظيم لمن يقوم بأذى النساء والتحرش بهن، ألن تختلف الصورة عما نشاهدها الآن من شيوع للتحرش الجنسي لدرجة باتت ظاهرة تهدد أمن المجتمع ؟؟؟ ألم يكن من الأنسب أن يعالج القرآن التحرش بوصفه جريمة واعتداء على الآخرين وانتهاك لحرياتهم ؟؟؟؟؟

لكن ذلك للأسف لم يحدث فتركت المرأة فريسة للذئاب دونما رادع ودونما دروس ومواعظ تقلل من شراسة الذئاب وهمجيتهم واعتدائهم.

لا أريد من القاريء أن يقتنع فوراً بوجهة نظري، كل ما أريده هو أن يفهم أن ثمة وجهات نظر أخرى، قد تتعارض مع الدين، ولكنها صائبة من الناحية المنطقية.

ثمة تساؤل أخير وربما جارح: لماذا لا يشيع التحرش الجنسي في بلاد الغرب رغم اللباس شبه العاري للجميلات والفاتنات ؟؟؟ ألا يستحق ذلك منا البحث والتفكير في المسلمات والثوابت الإلهية التي تقال دون أن يمنح أحد حق انتقادها أو تفنيدها ؟؟؟؟؟